سورية

وصف أوضاع نازحي عفرين بـ«المأساوية».. وأكد أن تدخل الحكومة حسن الوضع الإغاثي … أوسي لـ«الوطن»: النظام التركي لن يتمكن من احتلال تل رفعت وتصريحات ترامب إفساح في المجال لأردوغان لغزو شمالي سورية

| موفق محمد

وصف رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، عضو مجلس الشعب، عمر أوسي، أوضاع الأهالي النازحين من عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي بـ«المأساوية» جراء الاحتلال التركي للمنطقة، موضحاً أن تدخل الحكومية السورية حسن الوضع الإغاثي لهم بنسبة كبيرة جداً.
وأكد، أن النظام التركي لن يتمكن من احتلال بلدة تل رفعت بعد انتشار الجيش السوري هناك، ورأى أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته سحب قوات بلاده من سورية، إذا ما تم تطبيقه، فإن ذلك يعني تطبيق اتفاق بين واشنطن والنظام التركي لغزو الأخير شمالي سورية.
وفي مقابلة مع «الوطن» قال أوسي: «أوضاع أهالي عفرين هي أوضاع تراجيدية مأساوية جراء العدوان التركي الغاشم على المنطقة واحتلال الجيش التركي لهذا الجزء العزيز من الوطن».
وأكد أوسي، أن أكثر من 400 ألف من أهالي عفرين والنواحي التابعة لها، باتوا في العراء فجأة، ونزحوا إلى مناطق الشهبا وصافين والوحشية وإحرص وتل رفعت ونبل والزهراء، ويعيشون حالة إنسانية صعبة للغاية.
وأضاف: «الأيام الأولى من النزوح كانت صعبة جداً، ذلك أنه لم يكن هناك مواد إغاثية من أغذية ونقاط طبية وأدوية ولا مياه، في وقت افترش فيه الأهالي العراء، ولكن بعد ثلاثة إلى أربعة أيام تدخلت المؤسسات الحكومية السورية في حلب وتحسن الوضع الإغاثي بنسبة كبيرة جداً».
وأشار أوسي إلى أن مجلس الشعب شكل لجنة من ثمانية برلمانيين من المكونات كافة وزاروا المنطقة، و«أنا قبل عدة أيام زرت مناطق النزوح والإيواء»، لافتاً إلى أن الأهالي في مناطق النزوح «لم يقصروا مع أهالي عفرين رغم الانزياح الديمغرافي الكبير في هذه المناطق».
كما أشار أوسي إلى تدخل منظمتي «الهلال الأحمر العربي السوري» و«أوتشا» لتحسين الوضع الإغاثي لنازحي منطقة عفرين من خلال إنشاء مراكز لها وعيادات طبية متنقلة في مناطق النزوح.
وعبر أوسي عن «مخاوف كبيرة» من حدوث «كارثة إنسانية»، إذا لم يعد الأهالي إلى منطقة عفرين، وخصوصاً أن «فصل الصيف على الأبواب»، لافتاً إلى أن الاحتلال التركي يهدف إلى تطهير المنطقة من المكون الكردي واستبداله بمرتزقته من التركستان والإيغور وغيرهم، والمجموعات الإرهابية التي جلبها مع عائلاتها من مناطق عديدة من البلاد.
واعتبر أوسي، أن احتلال تركيا لجزء من الجغرافية السورية هو قرار لحلف شمال الأطلسي «ناتو» وتم اتخاذه في بروكسل بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية.
وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن المشروع التركي «خطر جداً» ولن يتوقف عند منطقة عفرين، فتركيا عينها على أن تربط جرابلس بالراعي ومن ثم الباب وإعزاز، فهي لديها أطماع عثمانية قديمة بالأراضي السورية وأن عينها أيضاً على حلب.
وأوضح أوسي، أن المخطط التركي هو عبارة عن أربع مراحل الأولى: «احتلال منطقة عفرين، والتمدد إلى تل رفعت، إلا أن الجيش السوري أعاد انتشار وحداته وكتائبه وهو الآن في بلدة تل رفعت والعلم السوري يرفرف في سمائها، وأخذ تشكيلات قتالية لمواجهة أي توغل لتركيا أو لمرتزقتها، ولم يبق في المنطقة «وحدات حماية» كردية بعد أن انسحبت إلى منطقة منبج شرق الفرات، والمسيطر على بلدة تل رفعت الآن هو الجيش السوري».
الجزء الثاني من المخطط التركي، بحسب أوسي، هو «الوصول إلى مدينة منبج واعتقد أن هناك تفاهماً أميركياً تركياً بدخول تركيا إلى منبج»، على حين المرحلة الثالثة تتمثل بالوصول إلى مدينة عين العرب، والرابعة إلى القامشلي بهدف تحقيق الطانبور الأمني التركي الذي يمتد من تخوم نهر دجلة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف: «إذا هدف تركيا ليس المكون الكردي، وإنما كل مكونات الشعب السوري حتى تبقى هذه المنطقة منطقة نفوذ استعمارية لتركيا تصرفها في المفاوضات القادمة إن كان في جنيف أو في أستانا لتعزيز موقفها».
وأوضح أوسي، أن هذا لن يتم إلا بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية، ذلك أنه كان هناك اجتماعات أميركية تركية في الشهر المنصرم في واشنطن أنهى الطرفان خلالها خلافاتهما.
وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن الأصدقاء الروس سوف يفاجؤون بانقلاب الأتراك عليهم في الأسابيع والأشهر القادمة، لافتاً إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يلعب على الحبال ويستفيد من التناقضات الروسية الأميركية لتحقيق مصالح نظامه.
وطالب أوسي «وحدات حماية الشعب» الكردية بـ«حركة سريعة» تتمثل بإدخال مؤسسات الدولة والجيش العربي السوري إلى مناطق شرق الفرات لسحب الذرائع لأي عدوان قادم على شرق الفرات، «فالعدوان على مدينة منبج قد يقع خلال الأيام القادمة وهي تضم كثافة سكانية كبيرة».
وحذر أوسي «وحدات الحماية» من أنه إذا لم تبادر إلى حماية هذه المنطقة فستبادر تركيا بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل التوغل هناك، لافتاً إلى أن الوضع «خطر جداً ولذلك أطالب وحدات حماية الشعب بالتنسيق التام مع الجيش الوطني السوري من خلال إنشاء غرفة عمليات مشتركة والتصدي لأي محاولة استعمارية لغزو الأراضي السورية وإلا فإن الأثمان ستكون كارثية على كرد سورية».
وشدد أوسي على أن بوصلة كرد سورية «يجب أن تكون باتجاه الدولة السورية، وإذا كان لدينا مطالب قومية، فحلها يكون على طاولة المفاوضات مع حكومتنا في دمشق وليس بأي مكان آخر، وعلى أكراد سورية التخلي عن الأجندات التي لا تتناسب مع حجم الحالة الكردية في سورية، وأن يفكوا ارتباطهم مع أي جهات خارجية، وأيضاً يجب على الرأي العام ألا يضع الكرد وتركيا في سلة واحدة، فالمكون الكردي شأنه شأن المكونات السورية الأخرى لها ارتباطات سياسية وتوجهات مختلفة، ولكن أعتقد أنه إذا لم تسارع الدولة بالتنسيق مع «وحدات حماية الشعب» إلى سد المنافذ الحدودية وانتشار الجيش السوري، وهنا أنا لا أقول إن على وحدات الحماية تسليم سلاحها وإنما أن تتحول إلى قوى رديفة للجيش السوري للدفاع عن أراضي سورية وليس للدفاع عن المناطق الشمالية فقط».
وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه بترحيل مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» الرافضين للمصالحة من مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية إلى مدينة جرابلس في شمال البلاد هو اتفاق «صحيح»، لافتاً إلى أن هناك مخاوف لدى أهالي منطقة عفرين من أن تتوجه هذه «العصابات الإرهابية إلى المنطقة وارتكاب المجازر هناك وإجراء تطهير عرقي في تلك المنطقة».
وإن كان يعتقد أن الاحتلال التركي سيتمكن من احتلال بلدة تل رفعت، قال أوسي: «أؤكد بحسب معلوماتي، بأن تركيا لن تستطيع احتلال تل رفعت، فالجيش السوري انتشر هناك»، ورأى أن الاحتلال التركي في عفرين سيواجه بمقاومة شعبية كبيرة ولن تستقر الأمور للجيش التركي».
وعن تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة التي أعلن فيها بأنه سيتم سحب القوات الأميركية من سورية، قال أوسي: «إذا طبق ترامب هذا التصريح، وكان جاداً في هذا التصريح، فإن ذلك يعني أن الاتفاق التركي الأميركي قد تم، فتركيا هي أداة لـ«ناتو» وتتخذ منه غطاء لتبرير غزوها للمناطق الشمالية في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن