سورية

موسكو تؤكد: قواتنا ستعمل على تأمين المخطوفين بالوسائل السلمية أو العسكرية … الجيش يقترب من بلدة عين ترما.. و«الأحرار» ترضخ للتسوية

| موفق محمد- الوطن- وكالات

على وقع التقدم المتسارع للجيش العربي السوري في غوطة دمشق الشرقية واستعادته للجزء الأكبر من مساحتها، وافتقاد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة لأي أمل بالنجاة رضخت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» لاتفاق تسوية يتوقع تنفيذه خلاله يومين. وأكدت روسيا، أن قواتها ستعمل على تأمين المخطوفين المدنيين لدى التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية بالوسائل السلمية أو العسكرية.
وفي التفاصيل، ذكرت وكالة «سانا»، أن وحدات الجيش العاملة على محور عين ترما في القطاع الجنوبي من الغوطة نفذت عمليات جديدة داخل المزارع سيطرت خلالها على نحو 70 بالمئة من المزارع المحيطة ببلدة عين ترما بعد دحر التنظيمات الإرهابية منها.
ولفتت إلى أن وحدات الجيش تواصل تقدمها باتجاه أطراف بلدة عين ترما وتستخدم في معاركها مع التنظيمات الإرهابية تكتيكات وأسلحة تتناسب والمناطق السكنية وطبيعة الأرض الزراعية حفاظا على حياة المدنيين وعلى ممتلكات ومزروعات الأهالي.
وأشارت الوكالة نقلا عن عدد من القادة الميدانيين في محور عين ترما إلى حالة الانهيار والفوضى في صفوف الإرهابيين بعد تدمير الجيش تحصيناتهم وتكبيدهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في المزارع.
وذكرت، أن عمليات الجيش وتقدم قوات المشاة والاقتحام باتجاه بلدة عين ترما تزامنت مع رمايات دقيقة على أوكار التنظيمات الإرهابية في بلدات حزة وزملكا وعربين وتكبيدها خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد.
ولفتت إلى أن وحدات الجيش بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري واصلت إيصال المساعدات والمواد الأساسية والغذائية إلى الأهالي في بلدتي كفر بطنا وسقبا حيث تم أمس توزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية على الأهالي داخل البلدتين اللتين أعاد إليهما الجيش الأمن والاستقرار يوم الأحد الماضي.
بدوره، ذكر «الإعلام الحربي المركزي»، إنّ قوات الجيش تعمل على اقتحام بلدة عين ترما في الجيب الجنوبي من الغوطة الشرقية، للسيطرة عليها، مشيراً إلى إحرازها تقدّماً في وادي البلدة، ووصولها إلى مسجد الوادي.
وعرضت وسائل الإعلام المحلية، تسجيلات مصوّرة من المناطق التي تمّت السيطرة عليها في الوادي، وأشارت إلى أنّ الجيش سيطر على أكثر من نصفه.
من جانبها وفي اتصال أجرته معها «الوطن» ذكرت مصادر مطلعة على الوضع الميداني وملف المصالحات المحلية، أن ميليشيا «جيش الإسلام» المتمركزة في الجيب الشمالي من الغوطة شنت الثلاثاء هجوما معاكسا ضد قوات الجيش في بلدة مسرابا وتمكنت من السيطرة على البلدة، لكن قوات الجيش تمكنت صباح اليوم عبر هجوم معاكس من استعادة السيطرة على البلدة مرة اخرى وطرد مسلحي الميليشيا منها. وكشفت المصادر، أنه وفي ظل إصرار الجيش على استعادة كامل الغوطة الشرقية والهزائم التي تمنى بها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، قبلت «أحرار الشام» التي تتحصن في جيب مدينة حرستا باتفاق تسوية رعته روسيا.
وأوضحت المصادر، أن الاتفاق يقضي بتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالبقاء في المدينة وخروج الرافضين منهم مع بعض أفراد عوائلهم إلى محافظة إدلب، وتسليم المدينة إلى الجيش العربي السوري وعودة مؤسسات الدولة إلى إليها. وبعد أن توقعت المصادر تنفيذ الاتفاق خلال يومين، رجحت أن يقدم غالبية المسلحين على تسوية أوضاعهم.
ورأت المصادر أن قبول «أحرار الشام» باتفاق تسوية سيشكل ضغطاً على مسلحي «جيش الإسلام» في الجيب الشمالي ومسلحي ميليشيا «فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة» الإرهابية في الجيب الجنوبي.
وفي مؤشر على بدء تنفيذ الاتفاق، قال المتحدث الرسمي باسم المركز الروسي للمصالحة، اللواء فلاديمير زولوتوخين، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «لضمان الخروج الآمن للمدنيين من ضاحية حرستا في الغوطة الشرقية، بدأ الممر الإنساني الثالث بالعمل، وخلال اليوم (الأربعاء) خرج 315 شخصاً عبر الممر، بمن فيهم 15 متشدداً قرروا الاستسلام».
وأول من أمس، أفاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن مسلحي ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» قاموا بإحراق مقراتهم ونقاط تمركزهم تجهيزاً لترحيلهم إلى إدلب.
من جهته، أشار وزير الدولة للمصالحة الوطنية علي حيدر في تصريح نقلته وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إلى أن الاتفاق لإخلاء المسلحين من مدينة حرستا لا يزال قائما، و«ننتظر توافق المسلحين داخل مدينة حرستا لبدء التنفيذ»، مرجحا أن يعطل المسلحون الاتفاق مرة أخرى.
وقال: إن «التطورات الميدانية بعد العمليات العسكرية وتحرير الجزء الأكبر من الغوطة بنسبة 80 بالمئة من مساحتها، ساعدت في الذهاب إلى الحوار مع المجموعات المسلحة والتواصل لجلاء المسلحين».
وأوضح حيدر، أن «الجانب الروسي هو الذي يتواصل بشكل مباشر مع المسلحين، وكان هناك اتفاق يجب أن ينفذ منذ يوم الأحد الماضي، لكن المسلحين نقضوا الاتفاق وعادوا ولم يبدؤوا بتنفيذ الاتفاق الذي لا يزال قائماً ويحتاج فقط إلى بدء التنفيذ». والسيطرة على غوطة دمشق الشرقية في حال اكتملت ستمثل أكبر انتكاسة يمنى بها المسلحون ومشغلوهم منذ إخراجهم من شرق حلب أواخر 2016 بعد حملة عسكرية مشابهة على مواقعهم هناك.
بدوره قال زولوتوخين، وفق «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»: إن «غالبية المدنيين الذين كانوا محاصرين قد غادروا منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها الجماعات الإرهابية». وتابع: «يبذل مركز المصالحة الروسي جهوداً كبيرة في تنظيم المساعدات الطبية وتقديم وجبات طعام وتوزيع الحاجية الضرورية للنازحين».
في الغضون، كتب المتحدث باسم «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»، ألكسندر إيفانوف، على صفحة القناة على موقع «فيس بوك»، «ستعمل القوات الروسية على تأمين المخطوفين المدنيين لدى الجماعات الإرهابية في الغوطة الشرقية بالوسائل السلمية أو العسكرية».
في المقابل، ذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق وفق وكالة «سانا»، أن التنظيمات الإرهابية استهدفت بـ3 قذائف شارع فارس الخوري في منطقة العباسيين ما أدى إلى اندلاع حريق ووقوع أضرار مادية في عدد من المنازل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن