سورية

توقعات بقبول الأغلبية بتسوية الأوضاع للبقاء في المنطقة … محافظ درعا: ندعو المسلحين للمصالحة.. و«حميميم»: ميليشيات أبدت استعدادها

| سامر ضاحي

وسط تحذيرات لهم من خرق اتفاق «منطقة خفض التصعيد»، جدد محافظ درعا محمد خالد الهنوس دعوته لمسلحي المحافظة إلى المصالحة والاستفادة من درس الغوطة الشرقية، بعد تردد أنباء عن هجوم وشيك للميليشيات هناك وأخرى عن إمكانية توجه الجيش العربي السوري إلى المحافظة لإنهاء الوجود المسلح فيها.
وفيما يقوم أحد وجهاء المنطقة الجنوبية بدور الوسيط لدفع عملية التفاوض قدماً باتجاه المصالحة وتشجيع المسلحين على تسوية أوضاعهم والبقاء في قراهم وبلداتهم، يسود توجه عام لدى المسلحين برفض خيار الرحيل إلى إدلب.
وشهدت المحافظة في آذار 2011 بداية شرارة الأزمة السورية، وكانت أول محافظة تشهد هجوماً مسلحاً على إحدى نقاط الجيش العربي السوري، قبل أن يتوسع الوجود المسلح فيها بدعم أميركي- إسرائيلي- عربي ووصل إلى قرابة نحو 25 ألفاً بينهم منتمون لتنظيمي «جبهة النصرة» وداعش الإرهابيين.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال محافظ درعا: «هناك حديث إعلامي، ومن خلال محللين سياسيين بأن (الدولة سوف تتجه إلى الحسم في) الجنوب بعد الغوطة، ولكننا كمحافظة لم يصلنا أي شيء رسمي بهذا الخصوص».
ومنذ يومين، كانت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية، ذكرت أنه «من المبكر الحديث عن موعد انطلاق العمليات العسكرية في مدينة درعا»، موضحة أن «القوات البرية الحكومية لا تزال موجودة في الغوطة الشرقية، وذلك بعد يوم من تأكيدها أن «موسكو ستدعم تحرك القوات الحكومية السورية في عملياتها العسكرية المرتقبة برياً وجوياً في المناطق التي تحتوي على متطرفين جنوبي البلاد.
وعادت «القناة»، لتؤكد أمس، أنه «لا يمكن اعتبار إعلان التنظيمات المتمردة غير الشرعية رضوخها للقوات الحكومية السورية في مدينة درعا أمراً كافياً لإنهاء الصراع الدائر في المنطقة، ونعتقد أن المنطقة تحتوي على متطرفين يجب القضاء عليهم بتضافر الجهود الدولية والمحلية».
وكشفت أن «العديد من المجموعات المتمردة جنوبي البلاد أبدت استعدادها للدخول في برنامج المصالحة الروسي خلال فترة زمنية وجيزة».
وأكد الهنوس أنه يوجه رسائل متتالية وفي كل الأماكن وخلال مختلف الفعاليات والاجتماعات إلى المسلحين يدعوهم فيها للمصالحة، وآخرها في 21 الشهر الحالي خلال حفل تكريم لأمهات الشهداء، بحضور 1000 شخص تقريباً.
وأضاف: «لا نعقد أي اجتماع في المحافظة على أي مستوى إلا ونبدأ بالحديث عن المصالحة وندعو إليها، وهذه الآلية تحمل رسائل ساعية، ونقول لهم إلى أين تنوون الذهاب في طريقكم هذا؟»، مبدياً استعداد المحافظة للقيام بكل ما يلزم في سبيل المصالحة.
وتخضع المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين حالياً في محافظتي درعا والقنيطرة لاتفاق روسي أميركي أردني يتضمن إنشاء «منطقة خفض تصعيد»، تم توقيعه في العاصمة الأردنية عمان في الأول من شهر تشرين الثاني الماضي.
وحددت اتفاقات «مناطق خفض التصعيد» في سورية بمدة 6 أشهر فقط، وأكدت دمشق مراراً أن مصير هذه المناطق هي العودة إلى كنف الدولة عبر المصالحات الوطنية.
وأكدت مصادر مطلعة في المحافظة وأخرى مقربة من الميليشيات المسلحة في الجنوب لـ«الوطن» أن مركز المصالحة الروسي في جنوب سورية يواصل عقد اللقاءات والاجتماعات في المحافظة لحث المسلحين على المصالحة، موضحة أن آخر لقاء كان يوم الأربعاء الماضي بحضور الأدميرال الروسي كوليت فاديم الذي التقى مع رؤساء البلديات المعتمدين من قبل الدولة الخاضعة بلدياتهم لسيطرة المسلحين، وطلب منهم نقل دعوة للمصالحة إلى المسلحين في مناطقهم.
ولفتت المصادر إلى وجود نحو 58 مجلس مدينة وبلدية في درعا تحت سيطرة المسلحين.
ووزع المسؤول الروسي ورقة، بحسب مواقع معارضة، تضمنت طلب موافقة الأطراف الممثلة للمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين على المصالحة بضمانات ومراقبة روسية، ومنع وجود أو دخول أي شعارات للمسلحين في تلك المناطق، وتسليم السلاح للدولة.
وذكرت المواقع أن أئمة المساجد في منطقة درعا المحطة، أكدوا خلال خطب الجمعة في 23 آذار، أن «أي شخص يسلم نفسه من المطلوبين للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، يقضي خدمته في درعا وليس في أي محافظة أخرى».
وحذرت المصادر المسلحين من القيام بأي هجوم، لأن الرد سيكون مزلزلاً باعتبار أن أي عملية متوقعه للجيش في الجنوب لن تكون مكلفة بالنسبة له قياساً بعملية الغوطة و«مجرد السيطرة على المدينة يتهاوى المسلحون في المناطق الباقية وإذا اضطر الجيش فقد يقاتل في قرية أو قريتين قبل أن ينهار المسلحون في بقية المناطق».
وفي إطار الاستعداد للمعركة المقبلة، أكدت المصادر، أن الميليشيات واصلت التحشيد وكانت تخطط لشن عملية لتخفيف الضغط عن الغوطة الشرقية، لكنها تراجعت عنها في اللحظات الأخيرة، مع إرسال الجيش تعزيزات جديدة الأسبوع الماضي إلى المحافظة، وشن الطيران الحربي غارات على معاقل المسلحين.
وعن إمكانية قبول المسلحين بخيار الرحيل إلى إدلب فيما لو رفضوا عملية تسوية أوضاعهم، رأت المصادر أن هذا الخيار ليس مقبولاً اليوم لدى مسلحي الجنوب وفي حال بدأت العملية العسكرية هناك فالأغلبية، ستطلب تسوية أوضاعها ولن تخرج خارج المحافظة.
وكشفت المصادر عن تكثيف المفاوضات بشأن المصالحة في الأيام القليلة الماضية وأن إحدى الشخصيات المؤثرة من أبناء الجنوب تلعب دور الوسيط وتشجع المسلحين على التفاوض والمصالحة، وكان لها لقاء مع بعض الميليشيات أمس.
وكان من يقدم نفسه على أنه عراب اتفاق الأحياء الشرقية في حلب المدعو عمر رحمون حذر في تغريدات على حسابه في «تويتر» مسلحي درعا من مصير مشابه لمسلحي الغوطة الشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن