سورية

أنقرة أعلنت «التفاهم» مع واشنطن حول منبج.. وأردوغان يتبجح: لن نتوقف حتى نقضي على الإرهاب على كامل حدودنا! … قوات رديفة تتصدى للعدوان التركي قرب عفرين

| الوطن – وكالات

تصدت قوات شعبية رديفة للجيش العربي السوري لمحاولات تمدد العدوان التركي إلى ما بعد عفرين، في وقت أعلنت أنقرة التوصل إلى «تفاهم» مع واشنطن حول مدينة منبج، على حين تبجح رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بأن عدوانه لن يتوقف «حتى نقضي تماماً على التهديدات الإرهابية المتاخمة لحدودنا»!
ووفقاً لمواقع إلكترونية معارضة اندلع قتال أمس في جبهات عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف حلب، بين قوات رديفة للجيش العربي السوري من جهة، وقوات عدوان «غصن الزيتون» التي تقودها القوات التركية وتضم ميليشيات مسلحة من جهة أخرى، وذلك في محيط قرية كيمار إثر هجوم من الميليشيات المسيطرة على عفرين، بهدف التقدم في المنطقة وتوسيع نطاق سيطرتها، إلا أن القوات الرديفة و«وحدات حماية الشعب» الكردية تصدوا للعدوان ومنعوا تقدمه.
وكان النظام التركي، أعلن احتلال مدينة عفرين بشكل كامل في الـ18 من الشهر الجاري، بعد عملية عسكرية بدأتها تركيا في الـ20 من كانون الثاني الفائت.
بموازاة ذلك، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن مصادر كردية تأكيدها مقتل 18 جندياً تركياً في بلدات وقرى جنديرس وبلبلة إثر اشتباكات بين مقاتلين أكراد وقوات «غصن الزيتون» بالتزامن مع قصف تركي على قريتي كيمار وبراد ناحية شيراوا في عفرين.
وذكر الموقع، أن القوات التركية قصفت قرية زور مغار الحدودية شرق الفرات في ريف عين العرب، كما طال القصف التركي أيضاً قريتي سفتك وزرافة الواقعتين غربي مدينة عين العرب، من دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
في الأثناء ناشد والد المقاتلة البريطانية في صفوف «وحدات الحماية» آنا كامبل الحكومة البريطانية المساعدة على إعادة جثمان ابنته إلى بلادها، بعد أن قضت كامبل البالغة 27 عاماً في مدينة عفرين وفق وكالة «أ ف ب» أثناء مشاركتها في القتال الثلاثاء الماضي في قصف تركي على جبهات المدينة، بعدما انضمت للوحدات في أيار 2017.
وقال والدها ديريك كامبل: إن وزارة الخارجية البريطانية أظهرت حتى الآن «افتقاداً كاملاً لروح المبادرة» لمساعدته في محاولة استعادة جثة ابنته.
وتأكيداً على المطامع التركية في عفرين زار قائد الجيش الثاني في القوات التركية الفريق أول إسماعيل متين تمل منطقة عفرين بزعم «الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية فيها» حسب ما نقل موقع «روسيا اليوم» عن وسائل إعلام تركية.
وخلال الزيارة، تفقد متين تمل قوات بلاده في عفرين، وقدم للعسكريين بعض التوجيهات، وشارك في توزيع المساعدات الإنسانية على أهالي 35 قرية.
وشهد أول من أمس وصول قافلة محملة بالمساعدات إلى بلدة تل رفعت في شمال سورية التي تستضيف عشرات آلاف من المدنيين الذين نزحوا من منطقة عفرين المجاورة بفعل الهجوم التركي، وفق ما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
في الغضون كشف موقع «الخابور» أن القيادي في حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي عبد اللـه الحامدي، الذي ينحدر من قرية سنجق سعدون شمالي عامودا بريف القامشلي انشق عن صفوف الحزب وهرب مع ابنه إلى تركيا».
وأشار الموقع إلى أن ذلك جاء إثر حالة الانهيار المعنوي الكبير في صفوف القوات الكردية بعد احتلال «غصن الزيتون» لمدينة عفرين.
في الأثناء قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس: «توصلنا إلى تفاهم وليس اتفاق مع أميركا بشأن تحقيق الاستقرار في منبج».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن جاويش أوغلو، قوله، في مؤتمر صحفي من أنقرة أمس: «سنطبق نموذج الإدارة في منبج بكل المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي»، مشيراً إلى أنه «لا يكفي انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج فقط وسيأتي الدور للمدن السورية الأخرى بعد منبج».
على خط مواز، تبجح رئيس النظام أردوغان بالتهديد بالاعتداء على كامل المناطق السورية الحدودية مع تركيا.
وبحسب وكالة «الأناضول» أكد أردوغان أن بلاده «لن تتوقف حتى تقضي تماماً على تهديد الإرهابيين الذين يخططون لشن هجمات ضدها على طول حدودها (الجنوبية)، بدءاً من منطقة منبج».
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع في العاصمة أنقرة، أضاف: «يزعمون أنهم لن يخرجوا من منبج (إرهابيو «يا بي كي (وحدات الحماية) / بي كا كا (حزب العمال الكردستاني»). دعكم من انسحابهم، إنهم لا يملكون حق الوجود أصلاً في تلك المنطقة».
في المقابل تواصلت التصريحات الألمانية المنددة بالعدوان التركي، فوفقاً لوكالة «فرانس برس»، قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمام مجلس نواب بلادها «البوندستاج» أمس: «إنه أمر غير مقبول ما يحصل في عفرين حيث قمع آلاف المدنيين وقتلوا أو أرغموا على الفرار، ندين ذلك بأشد العبارات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن