سورية

مجلة أميركية تحذّر من تحوُّل جيش البلاد إلى مرتزقة لخدمة دول خليجية … البيت الأبيض: ترامب وافق على تمديد بقاء القوات الأميركية في سورية

| وكالات

أعلن مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «وافق على تمديد بقاء القوات الأميركية في سورية لفترة أطول بقليل»، وذلك بعد مطالبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ببقاء القوات الأميركية على الأقل على المدى المتوسط، الأمر الذي نددت به مجلة أميركية، محذرة من تحوُّل الجيش الأميركي إلى مرتزقة لخدمة دول خليجية.
وفيما بدا أن فرنسا ستملأ فراغ القوات الأميركية، دخلت قوات فرنسية أمس إلى القاعدة العسكرية الأميركية الواقعة شمال غرب مدينة منبج في شمال البلاد، بالتزامن مع معلومات عن نية فرنسا إنشاء قاعدة عسكرية لها في المنطقة، في وقت زار فيه وفد برلماني بريطاني شمال شرق البلاد.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الثلاثاء الأربعاء، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن «الوقت قد حان لخروج القوات الأميركية من سورية»، مضيفاً: إن «انخراط الولايات المتحدة في هذا البلد مكلف ويفيد دولاً أخرى»، واقترح على السعودية أن «تدفع التكاليف إذا أرادت بقاء قوات بلاده هناك».
وفي وقت لاحق، قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، دانيل كوتس: إن «مجلس الأمن القومي اتخذ قراراً حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في سورية»، مضيفاً: إن «البيت الأبيض سيعلن عنه في وقت قريب».
وبعد ذلك، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض لم تذكر اسمه أن ترامب «وافق على تمديد بقاء القوات الأميركية في سورية لفترة أطول بقليل من دون أن يقطع على نفسه التزاماً طويل الأمد».
وأضاف المسؤول: إن «ترامب يحرص على ضمان هزيمة داعش، ويريد من دول أخرى في المنطقة أن تدخل على الخط وتساعد في إحلال الاستقرار في سورية».
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أكد ترامب مرتين خلال الأيام الأخيرة عزمه سحب القوات الأميركية من سورية بعد إلحاق الهزيمة بداعش هناك.
وأثارت هذه التصريحات جدلاً في الأوساط السياسية والعسكرية الأميركية، حيث اعتبر البعض أن مهمة دحر داعش لم تستكمل بعد، إضافة إلى أن سحب القوات من سورية قد يضعف موقف أميركا في مواجهة «تمدد النفوذ الإيراني» في المنطقة.
وهاجمت مجلة «المحافظ الأميركي»، أمس، تصريحات ترامب، الأخيرة حول ابتزازه للسعودية لبقاء قواته في سورية، محذرة من تحوُّل الجيش الأميركي إلى مرتزقة لخدمة دول خليجية.
وقالت المجلة، بحسب مواقع إلكترونية معارضة: «يبدو أن حماية حياة الجنود الأميركيين والمصالح الأميركية لا تهم (ترامب) طالما أن هناك من يعرض دفع الثمن».
وبينما ترددت أنباء عن انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من إحدى قواعدها العسكرية في مدينة رميلان النفطية شمال شرق الحسكة 170 كم باتجاه العراق، أفاد مصدر خاص مما يسمى «مجلس منبج العسكري» بحسب وكالات معارضة بأن سيارات عسكرية ترفع العلم الفرنسي دخلت برفقة سيارات تابعة للمجلس إلى القاعدة العسكرية الموجودة في قرية السبت شمال غرب منبج، دون ذكر أعدادها أو عدد العناصر الذين تقلهم.
وكشف مسؤول في «التحالف الدولي»، أن فرنسا ستنشئ قاعدة عسكرية في منطقة منبج خلال الأيام القادمة قرب القاعدة الأميركية الواقعة بين مدينة منبج وقرية عون الدادات التي توجد فيها قوات تركية.
من جانب آخر، ذكر قيادي من «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وفق مواقع إلكترونية معارضة، أن «التحالف الدولي جاد في وقوفه بجانب قسد بمدينة منبج، وقد قدم طمأنات بأن تجربة ومأساة عفرين لن تتكرر في منبج»، بحسب قوله.
على خط مواز، قال مصدر خاص من جهاز الاستخبارات التابع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، وفق وكالات معارضة: إن «قسد» أغلقت جسر قرقوزاق الذي يصل بين ضفتي نهر الفرات الشرقية والغربية شرق مدينة منبج من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة التاسعة.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه: إن سبب إغلاق الجسر هو مرور رتل عسكري أميركي من منبج باتجاه مدينة تل أبيض شمال الرقة، مضيفاً: إن هذا الرتل يتألف من 17 آلية بينها ثلاث سيارات «جيب» تقل مستشارين عسكريين أميركيين.
ومنذ يوم أمس الأول، تسلل وفد بريطاني يضم أعضاء في البرلمان عن حزب العمال المعارض إلى شمال سورية، وفق وكالة «أ ف ب».
وخلال مؤتمر صحفي الثلاثاء في مدينة القامشلي شمال شرق سورية، قال العضو في مجلس اللوردات البريطاني موريس غلاسمان: «نحن هنا من أجل علاقة طويلة الأمد معكم، لندعمكم ضد كل من يريد أن يدمر حريتكم وديمقراطيتكم».
ويضم الوفد البريطاني النائب عن حزب العمال لويد راسل مويل وممثلين عن نقابات عمالية.
من جانب، آخر، أكد قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، أن الحرب ضد تنظيم داعش لم تنته بعد رغم تحرير 90 بالمئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في كل من العراق وسورية.
وقال فوتيل في كلمة له بمعهد «السلام الأميركي» نقلتها قناة «الحرة» الإخبارية الأميركية: إن القوات الأميركية «ستلعب دوراً في حفظ استقرار سورية على المدى الطويل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن