سورية

أميركا حصرت التمويل بـ«جمعيات مغتربين» … الجيش يكبح أحلام ميليشيات الجنوب

| سامر ضاحي

مع انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية ونتائجها التي كان آخرها دفع ميليشيا «جيش الإسلام» لمغادرة دوما من غوطة دمشق الشرقية، اضطرت ميليشيات الجنوب مكرهة على لجم طموحاتها بشن عدوان ضد الجيش.
وعلمت «الوطن» من مصدر معارض مقرب من ميليشيات الجنوب أن واشنطن، وبعد اجتماع عقد في الأردن الشهر الماضي بحضور روسي، أخطرت برسالة شديدة اللهجة قادة تلك الميليشيات بأن التمويل لن يعود من جديد إليها، وطالبتها بما سماه المصدر المعارض «ضبط النفس».
وبحسب المصدر المعارض، فإن الرسالة الأميركية تضمنت تشديداً على قضية التمويل على أن الأميركيين ليسوا مستعدين لتمويل جديد لكنهم سيسمحون بوصول تمويل من «جمعيات المغتربين السوريين» التي تنشط في بعض الدول العربية والأجنبية مثل تركيا والكويت والإمارات والسعودية وبريطانيا.
ولفت المصدر إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بالموقف الأميركي الجديد حيث يواصل تمويل بعض الميليشيات المنتشرة في القنيطرة شهرياً، ويتولى التنسيق بينه وبين الميليشيات أمين عام «حزب التحرير الفلسطيني» صاحب الفكر الإخواني عطا أبو رشتة.
وأكدت المصادر، أن الميليشيات حالياً باتت مهددة بعجز تمويل يضع مصيرها المستقبلي على المحك، ولاسيما مع الأنباء التي تحدثت عن انتقال الجيش العربي السوري إلى درعا لتطهيرها من الإرهاب، وبالتالي لم تعد قادرة على شن عملية عدوانية ضد الجيش لأنها ستكون حينها «قد جنت على نفسها».
بموازاة هذه المعلومات حاولت مواقع إعلامية معارضة تبرير مخاوف الميليشيات بالتسويق لفكرة أن تنظيم داعش الإرهابي يحضر لهجوم عليها، وتحدثت عما سمته «تحركات داعش المستمرة والمكثفة منذ أسبوعين حتى اليوم».
وتجاهلت المواقع انتصارات الجيش كي لا تظهر الميليشيات بموقف حرج، وقالت: إن معلومات وردت لما يسمى «غرفة عمليات حوض اليرموك» أن داعش (ميليشيا «جيش خالد بن الوليد» تحديداً) تقوم بعمليات رصد ضخمة على جبهات متعددة حول بلدة «حيط» بهدف شن عملية عسكرية واسعة تزامناً مع أي هجوم من الميليشيات على مواقع الجيش وعلى رأسها في خربة غزالة.
وحول العلاقة بين الميليشيات المسلحة العاملة في حوض اليرموك، قالت المواقع المعارضة: إن أغلب الميليشيات المسلحة المشاركة في العمليات البرية في حوض اليرموك هي ذاتها التي تشارك في الوقت الحالي في التخطيط للعملية العسكرية في درعا ضد قوات الجيش السوري «لذا لا يمكن الدخول في معركتين متوازيتين ضد عدوين نسبة التنسيق بينهما كبيرة في جنوب سورية».
ورأى مراقبون أن الهدف من هذه المعلومات هو شيطنة الجيش من خلال إظهار أن داعش تنسق معه جنوباً، وهو ما يحلو للمعارضة والمسلحين ادعاءه.
وأقرت المواقع الإعلامية المعارضة، بأن المعركة تبدو معقدة من عدة جوانب وعلى رأسها عدم قدرة الميليشيات على فتح عدة جبهات في الجنوب في ظل وقف الدعم الخارجي لها، إضافة إلى تعزيز الجيش العربي السوري لقواته في عدة مواقع، كما أن طبيعة مواقع الجيش جنوب سورية تظهر معقدة للغاية من الناحية الجيوعسكرية في ظل سيطرته على مواقع كبيرة نارياً يصعب التقدم فيها من دون وجود قوة نارية كبيرة، بحسب المواقع.
وكشفت المواقع أيضاً أن هناك خلافات بين الميليشيات حول شكل العمل والأهداف المحددة إضافة للجبهات التي يمكن العمل عليها «في ظل الحديث المتكرر على أن خياراً غير متوقع يتم العمل عليه في الوقت الحالي سيكون له علاقة بقيادة المعركة وسيتم الكشف عنه في الوقت المناسب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن