عربي ودولي

مطالباً برصد أحداث القتل والتمثيل بالجثث والمقابر الجماعية وتقديمها للمجتمع الدولي…«الإفتاء المصرية» تنتقد حلم التنظيمات الإرهابية بإقامة «دولة الخلافة»

 القاهرة:رلى الهباهبة : 

انتقد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية حلم إقامة الدولة أو دولة الخلافة المزعومة الذي يراود التنظيمات الإرهابية على كل مشاربها، وأنها في سبيل تحقيق هذا الحلم لا تعبأ بمشروعية الوسائل فتختلق لأجل ذلك الصراعات والاضطرابات لتحدث ما يسمى بخلخلة الدول.
وأضاف المرصد أمس الأربعاء في العدد الثالث من نشرة «إرهابيون»، التي يصدرها وجاء تحت عنوان «الثور الهائج وحلم الدولة.. صراعات واضطرابات»: إن تلك التنظيمات تحاول من خلال أجهزتها الإعلامية المختلفة، التي جندت لها الكفاءات من كل أنحاء العالم، أن تثبت للعالم أنها أصبحت دولة بالشكل المتعارف عليه وأن لها من الموارد ما يضمن لها الاستمرارية والتوسع، لأنها تختلف عن تلك الدول التي حرمتها الحدود من أن تصبح كيانا واحدا قويا، فأضحت عرضة للسقوط، وهذا ما برهنت عليه من خلال سيطرتها على أجزاء كبيرة من بعض الدول. وأوضح المرصد أن تلك التنظيمات دأبت على بث رسائل مفادها «إن من يعيشون تحت مظلتنا ينعمون بالأمن والعدل ورغد العيش» فأخذت تسيطر بسهولة على المناطق وتنزع يد الدولة عنها وتصبغها بصبغتها، لضم الموالين لها وتتخلص من الرافضين بأحكام وقوانين صنعتها لنفسها، وبذلك يزيد عدد الداعمين لها مستغلة غياب الدولة في هذه المناطق وحاجة الناس إلى العيش الكريم.
وكشف المرصد زيف تلك الادعاءات، وكذب هذه التنظيمات التي ترى في القتل حلا لأي شيء، فالمقابر الجماعية أضحت وسيلتهم الإرهابية للخلاص ليس من أعدائهم من العسكريين والمدنيين الأبرياء فحسب بل من أعضاء هذه التنظيمات نفسها، فهي حيلة جديدة لهم لإخفاء جرائمهم في حق البشرية.
وتابع المرصد: إن الإرهابيين في السابق كانوا يتخذون من المظلومية شعارا لهم ويظهرون في موقف الضعيف الباحث عن الخلافة الإسلامية، ودائما ما يتلقون الضربات من الأنظمة الظالمة، لكن تلك المقابر كشفت زيف هذا الادعاء، وبينت حجم المأساة الإنسانية التي يرتكبونها في حق الشعوب.
وأوضح المرصد أن تلك التنظيمات لا تفرق بين مدني وعسكري، فمعيار النجاة عندهم هو التوبة وأن تتبرأ من الأنظمة والقوانين الوضعية، حتى من نظم التعليم والاحتكام لشرع اللـه متوعدة من يعود إلى ما كان عليه في السابق أو يعارض بالقتل من دون رحمة وقد أكدت التقارير الرصدية ارتفاع حالات القتل التي أثبتتها تلك المقابر الجماعة المكتشفة حاليا.
وطالب بضرورة رصد أحداث القتل والتمثيل بالجثث والمقابر الجماعية وتوثيقها وتقديمها للمجتمع الدولي بصورة دورية، بالإضافة إلى إدانة الدول التي تدعم الإرهاب بصورة أو بأخرى ليتضح للعالم الوجه القبيح لهذا الإرهاب الأسود.
وانتقد المرصد القوانين المطاطة التي تصدرها التنظيمات لتبرير إجرامها مثل خيانة المسلمين ليكون عقاب كل من يخرج عنها القتل وليس شيئاً سواه، مبيناً أنه نتيجة لهذه القوانين الجائرة فقد تم توثيق ما يقرب من أربعة آلاف حالة إعدام من تنظيم داعش فقط في العام الماضي تنوعت بين الرمي بالرصاص أو النحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق، لكن هذا لا يهم في سبيل إقامة وهمهم المزعوم.
كما انتقد المرصد نظرة تلك التنظيمات للنساء في دولتهم على أنهن سبايا وأسرى حرب، مصيرهن الإهداء لأعضاء التنظيم كمكافآت وغنائم حرب أو عرضهن للبيع مقابل مبالغ مالية زهيدة لا يمنعهم من سبي النساء انتماؤهن أو ديانتهن سنة كانوا أم شيعة أو حتى كانوا غير مسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن