قضايا وآراء

دوما مع الغوطة إلى الحرية

| ميسون يوسف

كثرت التجاذبات حول دوما وكثرت مناورات الأخذ والرد والنفي والتأكيد حول اتفاق يحمل الحرية لمدينة دوما بعد أن أنجز الجيش العربي السوري والحلفاء تحرير 31 مدينة وبلدة وقرية هي مجمل الأماكن الآهلة فيما يصطلح على تسميته الغوطة الشرقية، هذه الغوطة التي باتت كلها اليوم بما فيها دوما التي تناولتها التجاذبات، باتت ترفع علم سورية الوطني وليتم تنكيس أي علم آخر رفعه الإرهابيون من أعلامهم الخاصة إلى علم الانتداب المقيت.
تحررت دوما إذاً باتفاق يقضي بخروج المسلحين إلى جرابلس وتطهير المدينة كليا من الإرهاب وتنظيفها من أي سلاح غير السلاح الشرعي الذي وحدها الحكومة السورية تحدد شرعيته وخرج أهل دوما من معتقلات فرضها عليهم الإرهابيون عندما اتخذوهم دروعا بشرية وعندما ابتزوهم أيما ابتزاز.
قد يقول قائل إن دوما تحررت من غير قتال ولكن الحقيقة أن القوة كانت الجسر الذي عبر عليها اتفاق تحرير دوما إذ لو لم يبد الجيش العربي السوري القوة تلك والاحتراف في تطويق المدينة وتضييق الخناق على المسلحين في المراحل الأولى ثم انتقاله للمباشرة بالعملية العسكرية التي بمقتضاها كان سيسحق الإرهابيين، لو لم يتم كل ذلك لما وافق الإرهابيون في دوما على الاستسلام والقبول بالنجاة بأنفسهم والخروج من المدينة إلى أقصى الحدود السورية في الشمال حيث سيكون للجيش موعد آخر معهم أو مع من سيتبقى منهم وهو في طريقه لاستعادة السيطرة على كل شبر من أرض سورية الطاهرة.
لقد أرست عملية تحرير دوما لإلحاقها بكامل الغوطة الشرقية نظيفة بلا إرهاب، أرست قواعد مهمة في المواجهة وحسن إدارة العمل المركب من ممارسة سياسية وأداء عسكري بغية تحقيق الهدف الإستراتيجي الأساس الذي هو الإجهاز على الإرهاب وتفكيك بنيته والحؤول دون إعادة تشكله ولمنعه من إفساد أمن المناطق المحررة مجدداً.
لقد أكدت عملية تحرير الغوطة عامة ودوما خاصة أن الضمانات الأجنبية التي منحت للإرهابيين سقطت أمام القرار السوري والعزيمة السورية وقوة الجيش العربي السوري مع الحلفاء وقد يكون هذا الأمر أخطر درس لقن للإرهابيين بشكل سينعكس على أداء من تبقى منهم على الجغرافيا السورية التي تنتظر التحرير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن