سورية

سورية تعاني منها منذ سنوات وأدت إلى استشهاد الكثير من عناصر الجيش والمدنيين … غوتيريس يدعو إلى مساعدة الدول المتضررة من الألغام

| الوطن

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن حوالي 80 بلداً لا تزال تعيش في خوف من الألغام الأرضية والمتفجرات التي تخلفها الحروب، داعياً جميع الدول الموقعة على معاهدة حظر الألغام واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة للوفاء بالتزاماتها، وتقديم المساعدة إلى الدول المتضررة والضحايا المحتاجين.
وتعيش سورية حالة حرب تشن عليها منذ نحو سبع سنوات، وقد زرعت التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة خلالها مئات الآلاف من الألغام في المناطق التي كانت تسيطر عليها، وفي المناطق التي مازالت تسيطر عليها.
وأدت تلك الألغام إلى استشهاد الكثير من عناصر الجيش العربي السوري والقوى الرديفة والحليفة والمدنيين. وتبذل وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري جهوداً جبارة في نزع الألغام من المناطق التي استعاد الجيش السيطرة عليها.
كما تعاني سورية منذ عشرات السنين من الألغام التي زرعها كيان الاحتلال الصهيوني في الجولان العربي السوري، ذلك أنها أدت إلى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين في الجزء المحرر من الجولان.
وقال غوتيريس في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، تلقت «الوطن» نسخة منها أمس: «يذكرنا هذا اليوم بأن ملايين الناس فيما يقارب 80 بلدا لا يزالون يعيشون في خوف من الألغام الأرضية والمتفجرات المتخلفة من الحروب»، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة تخلف 000 15 ضحية جديدة في كل سنة، وتتسبب في خسائر كبيرة بقدر لا يمكن قبوله في أرواح الناس وأطرافهم، كما أنها تعيث فسادا في أسباب معيشة الناس، وتعيق الوصول إلى الأراضي، والطرق، والخدمات الأساسية.
وأضاف غوتيريس: «بيد أن هذا اليوم يمثل أيضاً مناسبة لمراجعة التقدم المحرز من خلال جهودنا المشتركة لمكافحة آفة الألغام الأرضية والمتفجرات المتخلفة من الحروب»، معتبراً أنه وبفضل الجهود المتضافرة المبذولة من الكل، بما يشمل الدول الأعضاء والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبلدان المتضررة من الألغام أنفسها، شهدت الأمم المتحدة مكاسب حقيقية في جهودها المبذولة في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام.
ولفت إلى أنه ومنذ فتح باب التوقيع على معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد قبل 10 سنوات، صدق على الاتفاقية أو انضم إليها 153 بلدا، وتم تدمير 40 مليون لغم من مخزون الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وتوقف تقريبا إنتاج هذه الألغام وبيعها ونقلها، مضيفاً أنه جرى كذلك تطهير مناطق كبيرة من المناطق المزروعة بالألغام، وأن الضحايا يتلقون مساعدة وتأهيلاً وإعادة إدماج بصورة أكبر.
وفيما يمثل خطوة أخرى مهمة إلى الأمام، أشار غوتيريس، إلى أن 32 دولة من الدول الأطراف في البروتوكول الخامس الجديد لاتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة، ستجتمع للمرة الأولى في تشرين الثاني للنظر في أفضل سبل التصدي للخطر الإنساني الماحق الذي تمثله المتفجرات المتخلفة من الحروب.
ولفت إلى أنه تم فتح باب التوقيع على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي أسرع نص دولي متعلق بحقوق الإنسان تم التفاوض بشأنه في التاريخ، في 30 آذار 2007، وتهدف الاتفاقية إلى كفالة جميع حقوق الإنسان لجميع الناس، بصرف النظر عن إعاقاتهم.
ودعا غوتيريس جميع الدول التي لم تنضم بعد إلى جميع هذه المعاهدات أن تفعل ذلك ، وجميع الدول الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها القائمة بموجب هذه المعاهدات، وتقديم المساعدة إلى الدول المتضررة والضحايا المحتاجين. ووجه نداء إلى المجتمع الدولي من أجل التصدي الفوري للعواقب الإنسانية الفظيعة للذخائر العنقودية، معتبراً أن هناك تحديات هائلة ماثلة أمام السعي باتجاه عالم أكثر أمانا، داعياً إلى مضاعفة الجهود في تلك الوجهة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن