رياضة

الفرسان الثلاثة والتنافس على صدارة الدوري الممتاز … عقبات متعددة تعترض الوحدة يمكن تجاوزها

| نورس النجار

الحديث عن كرة الوحدة هذا الموسم مملوء بالشجون الكثيرة، تبدأ بالانقلابات الفنية التي كلفت الفريق الكثير على صعيد البطولة الآسيوية السابقة وانطلاق الدوري ولا تنتهي عند الفشل الآسيوي في هذا الموسم، فالفريق مهدد بالخروج من مولد الدوري والكأس هذا الموسم بلا حمص! والأسباب كثيرة ومتعددة.
السبب الرئيس في تراجع كرة الوحدة هذا الموسم يتمثل بالعامل الفني بالدرجة الأولى، فالمدرب السابق حسام السيد ترك الفريق في وقت يصعب فيه البحث عن مدرب يتناسب مع الفريق ولاعبيه، فما كان إلا أن استجارت الإدارة بمدربها السابق رأفت محمد ليتابع المهمة الآسيوية، ثم استعانت بأحمد الشعار كمدرب جديد للفريق دخل الموسم مباشرة من دون تحضير أو استعداد، نعرف تماماً أن الفريق جاهز، لكن لكل مدرب أسلوبه وطريقته، على العموم فاز الشعار ببطولة الكأس على الكرامة 2/1، ثم خسر مباراتيه الأوليين أمام الجيش والكرامة بالنتيجة ذاتها صفر/2.
مشوار الوحدة بالدوري كان متواكباً مع إمكانياته الكبيرة فتفوق على أغلب الفرق لكنه وقع في المحظور في مباريات عدة جعلته على صف متواز مع فريقي الجيش والاتحاد، فتعادل مع الاتحاد بهدف قاتل وخسر أمام الطليعة 2/3 ثم خسر أمام تشرين 1/2 وتعادل مع النواعير 1/1، هذه النتائج القاصمة للظهر قابلتها نتائج مماثلة عند الجيش والاتحاد فبقي الوحدة على المسافة ذاتها مع منافسيه وصارت المباريات القادمة فيصلية فالخطأ فيها ممنوع وهدر النقاط غير مسموح به لمن أراد الفوز بالدوري والانفراد بالصدارة.
هذا التوصيف يقودنا إلى المدرب بالذات الذي عذرناه مطلع الدوري واليوم لا عذر له، فالمفترض أن يكون قد وصل إلى مرحلة الانسجام الكامل مع فريقه وأن يكون قرأ فريقه بشكل متميز فعرف التشكيلة المناسبة للمباراة المناسبة والخطة المفترضة لكل مباراة قادمة على حدة.

النزيف المؤثر
تعرض الوحدة لنزيف من اللاعبين من الصعب تعويضه، فخسر في الدفاع عمرو ميداني وهادي المصري، وخسر دينامو الفريق أسامة أومري، وخسر بعده محمد حمدكو وكل هؤلاء غادروا الفريق بعقود احتراف خارجية، وبكل الأحوال فإن خطوط الفريق الخلفية اهتزت لأن عقود الفريق اتجهت نحو المهاجمين أكثر من غيرهم من اللاعبين فاضطر المدرب إلى إشراك بعض المهاجمين بخط الوسط لتغطية الفراغ والنقص الحاصل في هذا الخط، أيضاً لم يجد المدرب اللاعب الذي يعوض غياب الأومري ففقد الفريق ورقة مؤثرة في المسابقات المحلية والآسيوية، وجاءت النتائج لتؤكد هذا الخلل بالفريق.

ضغط آسيا
فريق الوحدة يعيش اليوم ضغط البطولة الآسيوية، والمطلوب من الفريق الفوز في مباراتيه المقبلتين على ظفار العماني والفيصلي الأردني ليرتفع رصيده إلى 11 نقطة ويدخل قائمة الحظوظ في التأهل، هذا الأمر سيولد ضغطاً كبيراً على الفريق ويخشى أن يؤثر ذلك في مباريات الفريق في مسابقتي الدوري والكأس، لذلك يجب أن تكون إدارة الفريق واعية وأن تحدد أهدافها حتى لا تخسر البطولات الثلاث دفعة واحدة.
مباراة قمة

تنتظر فريق الوحدة ثماني مباريات مثله مثل فريق الجيش وعلى عكس فريق الاتحاد المتبقي له سبع مباريات، جميع المباريات المتبقية سيلعبها على أرضه باستثناء مباراة القمة مع الاتحاد فسيلعبها في حلب وهي ميزان البطولة إن سارت الأمور على ما يرام بين الفرسان الثلاثة.
طريق البطولة سيبدأ من حلب فإن فاز الوحدة بالمباراة فإن طريقه سالكاً للفوز باللقب، والتعادل سيبقي الصراع بين الفرسان الثلاثة مستمراً وإن كانت الأفضلية النسبية هنا ستكون للجيش، وخسارة الوحدة ستجعله ينتظر تعثر منافسيه في بعض المباريات القادمة ولو بالتعادل.
خارج مباراة القمة فإن مباريات الوحدة المتبقية أسهل نوعاً ما من مباريات خصومه وخصوصاً أنه (كما قلنا) سيلعبها كلها على أرضه.

ميزان المباريات
مباريات فريق الوحدة تصنف تحت مقولة السهل الممتنع، فهو سيقابل فرقاً تريد إثبات وجودها أمام الكبار كالطليعة والشرطة، وفرقاً تريد البحث عن نقاط الأمان كالمجد والوثبة وحطين وفرقاً تحاول الهروب من الهبوط كالمحافظة والحرفيين، وهاتان المباراتان ستكونان من أصعب المباريات لأنهما في الأسبوعين الأخيرين من الدوري وخصوصاً إذا كان موضوع حسم الهبوط لم ينته بعد، أما إذا كانت مسألة الهبوط قد حسمت قبل هذا الموعد فستكون هاتان المباراتان من أسهل المباريات.
المباراة الأولى التي سيخوضها الوحدة ستكون مع حطين وهي المباراة المؤجلة من الأسبوع الرابع إياباً وستقام نهاية هذا الشهر، حطين اليوم ليس كالأمس، ورغم أن حالة التفوق بين الفريقين فرضها الوحدة في السنوات الماضية إلا أننا نشعر أن حطين في تحسن مطرد وتعادله مع الاتحاد بحلب يشير إلى هذا التطور رغم الأسلوب الدفاعي المقيت الذي استخدمه حطين للحد من التفوق الاتحادي، الوحدة سيعاني قبل تحقيق الفوز، والوحدة فاز ذهاباً 4/2.
الوحدة سيقابل الوثبة في الأسبوع العشرين، الوثبة يمتهن الأسلوب الدفاعي وهو يسعى إلى نقطة لتحسين وضعه بعيداً عن مواقع الخطر، لأن الوثبة غير مرتاح فإنه سيلعب بكل طاقته وصولاً إلى نتيجة إيجابية كما فعل مع الجيش، لذلك على الشعار أن يدرب فريقه على كيفية اختراق الحصون الدفاعية التي سيواجهها ليس بمباراة حطين والوثبة فقط بل في كل المباريات القادمة، ذهاباً فاز الوحدة بهدف نظيف.
الأسبوع 21 سيقابل الوحدة فريق الاتحاد بحلب وسبق أن تكلمنا عن هذه المباراة، الأسبوع 22 سيواجه الوحدة ضيفه الطليعة بدمشق والمباراة ثأرية يريد الوحدة رد اعتباره من خسارته ذهاباً وهي مباراة تكتيكية تحتاج إلى تفوق خططي بأسلوب اللعب وخصوصاً أن الطليعة يمتلك من اللاعبين المهاريين القادرين على صنع الفارق، والطليعة بطبيعة الحال لن يلعب مدافعاً كغيره من الفرق لأنه يبحث عن تثبيت موقعه بالمركز الرابع.
الأسبوع 23 مباراة ثقيلة أخرى يواجه فيها الوحدة جاره الشرطة الذي يريد الثأر من خسارته الثقيلة ذهاباً بثلاثية نظيفة، الشرطة لا يملك الدفاع القوي لكنه يملك العزيمة لرد الصاع صاعين، إن كان الشرطة في يومه فحتماً سيزعج الوحدة في اللقاء.
بعد مباراة الشرطة سيواجه الجار الثاني المجد في مباراة مماثلة لا أعتقد أنها ستكون بصعوبة المباريات السابقة رغم أنها تحمل في طياتها لغة المنافسة الصعبة، في الذهاب فاز الوحدة 1/صفر.
المباراتان الأخيرتان مع المحافظة والحرفيين تحملان كل الاحتمالات، فقد تكونان برداً وسلاماً على فريق الوحدة إن كانت معركة الهبوط قد انتهت، أو غير ذلك إن كان الصراع مازال قائماً مع العلم أن الفريقين ضمن هذا الصراع في الوقت الحالي، في الذهاب فاز الوحدة على المحافظة 2/1 وعلى الحرفيين 1/صفر.

أخيراً
نقاط القوة في فريق الوحدة تكمن في هجومه القوي، والمفترض أن يستغل هذه النقطة في حسم مبارياته وخصوصاً الصعبة منها عبر أسلوب متغير يباغت به خصومه، المهم أن الفريق عليه أن يدرك أن طريق البطولة يحتاج إلى جدية كاملة بكل المباريات وأن يحترم خصومه وأن يبتعد لاعبوه عن الاستهتار فهذا الداء إن سر بالفريق فستكون عواقبه وخيمة.
من الطبيعي أن طريق البطولة يتنافس عليه فرق الاتحاد والجيش والوحدة، والفريق البطل هو الفريق الأقل أخطاء والأقل هدراً للنقاط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن