ثقافة وفن

«كذبة نيسان» أطلقها الفرنسيون وصدقها العرب … خطبة عهد ديب ونادين الراسي وزواج نجوى كرم أبرز كذبات 2018

| وائل العدس

كثيراً ما نقع في المقالب التي يقوم بافتعالها بعض الأصدقاء والفنانين والوجوه العامة بشكل عام تتعلق بموت أو مرض في الأول من نيسان، فإن شحب وجهك وبدا عليك تصديق الأمر، يخبروك أنك قد وقعت فريسة لكذبة نيسان.
كذبة نيسان كانت جزءاً من تراثنا الاجتماعي والثقافي، لكنها بدأت في الاضمحلال والخفوت، نظراً لانشغال الناس بأمور أخرى.
في الماضي، كانت أوسع انتشاراً، أما الآن، فيمكن الاعتقاد أن معظم الجيل الجديد الذي يقل عمره عن 20 عاماً، لا يعرفها من الأساس.
إضافة إلى أن تسارع الحياة، وظهور أمور أخرى، أكثر جذباً للأذهان والتفكير، جعلا الكثير لا يتفنن في الخروج بكذبة.

أصل الكذبة
هذا اليوم مناسبة تقليدية في عدد من الدول، ولا يُعد يوماً وطنياً أو مُعترفاً به قانونياً كاحتفال رسمي لكنه يوم اعتاد الناس فيه الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم بعضاً، فما أصلها؟.
بدأت هذه الكذبة بصفة رسمية في فرنسا، حيث إنها كانت الدولة الوحيدة التي تحتفل بأعياد رأس السنة الميلادية في الفترة من الحادي والعشرين من شهر آذار وحتى الأول من نيسان من كل عام بناء على تقويم خاص بها، تم وضعه من الإمبراطور الفرنسي شارل التاسع الذي حكم فرنسا عام 1564.
وبعد انتهاء ولايته عادت فرنسا للتقويم الذي يتبعه كل دول العالم الذي يبدأ بشهر كانون الثاني، ولكن الفرنسيين ظلوا يحتفلون به في الأول من نيسان وهؤلاء القلة ذاع صيتهم، حيث أطلق عليهم «ضحايا كذبة نيسان»، وبدأت أخبارهم تنتشر في أنحاء أوروبا ليكونوا أضحوكة فيها، ثم بدأت الفكرة ذاتها تتطور، ليقوم الأوروبيون بترويج الشائعات والأكاذيب.
وعلى جانب آخر، فإن الهنود يقومون بالاحتفال بما يسمي «عيد هولي»، ومن ضمن طقوس ذلك العيد أن يقوموا بإطلاق الأكاذيب أيضاً، وبعد ذلك انتشرت كذبة نيسان حول العالم أجمع منذ بداية القرن التاسع عشر، ولكل دولة طريقتها في الاحتفال بما يناسب عاداتها.
بعض المؤرخين يرون أيضاً أنها نشأت في القرون الوسطى، حيث يعد شهر نيسان شهر شفاعة لضعاف العقول والمجانين، فيصلي العقلاء من أجلهم ولأجل إطلاق سراحهم، فنشأ عيد جميع المجانين، وكان هذا العيد أسوة بعيد جميع القديسين.

كذبات 2018
بالنسبة للبعض إنه يوم المقالب والحيل، وليس حكراً على العامة، بل ينتظرها النجوم ليشدوا الأنظار إليهم من خلال إطلاق كذبة صادمة تحدث بلبلة أكانت عبر أخبار تتعلق بالزواج أم الطلاق أو المرض أو حتى الوفاة، فمنها ما تكون طريفة وأخرى «ثقيلة دم».
بدايةً، نفت الممثلة السورية عهد ديب خبر خطبتها من الممثل اللبناني مايكل كبابة موضحة أن الخبر كان كذبة نيسان لا أكثر، أما الصور المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي فهي مأخوذة من مسلسل «أولاد الشر» المفترض عرضه في الموسم الدرامي المقبل.
من ناحيتها وبعدما أثار خبر زواجها جدلاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت الفنانة اللبنانية نجوى كرم لموقع «الفن» أنها لو أرادت فعلاً أن تتزوج، فإنها لا تتزوج بالمخفي. في إشارة إلى أن هذه الأخبار لم تكن سوى أخبار مفبركة من أجل إيقاع المحبين بـ «كذبة نيسان».
أما الممثلة اللبنانية نادين الراسي، فقد فاجأت جمهورها بعدما نشرت صورة ليدها وتضع فيها خاتم الخطبة، حيث أعلنت خبر خطبتها لمحبيها على طريقتها الخاصة. وبعد العديد من التعليقات والتساؤلات عادت وأوضحت أن الصورة مفبركة وهي عبارة عن «كذبة نيسان»، وعلقت: «ينعاد عالجميع وإن شاء الله كذبكن يكون بس بأول نيسان ما يمد معكن.. كل نيسان وانتو بخير «كذبة بيضا».
عالمياً تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة ​المغنية العالمية أديل​ بأزمة قلبية، وبعد البلبلة تبين أن الخبر مجرد كذبة تزامناً مع اليوم الأول من نيسان، فأعربوا عن استيائهم من هذه الكذبة.
في عالم الرياضة، نشرت مجلة «جون أفريك» الفرنسية خبر ترشح النجم الكاميروني صامويل إيتو، للانتخابات الرئاسية في بلاده، وعلى الفور نفى صحة الخبر عبر منشور على صفحته في فيسبوك.
وقال: بحجة كذبة نيسان نُشر خبر على لساني، مفاده أنني ترشحت للانتخابات الرئاسية في الكاميرون، وأعتبر هذا الخبر بمنزلة التقليل من الاحترام لشخصي، فأنا أحترم مؤسسات بلدي والقائمين على إدارة الكاميرون.
وأردف قائلاً: لا أعتقد أنه من اللائق جعل كرسي رئاسة الجمهورية وصلاحيات الرئيس، آلة لترويج مثل هذه الفكاهات.

والشركات أيضاً
بعيداً عن النجوم، لا يتميز اليوم الأول من شهر نيسان بثقافة المقالب المضحكة بين الناس فقط، بل يفرض عليك هذا التاريخ السنوي أن تتأكد من حقيقة كل خبر تقرؤه، بسبب ميل الشركات ووسائل الإعلام إلى المشاركة في هذه الفوضى العارمة من المعلومات المزيفة، من خلال نشر الأخبار الملفقة، والترويج لمنتجات زائفة، وكميات لا تعد ولا تحصى من الخدع.
فقد انضمت شركة كوكاكولا لحملة الأخبار الكاذبة المجنونة، لتدّعي أنها بدأت تصنيع المشروب الغازي بنكهات جديدة، مخصصة لجيل «إنستغرام»، وأكدت أن أبحاثها توصلت إلى أن نكهات الأفوكادو، والخميرة والفحم، قد تكون من أكثر النكهات التي سيفضلها الناس.
أما متجر «برغر كينغ» الشهير، المتخصص في بيع المأكولات السريعة، فكان واحداً من أولى الشركات التي روجت لمنتج خيالي زائف، إذ أعلن عن بدئه تصنيع ما أطلق عليه اسم «برغر الشوكولا»، الذي يتضمن، وفقاً للإعلانات التي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، فطيرة شوكولا مشوية على اللهب، وشراب التوت بدلاً من الكتشب، وحلقات من الشوكولا البيضاء تشبه إلى حد كبير حلقات البصل.

حادثة طريفة
للعام الثاني على التوالي تشهد العاصمة عمان حالة طلاق جديدة بسبب «كذبة نيسان».
الحالة الجديدة لسيدة تبلغ من العمر 34 عاماً، طلقها زوجها بعد صلاة الفجر مباشرة، عندما افتعلت حادثة لتقنعه أنها كذبة نيسان.
ووفق ما قاله الزوج فإن زوجته وبعد عودته للبيت بعد أدائه صلاة الفجر، والاستعداد للذهاب إلى عمله، أحضرت إبريق شاي وكاسات وقامت برميها عليه، بحجة أنها تعرقلت، ليصيبه الخوف والفزع من منظر الإبريق.
أضاف إن الإبريق لم يكن مملوءاً بالشاي، وإنما أرادت ممازحته لمشاهدة تلك الفقرة في برنامج الكاميرا الخفية.
ولفت أنه ومن دون وعي قام بصفعها على وجهها، ومن ثم رمى عليها يمين الطلاق مباشرة، وهو في لحظة غضب.
وختم أنه نادم جداً على ما حصل، ولا يعرف كيف سيعيد العلاقة بينه وبين زوجته بعد تأثرها بضربها لها وطلاقها منه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن