سورية

دعا إلى مقاومة القوات التركية والميليشيات في عفرين.. واستبعد توجيه أميركا ضربة لدمشق … خدام: إحياء المسار السياسي بعد سيطرة الجيش على الغوطة وإدلب

| موفق محمد

اعتبرت «هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة، أن إحياء المسار السياسي لحل الأزمة السورية قد يتم بعد استعادة الدولة السيطرة على الغوطة الشرقية ومحافظة إدلب.
واستبعدت الهيئة أن تنفذ الولايات المتحدة الأميركية تهديداتها بتوجيه ضربة لدمشق بعد الموقف الروسي الحاسم، ودعت إلى حرب مقاومة على القوات التركية والميليشيات المسلحة التي اجتاحت منطقة عفرين في شمالي غربي البلاد.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال المتحدث باسم الهيئة منذر خدام في رده على سؤال عن الاتجاه الذي تذهب إليه الأزمة في سورية وخصوصاً أن مسرح الأحداث في سورية يشير إلى أن الكلمة العليا للرصاص، قال: «لا يزال العمل السياسي معوّقاً إلى درجة كبيرة من جراء تدخل دول عديدة وكذلك من خلال أن القوى الإرهابية لا تفكر سياسياً ولا تسترشد بمصلحة البلد».
وأضاف: «من حيث المبدأ ليس من أزمة إلا ونهايتها سياسية، وهذه النهاية ربما يتم التعامل معها جدياً بعد استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية وعلى إدلب بعدها، أو ربما القلمون الشرقي في ريف دمشق».
وأوضح خدام، أن «استعادة السيطرة على إدلب كان أولوية لدى الجيش لكن اعتداءات إرهابي الغوطة على دمشق غير الأولوية».
وأوضح، أن سرعة الجيش في تحرير الغوطة وغيرها ناتج عن عوامل عدة منها عدم تلقي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة هناك دعماً كما كان سابقاً، إضافة إلى انفضاح ارتباطاتها الخارجية وانكفاء حاضنتها عنها وكذلك انخفاض معنوياتها.
وأعرب المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي» عن اعتقاده، بأن الجيش وبعد انتهاء معركة الغوطة الشرقية والسيطرة عليها سيتوجه إلى إدلب «فهي صارت جبهة لينة وخصوصاً بعد سحب تركيا لمسلحين منها لاستخدامهم في عفرين».
وأوضح خدام، أن السيطرة على إدلب أمر ذو أهمية للدولة «للحد من النفوذ التركي ولفتح طريق دمشق حلب وحلب اللاذقية ولذلك بعد الانتهاء من إدلب سوف يتم تحرير ريف حمص الشمالي أو إجراء مصالحة فيها».
ورداً على سؤال عن موعد إنهاء مسألة تنظيم داعش الإرهابي في أحياء جنوبي العاصمة، وخصوصاً مع تردد أنباء عن سيطرة التنظيم على مناطق خرج منها مسلحون في حي القدم، قال خدام: «انظر إلى جنوب دمشق كجزء من جبهة الغوطة وبالتأكيد سوف ينهيها الجيش وخصوصاً بعد استعادة داعش السيطرة على (جزء من) حي القدم».
وإن كان اتفاق «خفض التصعيد» في جنوبي البلاد سيستمر أم إن الجبهة هناك ستشهد تسخيناً في ظل اشتعال المعارك في الغوطة الشرقية، قال خدام: «منطقة خفض التصعيد جنوبي البلاد أعتقد أنها لن تشهد تصعيداً في الوقت الراهن لعدة أسباب فهي لا تمثل أهمية إستراتيجية الآن للجيش، ولا ننسى أن أميركا طرف فيها».
وأضاف: «ربما تحصل بعض المعارك المحلية للرد على استفزازات المسلحين في بعض المناطق في الجولان».
وعن التهديدات الأميركية وبعض الدول الغربية مثل فرنسا بتوجيه ضربة إلى دمشق والردود الروسية الحادة على تلك التهديدات، أعرب خدام عن اعتقاده بأن أميركا وتلك الدول لن تقدم على توجيه ضربة لدمشق «وخصوصاً بعد الموقف الروسي الحاسم».
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفرنسا وبريطانيا هددوا بتوجيه ضربة لدمشق بمزاعم استخدام الجيش العربي السوري غاز السارين.
في المقابل، صعّدت موسكو موقفها لـ«ردع النيات الغربية» عبر التلويح بالرد على أي هجوم يستهدف قوات الحكومة السورية، وخصوصاً إذا استهدفت عناصر من الجيش الروسي.
كما أكدت موسكو نية واشنطن «التجهيز» لـ«فبركة هجوم كيميائي لتبرير الهجوم الصاروخي على دمشق».
وعن شكل الحل السياسي القادم بعد سيطرة الجيش على الغوطة الشرقية وإدلب أوضح خدام أنه «من الصعب التكهن بشكله الآن وينبغي ألا ننسى أن لتركيا وأميركا نفوذاً مهماً على الأرض لا يمكن تجاهله ومع ذلك صار الحل يتركز حول الدستور والانتخابات وهي قضايا سهلة نسبياً».
وعما يمكن أن تكسبه المعارضة الخارجية من هذا الحل بعد الرجحان الكبير في ميزان القوى على الأرض لمصلحة الدولة، قال خدام: «أنا شخصياً لا أراهن على المعارضة الخارجية لأن كثيرين منها لا يزالون مجرد أدوات. الرهان على قوى المعارضة الداخلية، أضف إلى ذلك فإن احتياجات البلد لتجاوز الكارثة تتطلب نظاماً منفتحاً غير فاسد».
وعما يتعلق واجتياح الجيش التركي والميليشيات السورية الموالية له لمنطقة عفرين، قال خدام: «أعتقد أن الروس نجوا في جر تركيا إلى المستنقع السوري، وسوف تدفع ثمناً باهظاً ربما سوف ينعكس على وضعها الداخلي، وبالطبع ليس للسوريين مصلحة في ذلك على الأقل في المدى المنظور وكان يمكن تجنب ذلك لو دخل الجيش إليها».
وعن الطرف الذي يتحمل المسؤولية جراء ما جرى في عفرين، قال خدام: «الحقيقة المعلومات متضاربة، فالمصادر الكردية تحمل الروس المسؤولية فهم من حال دون دخول الجيش علماً أن الكرد طالبوا بذلك».
وتعقيباً على سؤال بأن الكرد طلبوا من الجيش الانتشار فقط على الحدود مع تركيا وليس في قلب المدينة، قال خدام: «يقولون (الكرد) غير ذلك بل قالوا إنهم على استعداد لضم تشكيلاتهم إلى الجيش».
وأضاف: «على كل حال هذا قد صار من الماضي ينبغي التفكير فعلاً بجعل تركيا تدفع ثمناً باهظاً من خلال تنشيط حرب المقاومة عليها وقد باشر الكرد ذلك».
واعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، أمس الأوّل في أن اجتياح قوات النظام التركي لمدينة عفرين ورفع العلم التركي فوق الأراضي السورية، هو «غزو غير قانوني وغير شرعي، لأرضنا وبلادنا»، وشددت على أننا «سنتعامل معه كما تعاملنا مع أي غاز لهذه الأرض».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن