ثقافة وفن

أول نشاطات فريق «ناي» الثقافي التطوعي … الهايكو مزيج بين الذاتي والموضوعي وليس مجرد وصف لمشهد بل هو خليط للمشهد الطبيعي

| سارة سلامة

توحد في ثقافي أبو رمانة عدة فعاليات من حفل موسيقي وتوقيع كتاب «رقصة الهايغا مع الهايكو» إضافة إلى معرض فني، لتكون أولى الأعمال التي يطلقها فريق «ناي» الثقافي التطوعي، وذلك عبر حفل فني قدمه العازفان طارق صالحية على الغيتار، ومحمد السبسبي على العود، اللذان قدما مقطوعات أعدت خصيصاً لها، وحملا إشارات النصر وحالات الفرح والابتهاج التي تشهدها العاصمة عبر حضور شعبي وفني لافت.
على ما قدمت الفنانة التشكيلية رندة تفاحة في معرضها الذي رافق الحفل وتناغم مع الموسيقا والشعر 50 لوحة بأحجام متنوعة كبيرة وصغيرة مستخدمة الإكريليك والزيتي على القماش، وذلك بطاقة إيجابية كبيرة من خلال الألوان المستخدمة والمناظر الطبيعية والبورتريهات.

أما فقرة الشعر فكانت للدكتور الشاعر سامر زكريا الذي قرأ عدداً من نصوص كتابه «رقصة الهايغا مع الهايكو» وحمل العديد من الأبعاد الإنسانية والوجدانية والوطنية.
حيث يقول: «على رصيف المقهى نادل سوريّ يُحَلّي شاي غربته.. أصابع الغريبة على وجهي أول حبّات المطر.. قبلة عجلة طعم البحر في علبة السردين.. عام آخر جفّ الماء ولم يجفّ الضّباب».
وقال أيضاً: «عام آخر جفّ الماء ولم يجفّ الضّباب.. النشرة الجوية بلاد ممطرة وقلب غائم.. غيمة رصاصية في سماء رمادية.. مهرجان ألوان.. دمشق تكاد تُرى العطور على أطراف الجلابيب.. أوائل الخريف معاً نجوب دمشق أنا وكسار الزبادي».

مزيج بين الذاتي والموضوعي
وقال مؤسس فريق «ناي» الدكتور سامر زكريا في تصريح خاص لـ«الوطن»: «إن (الهايكو) هو نص شعري قصير نشأ في اليابان، وتم إدخاله إلى سورية عبر مجموعة (الهايكو) على موقع التواصل (فيسبوك) التي تعد الأكبر في العالم وتضم 14 ألف عضو، وكتاب (الهايغا) أول كتاب يجمع نصوص (الهايغا) مع رسومات رسمت خصيصاً للشعر، وكان لي عدة منشورات سابقة مثل كتاب (الهايكو) العربي الأول والثاني، ولكن مرافقة اللوحة للشعر هو للمرة الأولى مع الفنانة التشكيلية رندة تفاحة».
وأضاف زكريا: «إن (لهايكو) يتحدث عن مشهد وتفاعل الإنسان مع هذا المشهد وكيف يعبر عنه في المحيط، وهو مزيج بين الذاتي والموضوعي ليس مجرد وصف لمشهد واحد ولا شعر وجداني أو مجرد بل هو خليط للمشهد الطبيعي وتفاعل الإنسان معه».

فسحة من الأمل
ومن جانبها قالت التشكيلية رندة تفاحة: «إن المعرض يترافق مع شعر ياباني اسمه (الهايكو)، وهذا الشعر يترافق معه رسومات صغيرة كما هو متعارف عليه وذلك لتعبر عنه وتوجد فيه أيضاً حروفيات بالياباني، وفي الوطن العربي كان هناك تجربة سابقة في المغرب منذ عامين وقاموا برسومات بسيطة تضم حروفيات لتعبر عن الشعر، وبالنسبة لي استخدمت لوحات زيتية كاملة تحمل كل المقومات الفنية حتى أعبر عن نصوص (الهايكو) التي قرأتها وأحببتها وعبرت عنها بطرق مختلفة».
وأفادت تفاحة: «إن هذا المعرض هو الفردي الأول بالنسبة لي واستخدمت فيه تقنيات الزيتي والأكريليك، وهذه تجربة جديدة بالنسبة لي وأتمنى أن تكون ناجحة، والجميل في الحفل هو الاندماج الذي حدث بين جمهور الأدب والشعر وجمهور الفن الذي دفعنا لنقدم هذا الحفل الرائع، وهذا التعاون الأول بيني وبين الشاعر سامر زكريا». وبينت تفاحة: «أن (الهايغا) هي نوع من الفن الذي يرافق (الهايكو) وفي أغلب اللوحات نرى قصة وفي الوقت نفسه نجد فسحة من الأمل لأننا دائماً بانتظار الأمل وخصوصاً في هذه المرحلة التي تترافق مع انتصارات الجيش على الأرض متمنين أن تبعث لنا بأمل جديد وبلد جميل أكثر إشراقاً».

تجربة جديدة وجميلة
وأكد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عبد المعطي أبو زيد: «أن الفنانة رندة فاجأتنا بهذا المعرض الجميل، وهي فنانة مجتهدة ونشيطة، وتحاول مراراً أن ترتقي بعملها الفني التشكيلي وبهمة كبيرة استطاعت في فترة قريبة الوصول إلى أعمال لها تميز من حيث التكوين والتشكيل ومن حيث الفكرة، وخاصة أنها ربطت اللوحات مع الأفكار التي تصاغ بها النصوص الشعرية، هي تجربة جديدة وجميلة ووحدت الترابط الثقافي بين الأدب والفن».
وأفاد أبو زيد: «إن كل لوحة تحكي قصة مختلفة عاشتها من خلال النصوص الشعرية، بأسلوب خاص، حيث استطاعت في أول معرض لها أن تثبت نفسها كفنانة لها القدرة على التطور والإعطاء وهذا يعطيها مدّاً للمستقبل، ونجد في الألوان حالة من التناغم والموسيقا، ونحن دائماً إلى جانبها وندعمها منذ البدايات حتى الآن ونشجعها وفي الحقيقة إنها تجاوزت كل شيء في هذا المعرض».

تناغم الألوان
ومن جهته قال الفنان التشكيلي أيمن الدقر: «إن المعرض جميل وراقٍ ومن الجميل ترافقه مع الموسيقا واللوحة، لأن هذه اللمسة الموسيقية لها علاقة بالموسيقا وشفافية العمل، وفهم للأشكال، وأجمل ما في المعرض أنه ترافق مع أمسية موسيقية جميلة، وهناك حالة من التناغم والاندماج بين الأمسية والمعرض، ونلحظ تناغم الألوان بعضها مع بعضها الآخر التي شكلت انسجاماً كما فعلت الموسيقا تماماً».
ويذكر أن الشاعر سامر زكريا هو طبيب أسنان ومدرس جامعي يكتب (الهايكو) منذ عام 2003 وهو مؤسس مشروع الهايكو في سورية، والتشكيلية رندة تفاحة خريجة أدب فرنسي وهي عضو مؤسس في جمعية شموع السلام للفنانين التشكيليين وعضو في اتحاد التشكيليين الفلسطينيين وفي تجمع فناني فلسطين وفي مشروع مدى الثقافي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن