سورية

الاحتلال التركي تعامل بـ«إذلال» مع الدفعة الأولى في إدلب.. وعيون روسية تراقب دواعش جنوب العاصمة … إجلاء الإرهابيين من دوما يتواصل.. وخلافات قيادتهم تبطئه

| الوطن – وكالات

على حين تواصل أمس إخراج مسلحي تنظيم «جيش الإسلام» الإرهابي من مدينة دوما آخر معاقل الإرهابيين في الغوطة الشرقية لليوم الثاني على التوالي، تعاملت قوات الاحتلال التركي في إدلب مع الدفعة الأولى من الخارجين بـ«إذلال».
وعلى وقع استكمال عودة 40 ألف شخص إلى منازلهم في الغوطة الشرقية، كانت عيون روسية ترقب الجبهات مع تنظيم داعش الإرهابي في جنوب دمشق.
وعلمت «الوطن»، أن «11 حافلة خرجت عند الساعة الثامنة مساء أمس من مدينة دوما تقل إرهابيين من مسلحي جيش الإسلام وعائلاتهم ووصلت إلى معبر مخيم الوافدين حيث يجري تجميعها هناك للانطلاق إلى شمال البلاد».
وتفيد معلومات «الوطن»، بأنه تم إدخال 25 حافلة صباحاً أمس إلى مدينة دوما عبر معبر مخيم الوافدين لتقل الدفعة الثانية من إرهابيي «جيش الإسلام» وعائلاتهم تمهيداً لنقلهم إلى منطقة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي.
ولوحظ أمس بطء كبير في تجهيز الحافلات في قلب مدينة دوما، الأمر الذي أرجعته مصادر متابعة في حديث لـ«الوطن» إلى «الخلافات القائمة بين قياديي التنظيم فمنهم من يريد اتفاق التسويةومنهم من يرفضه».
وكانت أولى دفعات إرهابيي «جيش الإسلام» غادرت أمس الأول من دوما إلى جرابلس على متن 21 حافلة نقلت 1130 ما بين إرهابيين وأفراد عائلاتهم بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري بعد أن خضعت تلك الحافلات لتفتيش دقيق لمنع الإرهابيين من تهريب أي مختطف من المدنيين أو العسكريين في مدينة دوما وكذلك لمنعهم من اصطحاب عبوات ناسفة أو قنابل يمكن أن يستخدموها أثناء توجههم إلى جرابلس.
في الأثناء، أكد رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية يوري يفتوشينكو، أن خروج المسلحين مع عائلاتهم من مدينة دوما مستمر، منوهاً بمغادرة أكثر من 2000 شخص للمدينة حتى الآن.
ولفتت مصادر أهلية في إدلب إلى خروج تظاهرات في كل من مدينتي الباب وإعزاز، طالبت بدخول المسلحين وعائلاتهم الخارجين من الغوطة الشرقية، والذين كانوا عالقين أمس عند معبر أبو الزندين بريف حلب الشرقي، بعد منعهم من قبل الاحتلال التركي بحجة «عدم التنسيق المسبق».
ومساء أمس عادت المصادر لتؤكد بدء التجهيزات لدخول المسلحين وعائلاتهم العالقين في معبر أبو الزندين جنوب مدينة الباب إلى مناطق ريف حلب الشمالي، بعدما كانت تركيا ترفض إدخالهم إلى جرابلس.
ولفتت المصادر إلى أنه سيتم نقلهم إلى مخيم شبيران قرب مدينة قباسين.
ولقي الموقف التركي استهجاناً من قبل نشطاء المعارضة الذين انتقدوا الإجراءات التركية مع المسلحين وعائلاتهم ووصفوفها بـ«المذلة».
وعلى حين كانت الحافلات تخرج أمس من دوما كان أهالي المخطوفين يفترشون الأرض ويترقبون أي خبر يبرد حرارة شوقهم للإفراج عن ذويهم بعد سنوات من الخطف.
وأشارت تقديرات قناة «الميادين» بعد خروج حافلتين أمس من دوما إلى معبر مخيم الوافدين إلى أن عدد مسلحي «جيش الإسلام» المتبقين في المنطقة يُقدّر بـ10 آلاف مسلح، «لكن من المتوقع أن يخرج نحو 4000 منهم، في حين سيتم تسوية أوضاع الباقين من قبل الحكومة السورية» على حد قولها.
على خط مواز، تواصل الكشف عن شبكات الأنفاق والمستشفيات الميدانية تحت الأرض في الغوطة، ولفتت مصادر ميدانية إلى أن أبرزها أمس كان نفقاً عثرت عليه وحدة من الجيش العربي السوري يصل بين بلدتي عربين ومسرابا، بارتفاع 6 أمتار وعرض 4 أمتار وذلك بعد يوم من اكتشاف نفق ضخم في بلدة عين ترما يمتد لعدة كيلومترات، وممرات سيارات يصل طولها إلى 3كم تربط بين بلدات عربين وعين ترما وزملكا وجوبر.
ولا تزال الأنفاق وكثافة الألغام تعوق التسريع بعودة الأهالي إلى الغوطة فالجيش يتسلم من المسلحين خرائط الألغام والأنفاق، كما تعمل وحدات الهندسة التابعة له على تفكيك الألغام، حيث أكد مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا» صباح أمس أن عدد العائدين إلى منازلهم بلغ أكثر من 40 ألف شخص حتى يوم أمس مبيناً أن عودة الأهالي مستمرة إلى مختلف القرى والبلدات التي حررها الجيش من الإرهاب. ولفتت «سانا» إلى أنه بالتوازي مع تطهير عناصر الهندسة لقرى وبلدات الغوطة الشرقية من مخلفات الإرهابيين تقوم وحدات من الجيش بالتعاون مع الوحدات الشرطية بتقديم جميع التسهيلات والمساعدات اللازمة لعودة الأهالي إلى منازلهم.
وذكرت «سانا» أن الورشات تواصل عملها على إزالة الأنقاض وفتح الشوارع وترميم المراكز الصحية والخدمية والمدارس لاستقبال جميع الطلاب وإعادتهم إلى المدارس بعد انقطاعهم عنها خلال الفترة الماضية بسبب سطوة التنظيمات الإرهابية.
وقامت الجهات المعنية في محافظة ريف دمشق بالتعاون مع وحدات الجيش والهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع مساعدات إنسانية إضافة إلى تقديم خدمات طبية مجانية للأهالي في مختلف قرى وبلدات الغوطة الشرقية.
ومع تواصل العمل على تنظيف دوما من الإرهاب يبقى بريف العاصمة الشرقي 3 مناطق تحت سيطرة المسلحين في القلمون الشرقي لكن الجيش يطوقها بالكامل.
وحظي إخراج الإرهابيين من منطقة الغوطة بتأييد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كراسوف الذي أكد أن «استكمال العملية بشكل كامل سيعني عودة منطقة سورية أخرى إلى الحياة الطبيعية وتقليل المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون».
في الأثناء أجرى وفد من القوات الروسية، جولة تفقدية للمناطق الواقعة جنوب العاصمة دمشق «للاطلاع على الجبهات مع إرهابيي تنظيم داعش وتقييم الوضع العسكري على خطوط التماس مع الميليشيات المسلحة»، بحسب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مهتمة بشؤون المخيم.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الروسية سبق أن أبلغت بعضاً من ممثلي الميليشيات عن نيتها بزيارة خطوط التماس مع التنظيم الإرهابي بُغية توجيه ضربة عسكرية تستهدف مناطق سيطرته في الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن