سورية

هدنة أسبوع لإيقاف «اقتتال» ميليشيات الشمال.. وترجيحات بفشلها

| وكالات

ترددت أنباء أمس عن هدنة لمدة أسبوع بين تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وميليشيا «جبهة تحرير سورية» في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، لإيقاف حرب الإلغاء الدائرة منذ أسابيع بين الطرفين وسط ترجيحات بأن يكون مصيرها الفشل.
جاء ذلك في وقت أكد تقرير أنه ورغم محاولة «النصرة» تغيير اسمها وطريقة تعاملها في سورية، إلا أنها لم تستطع التغيير من إيدلوجيتها وطريقة تعاطيها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وذكر ما يسمى «اتحاد المبادرات الشعبية» عبر «تلغرام» أمس، بحسب مواقع إلكترونية معارضة، أنه «تم الاتفاق بين الطرفين على هدنة لمدة أسبوع تبدأ من الساعة 12 من ليل الجمعة، حتى الساعة 12 من ليل الجمعة المقبل».
وأوضح أنه خلال فترة وقف إطلاق النار سيتم بحث الملفات العالقة بين «تحرير سورية» و«صقور الشام» من جهة و«هيئة تحرير الشام» الواجهة الجديدة لـ«النصرة» من جهة أخرى.
ووفق المواقع المعارضة فقد «أبدى الطرفان موافقتهما على الهدنة، على أن يتم فيها إطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين».
ونقلت وكالة «إباء» التابعة لـ«النصرة»، عن عضو المكتب الإعلامي لـ«تحرير الشام»، يوسف الحسين، أن الهدنة سيتم فيها بحث مشاكل الساحة بشكل عام، كما يجري إطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وهو ما أبدى جميع الأطراف الموافقة عليه.
واقتتل الطرفان منذ 20 من شباط الماضي، وتكررت محاولات وقف الاقتتال بين الطرفين بوساطات، إلا أن جميعها باءت بالفشل.
وطرحت مجموعة من «المشايخ والعلماء والفعاليات المدنية»، الثلاثاء الماضي، مبادرة تحت اسم «اتحاد المبادرات الشعبية» لوقف الاقتتال.
ودعا «اتحاد المبادرات»، الطرفين إلى الإعلان المتزامن عن وقف الاقتتال بشكل دائم على الفور كمرحلة أولى، ليبدأ بعدها عقد جلسة خلال مدة أقصاها 24 ساعة مع الوفد المنبثق عنها من أجل «وضع حل بعيداً عن السلاح ونزف الدماء وتضييع المقدرات».
وتشهد الاشتباكات بين الطرفين في إدلب هدوءاً حذراً منذ أيام، إلا أنها مستمرة على أشدها في ريف حلب الغربي حتى ساعة إعداد هذه المادة، بحسب المواقع المعارضة.
وشهدت إدلب توتراً كبيراً في الأيام الماضية، إذ عرقلت «تحرير الشام» مفاوضات لوقف حرب الإلغاء، واحتجزت وفدًا من «تحرير سورية» كان في طريقه للاجتماع مع قيادات منها.
ويرى متابعون للتنظيمات الإرهابية في سورية، أن مصير المحاولة الجديدة سيكون الفشل كسابقاتها من المحاولات، لأن كل تنظيم يرمي إلى تصفية الآخر بهدف السيطرة والنفوذ.
في سياق آخر، ورد في تقرير نشرته مواقع إلكترونية معارضه: أنه «على الرغم من محاولتها تغيير اسمها وطريقة تعاملها مع الأوضاع والمتغيرات المتسارعة في سورية، إلا أن هيئة تحرير الشام لم تستطع التغيير من إيدلوجيتها وطريقة تعاطيها في المناطق الخاضعة لسيطرتها».
وأضاف التقرير: لقد «كان نفور الحاضنة الشعبية عنها المثال الأكبر على فشلها في تحقيق ما ترمي إليه من تشكيل ما يسمى الإمارة الإسلامية في بلاد الشام، فلجأت إلى الترهيب ضد المدنيين، والعسكرة والاقتتال مع الفصائل الأخرى بعد شعورها بأن البساط بدأ ينحسب تدريجياً من تحتها، واستمالة الأتراك لباقي الفصائل ومحاصرة الهيئة وتراجع نطاق سيطرتها، ليقتصر على بعض أرياف ريف حلب وحماة ومدينة إدلب المعقل الرئيسي لها».
ولفت التقرير إلى أنها «كغيرها من التنظيمات الجهادية عملت هيئة تحرير الشام على تشكيل ذراع مدنية لها لتولي الشؤون المحلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فكانت «سواعد الخير» هي الاسم المدني للهيئة التي شكلتها العام الماضي».
ونقل التقرير عن نشطاء من إدلب أن «أهالي مدينة إدلب يشتكون من ممارسات مجموعة سواعد الخير، وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة، فيقومون بملاحقة المحال التجارية والمدنيين بحجة تطبيق الشريعة».
وفي السياق ذاته قال عضو إحدى المنظمات المدنية في قلب مدينة إدلب والذي فضل عدم ذكر اسمه وفق المواقع: إن «هيئة تحرير الشام أسست في الصيف الماضي مكتب شؤون المنظمات في الشمال السوري، والتي قالت إنه لتنظيم العمل الإنساني، إلا أنه في الحقيقة وسيلة لفرض الأتاوات والتحكم في جميع المساعدات التي تقدم من المنظمات الإغاثية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن