سورية

تشوركين: لا جهود موحدة لمحاربة الإرهاب لأن الغربيين لا يريدون التعاون مع سورية

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أن عدم رغبة الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في التعاون مع الحكومة السورية في محاربة تنظيم داعش الإرهابي يقوض من فاعلية جهود محاربة الإرهاب.
وعقب تبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع الجمعة قراراً بتشكيل لجنة خبراء للتحقيق في استخدام المواد الكيميائية في سورية، أجاب تشوركين عن أسئلة صحفيين بشأن إمكانية أن يفعل تبني القرار الأممي اليوم بشأن الهجمات الكيميائية في سورية التعاون في جوانب أخرى من الأزمة السورية، قائلاً: «يوجد فهم كبير بأن الوضع معقد». ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن تشوركين قوله للصحفيين: «زملاؤنا الغربيون لا يرون ضرورة التركيز أساساً على التهديد الإرهابي في سورية والعراق خلال عملنا المشترك في محاربة داعش»، مضيفاً: «نحن طرحنا مفهوماً حول جبهة محاربة الإرهاب في سورية والعراق لكن حتى اللحظة ليست لدينا جهود موحدة من المجتمع الدولي والسبب في ذلك أساساً أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى وزملاءنا الغربيين في مجلس الأمن لا يريدون التعاون مع الحكومة السورية في هذه الحرب المشتركة وهذا يقوض من فاعلية الجهود».
وأوضح تشوركين أنه، خلال العمل على تدمير السلاح الكيميائي في سورية «تعاون الجميع مع الحكومة السورية وإذا كنا قد فعلنا هذا حينها فلماذا لا نستطيع الآن فعل ذلك في وقت اصطدمنا فيه بتحد خطير جداً متمثل في تنظيم داعش وغيره من المنظمات الإرهابية في سورية».
وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع الجمعة القرار رقم 2235 الذي يطالب الأمم المتحدة بتشكيل لجنة خبراء للتحقيق في استخدام المواد الكيميائية بما في ذلك الكلور في سورية.
وجاء في القرار: «المجلس يدين بشدة استخدام كل المواد الكيميائية السامة، مثل الكلور كسلاح في الجمهورية العربية السورية»، وقرر المجلس «إنشاء آلية مشتركة للتحقيق» بمشاركة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية «لمدة سنة واحدة مع إمكانية التمديد إذا لزم الأمر».
ويطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم توصيات في غضون 20 يوماً حول تشكيلة وصلاحيات آلية التحقيق «لمعرفة الأفراد والكيانات والجماعات أو الحكومات» المتورطة في أي هجمات كيميائية في سورية.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري خلال كلمة له أمام المجلس بعد تبني القرار، أن «الحكومة السورية والجيش العربي السوري لم ولن يستخدما أي سلاح كيميائي، لا بل إن الجيش السوري والمدنيين السوريين كانوا هم هدفاً لاستخدام السلاح الكيميائي والمواد الكيميائية السامة ومنها غاز الكلور من التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها تنظيما داعش وجبهة النصرة».
وقال الجعفري: إن «الحكومة السورية ليست مسؤولة عن استخدام الكيميائي وهي وجهت عشرات الرسائل إلى مجلس الأمن ولجانه المختصة وكذلك إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مرفقاً بها معلومات وأدلة عن امتلاك وتصنيع واستخدام المجموعات الإرهابية في سورية للمواد الكيميائية السامة، وقد أحلنا لعناية أعضاء وفودكم بتاريخ 5 آب أي قبل ثلاثة أيام بالضبط رسالة تتضمن جدولاً بكل تلك المراسلات وعددها 13 مراسلة رسمية متاحة لكم في أرشيف مجلس الأمن».
ولفت الجعفري إلى أن الحكومة السورية طالبت بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في خان العسل قرب حلب ورغم ذلك لم تستجب الأمم المتحدة ولم تشكل لجنة تحقيق ولم يتم تحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة الآثمة ولا تم وضعهم أمام المساءلة القانونية اللازمة، كما نبهت حكومة الجمهورية العربية السورية أعضاء مجلس الأمن مراراً وتكراراً من خطورة استخدام السلاح الكيميائي في سورية من مجموعات إرهابية بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، وعبرت عن تخوفها الجاد من قيام بعض الأنظمة التي تدعم الإرهاب والإرهابيين بتقديم أسلحة كيميائية للمجموعات الإرهابية المسلحة والادعاء لاحقاً بأن الحكومة السورية هي التي قامت باستخدامها.
وأكد الجعفري أن سورية قامت بالوفاء بالتزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وكذلك التزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013 وقد حرصت منذ البداية وحتى اليوم على تقديم كل أشكال التعاون المطلوب والتعامل بكل إيجابية وشفافية ومرونة لتنفيذ التزاماتها وذلك في ظل تحديات كبيرة ووضع أمني صعب ومعقد واستفزازي ناتج عن السلوك المعادي الذي قامت به بعض الأطراف الإقليمية والدولية.
بدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقرار مجلس الأمن الدولي، بشأن تشكيل آلية لتحديد المسؤولين عن استخدام المواد الكيميائية في سورية.
واعتبر أن مهمة هذه البعثة «ستكون صعبة للغاية بسبب الوضع الأمني الخطير في البلاد، والذي سيؤثر بالتأكيد في عملها». وأضاف: «إن تعاون جميع الأطراف، ومن ضمنها الحكومة السورية، سيكون ضرورياً بالتأكيد.. تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية يتطلب تعاوناً فعالاً من المجتمع الدولي».
(سانا- روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن