عربي ودولي

أميركا و14 دولة أوروبية تطرد دبلوماسيين روساً بسبب «قضية سكريبال» … موسكو: لن يمر بلا عقاب

بعد إخفاق كل القوى الغربية في الحد من تعاظم الشأن الروسي على الساحة الدولية وخصوصاً في الملفات الحساسة، بدأ الغرب حربه الدبلوماسية ضد موسكو من خلال طرد الدبلوماسيين الروس، في وقت أكد مصدر في الخارجية الروسية أن موسكو سترد بالمثل، خلال الأيام القليلة المقبلة، على كل الدول التي قررت ترحيل دبلوماسيين روس. وفي هذا السياق أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطرد 60 دبلوماسياً روسياً وبإغلاق قنصلية موسكو في سياتل على خلفية قضية تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض لم يكشف عن اسمه قوله للصحفيين: إن هذه الخطوة تطال، على وجه الخصوص، 12 «وكيلاً استخباراتياً روسياً» يعملون ضمن بعثة موسكو في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الخطوة تعكس، حسب مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية، قلق واشنطن من أن «الأنشطة الاستخباراتية الروسية تزداد عدوانية أكثر فأكثر».
وتوعد مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض في تصريح هاتفي إلى وسائل الإعلام، حسب وكالة «تاس» الروسية، موسكو باتخاذ خطوات عقابية جديدة في حال قيام الحكومة الروسية بإجراءات مضادة. وأمهلت الخارجية الأميركية في بيان لها موسكو حتى 2 نيسان المقبل لإغلاق قنصليتها، موضحة أن هذا القرار جاء لوجودها بالقرب من قاعدة للغواصات الأميركية ومقار شركة «بوينغ». وجاء هذا الإجراء بالتزامن مع اتخاذ 14 من دول الاتحاد الأوروبي قرارات بترحيل دبلوماسيين روس على خلفية تسميم ضابط الاستخبارات الروسي سيرغي سكريبال وابنته.
حيث أكدت وزارة الخارجية الألمانية في حسابها الرسمي على موقع «تويتر» طرد 4 دبلوماسيين روس، وأضافت الخارجية أن هذا القرار «لم يكن اعتباطياً». من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان له، أن فرنسا «تضامناً مع شركائها البريطانيين، أبلغت السلطات الروسية بقرارها (الإثنين) طرد 4 من الدبلوماسيين الروس من الأراضي الفرنسية خلال أسبوع». وبالتزامن مع ذلك أعلنت بولندا طرد 4 دبلوماسيين روس حتى 3 نيسان المقبل. وقررت كل من جمهورية التشيك وليتوانيا طرد 3 دبلوماسيين روس، كما قررت ليتوانيا إضافة 21 شخصاً على قائمة العقوبات ضد روسيا، ومنع 23 شخصاً من السفر. بدورها أعلنت لاتفيا طرد دبلوماسي واحد وأحد العاملين في شركة «آيروفلوت» للخطوط الجوية الروسية، وقررت كل من الدنمارك وإيطاليا وهولندا طرد اثنين من الدبلوماسيين. وأعلنت إستونيا طرد الملحق العسكري بالسفارة الروسية في تالين، وقررت أيضاً كل من رومانيا وفنلندا وكرواتيا طرد دبلوماسي روسي واحد. ومن الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أعلنت أوكرانيا طرد 13 دبلوماسياً روسياً. هذا وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، أن تيريزا ماي رحبت بالقرار الذي اتخذته بعض دول الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، بشأن قضية تسميم العميل البريطاني السابق سيرغي سكريبال. في المقابل أكد مصدر في الخارجية الروسية أن موسكو سترد بالمثل، خلال الأيام القليلة المقبلة، على كل الدول التي قررت ترحيل دبلوماسيين روس.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المصدر قوله، أمس، عقب إعلان 14 دولة أوروبية والولايات المتحدة وكندا عن ترحيلها دبلوماسيين روس، في غضون أسبوع: «الرد سيكون بالمثل، سندرسه في الأيام القادمة وسنقدم ردنا على كل دولة».
هذا وأبلغ السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، الخارجية الأميركية باحتجاج روسيا الشديد على ترحيل 60 من دبلوماسييها من أميركا وأكد أن هذا الإجراء استفزاز لن يمر بلا عقاب. وتابع أنطونوف: «بعد الاطلاع على هذه المعلومات أعربت عن احتجاجي الشديد على الإجراءات غير المشروعة للولايات المتحدة وشددت على أنه ليس هناك دليل واحد على تورط روسيا في المأساة التي حصلت في سالزبوري».
وأكد أنطونوف على أن المسؤولية عن تقويض العلاقات الأميركية الروسية تتحملها الولايات المتحدة، فيما لفت إلى أنه «يجب ألا تمر مثل هذه الخطوات الاستفزازية بلا عقاب».
وأوضح السفير الروسي، تعليقاً على الرد المحتمل على هذا الإجراء أن «الولايات المتحدة لا تفهم إلا لغة القوة»، مشيراً إلى أن الخطوات الجوابية التي ستتخذها روسيا «ستكون مناسبة».
بدورها وعدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بـ«مفاجأة كبيرة» و«هدية تاريخية» للحكومة البريطانية رداً على استفزازاتها واستخدامها أساليب الترويج الأسود ضد بلادها في إطار قضية سيرغي سكريبال. وقالت زاخاروفا: إن «الاتحاد الأوروبي أجرى مناقشات خاصة حول هذا الموضوع خلال قمته الأخيرة في بروكسل من أجل إنقاذ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من تداعيات هذه المؤامرة الهائلة الفاشلة».

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن