عربي ودولي

الفلسطينيّون يشيّعون شهداء الجمعة الثانية لمسيرة العودة في غزة … عريقات: ندعو إلى فتح تحقيق دولي فوري في جرائم الاحتلال

شيّع الفلسطينيون أمس السبت شهداء الاعتداءات الإسرائيلية على مسيرة العودة في قطاع غزة، في حين ارتفع عدد الشهداء إلى 10 بينهم صحفي و1354 إصابة منها 491 بالرصاص الحي والمتفجر ولا يزال 33 جريحاً بحالة خطيرة، في الجمعة الثانية من مسيرات العودة الكبرى التي أطلقوا عليها اسم «جمعة الكاوتشوك».
وبلغ عدد الشهداء والإصابات خلال ثمانية أيام متواصلة من مسيرة العودة 29 شهيداً و2850 إصابة منها 1296 بالرصاص الحي والمتفجر ما زال منها 79 خطرة.
واستخدم الاحتلال قنابل الغاز بعيدة المدى في محاولة لتفرقة المتظاهرين شرق القطاع، واستخدمت طائرتان عسكريتان إسرائيليتان في إطلاق هذه القنابل على المتظاهرين المدنيين.
وقام شبّان بإحراق الإطارات قرب السياج الفاصل تزامناً مع تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية على علو منخفض فوق السياج.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس وفاة صحفي فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها بالرصاص في المواجهات.
وقالت الوزارة: إن مرتجى المصور في وكالة «عين» ميديا المتمركزة في غزة، أصيب خلال مواجهات الجمعة.
وخلال فعاليات مسيرة العودة أحرق شبان مشاركون في التظاهرات صوراً للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يأتي ذلك بعد تصريحات ولي العهد السعودي التي قال فيها إن لإسرائيل الحق في الوجود والعيش بسلام.
وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق يسبب اعتداء قوات الاحتلال عليهم عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة. وكان الشبان أشعلوا عشرات الإطارات المطاطية تضامناً مع مسيرة العودة الكبرى في غزة ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وفي سياق متصل، تظاهر عدد من الفلسطينيين قرب مستوطنة كريات أربع في الخليل ومنعتهم قوات الاحتلال من الاقتراب من المستوطنة.
من جهتها، عرقلت واشنطن مجدداً صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في الاعتداءات الإسرائيلية للمرة الثانية على مسيرات العودة في قطاع غزة.
وطالب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، في تصريح عقب جلسة مجلس الأمن بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. وأشار إلى أن استمرار مجلس الأمن في عدم الاضطلاع بمسؤولياته بمنزلة تشجيع لإسرائيل على المضي قدماً في مذبحتها بحق الشعب الفلسطيني.
بدوره، أدان مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وطالب مجلس الأمن بإجراء تحقيق مستقل وشفاف.
أما أمين سرّ اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات فقد ندّد بموقف واشنطن من اعتداءات الاحتلال ودعا إلى فتح تحقيق دولي فوري في جرائمه.
وقال في بيان: إن «واشنطن تقود حملة تحريض ضد الشعب الفلسطيني دفاعاً عن الاحتلال الاستعماري والمجازر التي يرتكبها، وشعبنا لا يستغرب تصريحات المندوبة الأميركية نيكي هايلي الخرقاء التي أثبتت جدارتها بعدائها له».
وأضاف: إن السلطة الفلسطينية تستغرب «لعب الخارجية الأميركية دور قادة الاحتلال في إعطاء التعليمات حول ما ينبغي على شعبها القيام به، وتباكي الإدارة الأميركية على أطفالنا الذين أُريد لهم أن ينسوا حقهم في العودة إلى ديارهم».
وسأل عريقات عن «السبب الذي يبرر بيان الخارجية الأميركية فيه قتل أطفال فلسطين ويصوّره على أنه إجراء طبيعي يقوم به جيش الاحتلال»، مؤكداً «مواصلة الحراك في المحافل الدولية بما في ذلك تقديم ملفات مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى هذه المحافل».
بدورها أعربت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لعمليات القتل والقمع التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الهبة الجماهيرية الشعبية السلمية.
وجددت الرئاسة الفلسطينية التأكيد ضرورة تحرك المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة جيش الاحتلال الذي يستخدم القتل والقمع لإسكات صوت الحق والعدل الفلسطيني.
ومن جانبه دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كيان الاحتلال إلى عدم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين الفلسطينيين وقالت المتحدثة باسم المكتب أليزابيث ثروسل: «ينبغي عدم استخدام الأسلحة النارية لأن اللجوء غير المبرر لاستخدامها قد يصل إلى مستوى قتل المدنيين عمداً وانتهاك خطر لمعاهدة جنيف الرابعة».
وكان قد توافد آلاف الفلسطينيين الجمعة إلى خيام مسيرة العودة المقامة شرق قطاع غزة قرب السياج الفاصل ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض الأسبوع الماضي، للتعبير عن تمسكهم المطلق بحق العودة إلى أرضهم وبيوتهم التي هجّرهم منها الاحتلال الإسرائيلي.
(الميادين– روسيا اليوم- سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن