سورية

روسيا: التنظيمات الإرهابية في سورية يجري تسليحها وإدارتها من الخارج

| وكالات

أكدت موسكو، أمس، أن كل التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية يجري تسليحها وتمويلها وإدارتها من الخارج.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف في كلمة له أمام ندوة عسكرية تطبيقية في الأكاديمية الحربية التابعة لهيئة الأركان الروسية، وفق وكالة «سانا» للأنباء: إن سورية «واجهت عملياً على مدى السنوات الماضية حرباً غير معلنة على وجودها»، موضحاً أن «الدول المعادية لسورية تشن ضدها أعمالاً سرية دون أن تتورط في نزاع حربي مباشر».
وأشار غيراسيموف إلى أن دولاً خارجية عملت على تسليح وتمويل وإدارة المجموعات الإرهابية واستخدمت ما يسمى بـ«الاحتجاجات الشعبية» لاستهداف سورية، لافتاً إلى أن «بعض الخبراء العسكريين يصفون النزاع في سورية بأنه نموذج لحرب من الجيل الجديد الذي تكمن ميزته الرئيسية في أن الدول الخصم لسورية تقوم ضدها بأعمال سرية خالية من الدلائل دون التورط في نزاع حربي مباشر».
ومن جهة ثانية، اعتبر غيراسيموف أن تغير طابع القتال المسلح هو عملية متواصلة وأن جميع النزاعات الحربية كانت تختلف عن بعضها البعض، مبيناً أنه يتغير أيضاً مضمون العمليات القتالية إذ يتسع مجالها الجغرافي وينمو التوتر وتتقلص المؤشرات الزمنية لتخطيط وتنفيذ العمليات.
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية أنه تزداد أهمية الأسلحة عالية الدقة وانتقاء الأهداف بما فيها المهمة جداً في توقيت عملي مباشر، مشيراً إلى أنه تتوسع إلى حد كبير جداً أبعاد مسارح العمليات الحربية نظراً لازدياد إمكانيات التأثير على الخصم لتشمل أهدافاً عسكرية واقتصادية تقع على مسافة بعيدة عن مناطق العمليات القتالية المباشرة.
وأعلن غيراسيموف أنه تم في روسيا تشكيل وحدات من الصواريخ المجنحة بعيدة المدى من منصات إطلاق جوية وبحرية وأرضية قادرة على الدفاع في جميع الاتجاهات الإستراتيجية، مؤكداً أن هناك اهتماماً خاصاً من أجل زيادة فعاليتها وتطوير الأسلحة عالية الدقة. وأضاف: إن خبرة الحروب الموضعية ولاسيما في سورية في السنوات الأخيرة أعطت دفعة قوية لتحسين المنظومات الروسية للقضاء على العدو بصورة شاملة.
في سياق آخر، كشفت أوساط سورية أن توجيه ضربة عسكرية أميركية لسورية ليس إلا كلاماً إعلامياً ونوعاً من الحرب النفسية لوقف تقدم الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية ولرفع معنويات المسلحين المنهارة.
واعتبر عضو مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري، الباحث والمحلل السياسي، خالد المطرود، وفق وكالة «سبوتنيك» أن التهديدات الأميركية الأخيرة لسورية هي «مجرد تهويل وتصعيد إعلامي وسياسي الهدف منه رفع معنويات المسلحين كي لا يرفعوا الرايات البيضاء ويستسلموا ويتجهوا نحو المصالحات حتى يتم الاستثمار عليهم في المفاوضات السياسية».
وأوضح المطرود أن الجيش العربي السوري وحلفاءه أعدوا العدة لمواجهة أي احتمال من احتمالات التصعيد العسكري لكن على الأرجح لن يكون هناك عدوان على سورية وفقاً للحسابات السياسية المنطقية والعقلانية لأن ذلك سيؤدي إلى اتساع دائرة الحرب وهذا ليس في مصلحة الولايات المتحدة في ظل استعداد محور المقاومة لكل الاحتمالات.
ولفت إلى أن موسكو حذرت من أي اعتداء على روسيا أو حلفائها وأعلنت استعدادها لاستخدام جميع أنواع الأسلحة بما فيها الإستراتيجية في رسالة لواشنطن مفادها أن «سورية خط أحمر ممنوع الاقتراب، ممنوع العبث، ممنوع العدوان لأن روسيا ستكون في واجهة التصدي».
وعن مستقبل القواعد الأميركية على الأراضي السورية أشار المطرود إلى أن «واشنطن دخلت بالأصالة بعد أن عجز الوكلاء عن متابعة مهامهم ليقول الأميركي أنا موجود ولن أسمح للروس بأن ينفردوا بالترتيبات القادمة في سورية وسأكون شريكاً معهم في أي ترتيبات أمنية وسياسية واقتصادية في هذه المنطقة».
وفي سياق متصل، أعرب السفير السوري لدى روسيا رياض حداد، أول من أمس عن استعداد الجيش ومنظومات الدفاع الجوي السورية لصد أي هجوم من أجل حماية سيادة البلاد والشعب.
وعلق حداد على تصريحات واشنطن حول الاستعداد لاتخاذ إجراءات جديدة في سورية، بالقول وفق «سبوتنيك»: «إذا لزم الأمر، نحن مستعدون لأي إجراء محتمل قد تتعرض له سورية. إن جيشنا جاهز، إضافة إلى قوات الدفاع الجوي. نحن مستعدون لصد أي هجوم من أجل الحفاظ على سيادة أراضينا وحماية شعبنا». وكانت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي قد أعلنت عن استعداد واشنطن لاتخاذ إجراءات جديدة في سورية.
وجرت أمس، مراسم إطلاق اسم الرائد الجوي الروسي رومان فيليبوف الذي قضى في سورية في شباط الماضي على مقاتلة من طراز «سوخوي س م».
وجاء في بيان صحفي للدائرة العسكرية الشرقية الروسية، وفق وكالة «سانا» أن مراسم إطلاق اسم الرائد فيليبوف على المقاتلة جرت في مطار عسكري لأحد الأفواج الجوية المرابطة في منطقة بريموريه في الشرق الأقصى الروسي، مضيفة: إن «ما له دلالته ورمزيته أن اسم الرائد فيليبوف أطلق على مقاتلة تحمل الرقم 6 وهو كان يحلق في سماء سورية لتنفيذ مهمات قتالية على مقاتلة تحمل هذا الرقم بالذات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن