ثقافة وفن

«أنثى تغني» مجموعة شعرية لأكرم جميل قنبس تسأل الشام عن فؤادي دلال

| سارة سلامة

في غربة يسكنها بالمكان ولكن قلبه يظل أبداً يتعشق الشام ويسكنها، فنرى ديوان شاعرنا الدكتور أكرم جميل قنبس الذي حمل عنوان «أنثى تغني»، مجموعة من القصائد المنوعة نرى ابن مدينة «الحارة» في درعا يحمل الكثير من العشق والحب والاشتياق لم تفارقه الشام يوماً..
حيث تخرج في قسم اللغة العربية في جامعة دمشق في 1983، ثم حصل على دبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية 1985، ويعمل الآن مدرساً للغة العربية في الإمارات، وهو عضو باتحاد الكتاب العرب.

ضم الديوان قصائد تحت عناوين كثيرة منها: سيكتب النهر، زقزقات من القلب، ملعب الحسّ، هذا قلبي، همسة ملهمة، مقلة الشوق، أمير العاشقين، دوح مشاعري، قلبي كالطفل، محراب الياسمين، رحلة أشواقي، قمر الشآم، ووضع بنهاية المجموعة ما يوثق سيرته الذاتية لتعريف القارئ به وهو الحاصل على شهادات كثيرة وله العديد من المؤلفات.
وبإهداء ذيل به بداية المجموعة الشعرية قال فيه: «إلى الأنثى التي تألقت بين آفاق قصائدي».
بحبه وقلبه الكبير نرى حالة العشق والهيام التي تترسخ في أغلب القصائد وتبجيله لحالة الحب التي يعيشها والغزل الذي غلب عليه وفي قصائده من خلال استخدام صورة جميلة ومعبرة..

أنثى تغني
تقولين هل تصطفي بغصن الوفاء
وهل يستطيع شعورك أن يوقظ القلب من كبوة الانطفاء
وهل تملأ المقلة اليوم بالأغنيات
وهل سوف أشدو كما تشتهيني أمانيك عند اللقاء
وهل ما تزال الحياة تغني لمثلي
وقد أغرقتني بحور البكاء
أنا فوق صبري أناجيك شوقاً
وتصبحني أمنيات
وأحمل نفسي إليك على صهوة من ضياء
أيا من أثرت الحنين بقلبي
وهيأت لي فجر هذا الغناء
أنا بين أيديك أنثى تغنّي
وتغنيك عمّا تغنيه كل النساء..
روحي دواء

أين تلك الشمس غابت
أين ذاك البدر غاب..؟
يا ملاكاً، فيه نبض الروح ذاب
ضمني بين جناحيك صباحاً
وارتشفي رشفة الشهد المذاب
فأنا روحي دواء
سوف تجلو عنك أدواء العذاب
يا ملاكاً، فيه نبض الروح ذاب
هذا التنوع بين النثر والبيت المنتظم كان منوعاً في المجموعة ولكن هذا كله لم يؤثر في تدفق روح القصيدة لديه ونرى استفاضة الشاعر في التعبير عن حب يعذبه ويتوق إليه.

ضاع قلبي
على شطآن قلبك ضاع قلبي
لأنك ما ملأت كؤوس حبي
مراكبنا تحار بأي أفق
تسير وكم أنرت إليك دربي
لقد أشعلت في عينيك فجراً
ندياً، مورقاً في كل هدب
فما لي لا أرى منك اشتياقاً
يسيل صبابة بفمي وقلبي
إذاً هي الشام الموجودة في قصائده التي يحن فيها إلى بلده يستذكر الشام في كل حالة اشتياق فهي تمثل له الحب والعشق والحلم بالعودة والتخلي عن غربة أضنته لسنوات، حيث لا تغريه هذه الغربة وكل ما فيها تلك البلاد بل تبقى الشام مملكته رغم كل المغريات..

قمر الشآم
قلبي يتوق إلى الشام
ليعبّ من قمر الغرام
قد ذقت فجر رحيقه
وشممت أنفاس الكلام
قمري هنالك بيته
متأرّج بندى الكرام
وأنا هنا، قدري هنا.
فمتى ستحضنني إلى الشام

دلال
تسأل الشام عن فؤادي دلال
هل به اليوم حبها ما يزال؟
هل عصافيره تطير وتشدو
فوق أجفانها، ويحلو وصال؟
هل على الغوطة الندية طيف
من حنين لأمنيات تنال
رحم اللـه عهدنا، كيف صرنا
ياسميناً تعطّرته الرمال
كلما أبحر الفؤاد شراعاً
نحو شام هفت إليه دلال
فهي أدرى بشوقنا كيف أمسى
شجراً تستظله الآمال

شآمية
جودي علي فإن الصمت يشقيني
يا من بأنغامها صوت الحساسين
تعود القلب أن تعطيه جرعته
من زقزقاتك بين الحين والحين
أشم أنفاسك العذراء تغمرني
بعطرها مثل أنفاس الرياحين
يا ياسمين حياتي، يا شآمية
يا عندليبي الذي بالشوق يغريني
لو خيروني بملك من ذرا «فاس»
يمتد في دوحه حتى ذرا «الصين»
لما رغبت سواك اليوم مملكة
أعطيك من شهد أنفاسي وتعطيني
ومن دواوينه الشعرية: اللهب المجدول 1988 – رحلة في عيون 1991، صلاة على روح امرأة 1992، ومن مؤلفاته: بدوي الجبل شاعر العربية والعرب، حصل على المركز الثالث للمسابقة الشعرية بالإمارات 1991.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن