سورية

بدء العمل على إنهاء الملف.. وأغلبية الأهالي ترغب في العيش تحت سيطرة الحكومة … روسيا لمسلحي جنوب دمشق: «المصالحة» أو «الخروج»

| الوطن – وكالات

مع قرب إغلاق ملف غوطة دمشق الشرقية، بدأ أمس العمل على إنهاء ملف جنوب العاصمة، وذلك باجتماع لضباط روس مع لجنة تضم ممثلين عن الميليشيات المسلحة في بلدات جنوب دمشق وتخييرهم بين المصالحة أو الخروج إلى الشمال. وبحسب مصادر متابعة لملف المصالحات تحدثت لـ«الوطن» فقد عقد اجتماع في حاجز الرهونجي الواقع في مناطق سيطرة قوات الجيش العربي السوري بعد حاجز «ببيلا – سيدي مقداد» جنوب دمشق، ضم عدداً من الضباط الروس و«لجنة» ممثلة للميليشيات المسلحة في بلدات يلدا، ببيلا وبيت سحم بريف دمشق الجنوبي.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع جاء بعد دعوة من الجانب الروسي للجنة منتدبة عن تلك الميليشيات في بلدات يلدا، ببيلا، وبيت سحم لمناقشة ملف جنوب العاصمة بالكامل.
وأوضحت المصادر، أن الضباط الروس طرحوا خلال الاجتماع على الميليشيات المسلحة خيار البقاء لمن يرغب من المسلحين بعد تسوية أوضاعهم، وخروج الرافضين إلى الشمال والجنوب السوري، على أن يجري لقاء آخر بداية الأسبوع القادم بعد طلب اللجنة مدّة للتشاور.
من جانبها نقلت وكالات معارضة عن مصادر محلية، أن الضباط الروس أعطوا الميليشيات مهلة لنهاية الشهر الجاري للرد، متوقعة رضوخها للخروج.
ووفق مصادر أهلية من جنوب دمشق تحدثت لـ«الوطن»، فإن اجتماعات مكثفة تجري في بلدات جنوب دمشق ما بين الميليشيات المسلحة وأهالي البلدات الثلاث لاتخاذ قرار يحدد مصير المنطقة، وأنهم اتفقوا على أن المواجهة العسكرية مع قوات الجيش العربي السوري مستبعدة، ملمحة إلى إمكانية خروج الميليشيات التي لا ترغب بالبقاء في المنطقة.
وأكدت المصادر، أن أعداداً كبيرة من مسلحي وأهالي البلدات الثلاث الأصليين يرغبون في البقاء في المنطقة تحت سيطرة الحكومة السورية وضمن تسوية معها، موضحة أن قسماً من المسلحين أبدوا استعدادهم لقتال تنظيم داعش الإرهابي في الحجر الأسود ومخيم اليرموك والقسم الجنوبي من حي التضامن بدعم من قوات الجيش.
على خط مواز، كشفت مصادر متابعة لملف المصالحات عن دخول وفد روسي أيضاً إلى منطقة غرب مخيم اليرموك الخاضعة لسيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وانه اجتمع مع مسلحي التنظيم للبحث في خروجهم من المنطقة إلى الشمال السوري، وذلك بعد تردد أنباء عن أن خروجهم سيتم ضمن اتفاق خروج مسلحي الجيب الجنوبي من الغوطة الشرقية.
وبالترافق مع ذلك، أفادت الصفحات، أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى جنوب دمشق، مشيرة إلى أن كل الخيارات مطروحة وقريباً جداً سيطهر جنوب دمشق بالكامل.
ويسيطر تنظيم داعش الإرهابي على كامل مدينة الحجر الأسود وتعتبر المعقل الرئيس له في جنوب العاصمة، والملاصقة من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك الذي يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منه جنوباً، على حين تسيطر «جبهة النصرة» الإرهابية على جيب صغير في قاطع المخيم الغربي. كما يسيطر داعش على أجزاء من القسم الشرقي لحي القدم المحاذي للحجر الأسود من الجهة الغربية، وعلى القسم الجنوبي من حي التضامن الملاصق لمخيم اليرموك من الجبهة الشرقية.
وتشير التقديرات إلى أن إرهابيي تنظيم داعش في جنوب العاصمة يعدون نحو ألفي مسلح.
وفي الجهة الجنوبية للمخيم والشرقية بالنسبة للحجر الأسود تقع بلدات ببيلا، يلدا وبيت سحم وتسيطر عليها ميليشيات «فرقة دمشق، جيش الأبابيل، حركة أحرار الشام الإسلامية، شام الرسول»، وقد أبرم الجيش العربي السوري معها منذ عام 2014 اتفاق هدنة، ومنذ فترة طويلة تسعى الحكومة لتحويله اتفاق مصالحة نهائي تعود بموجبه تلك البلدات إلى سيطرة الدولة إلا أن تلك المساعي وحتى الآن لم تنجح.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن