ثقافة وفن

الإذاعة والتلفزيون تحت القنابل!

| يكتبها: «عين»

لا تخافوا.. عين اللـه تحرسكم!

أثارتني الصحفية الفرنسية أليس بولو في كتابها الوثائقي الشهير «دمشق تحت القنابل»، الذي يوثق صمود مدينة دمشق وأهلها تحت وطأة الاحتلال الفرنسي الذي قصف دمشق أكثر من مرة، ونقل هذا الكتاب إلى اللغة العربية هو من الإبداعات الوطنية الكبيرة للدكتور إحسان الهندي لأن ترجمة هذا النوع من الكتب لا تتم إلا من حريص وواسع الاطلاع ويعشق وطنه ويعتز بتاريخه!
تذكرت هذا الكتاب، وأنا أشاهد مقطعا من مقاطع الفيديو المتعلقة بقصف دمشق بالقذائف الصاروخية قبل أيام، وفي هذا المقطع تسقط القذيفة على مقربة من الاستوديو الزجاجي الذي يُبَثّ منه برنامج صباحي، فقد فوجئت الضيفة والمذيعتان بسقوط القذيفة الصاروخية ودوي صوتها المخيف..
وكما شاهدنا في التسجيل، وشاهد الآخرون على الهواء مباشرة، فقد ساد الرعب داخل الاستوديو لثانيتين فقط، ثم عاد الحديث عاديا بعد حوار قصير عن القذائف، كان بمثابة جسر للعودة إلى الحوار الأصلي!
والمعروف أن مبنى الإذاعة والتلفزيون تعرض في تاريخه إلى عشرات الهجمات من بينها قصفه بالطيران الإسرائيلي عام 1973، وفي ذاكرة التلفزيون تفاصيل الهجمات التي تتم نتيجة للانقلابات التي كانت تحدث في سورية في الخمسينيات والستينيات، ونتيجة الحرب، لكن الهجمات بالقذائف التي شهدتها السنوات السبع الأخيرة كانت متتالية وتركت آثارا كبيرة في نفوس الإعلاميين العاملين فيه.
ويحتوي المبنى المؤلف من خمسة طوابق وملحق لأرشيف الإذاعة والاستماع السياسي، يحتوي على مكاتب الإذاعة والتلفزيون بمختلف قنواتها ومحطاتها العاملة، لكن ذاكرة العاملين والإعلاميين تحتفظ بهذا النوع من الذكريات لما يتركه من أثر في النفس!
قبل أيام اتصلتُ بأصدقائي في مبنى الاذاعة والتلفزيون لأطمئن عليهم بعد توالي أخبار القذائف التي سقطت في محيط ساحة الأمويين، وقت لهم:
لاتخافوا.. عين اللـه تحرسكم.. بس اشتغلوا إعلاماً حلواً وشفافاً!
يا عمي الجمال غير شكل!

بين فترة وأخرى تقدم برامج التلفزيون اختصاصية تغذية على غاية الجمال تتحدث عن صحتنا وعلاقة الجمال بالتغذية، وكلما ذهبت واحدة جاءت أخرى أجمل منها، إلى الدرجة التي أصبحت النساء في البيوت تلخص في الدفاتر نصائح جميلات التغذية في التلفزيون.. أي هه!

إذاعة دمشق
كشفت مراسلة إذاعة دمشق شهيدي عجيب عن متابعة أبناء الغوطة والمناطق الخارجة عن سيطرة الدولة لإذاعة دمشق، وقد طلبت منها إحدى النساء إيصال رسالة باسمها إلى الباقين في الغوطة لأنهم يسمعون الإذاعة باستمرار!
وهذه المعطيات أول مقياس للصدى يتعرف عليه الإعلاميون. ادرسوا هذه الملاحظة جيدا..

قيل وقال
• تجاوز عدد أصدقاء المذيعة الإذاعية عائشة الخراط على الفيس بوك سقف الصداقات في الموقع المذكور، أي 5000، أما مذيعات التلفزيون فياحسرة عدد الأصدقاء بالمئات!!
• اقترح كثيرون أن ينتقل المراسل الحربي جعفر يونس بعد انتهاء معارك الغوطة إلى استوديو الأخبار بحيث يقوم بتقديم التقارير العسكرية ويشرح الخرائط داخل الاستوديو!
• كشفت إذاعة المدينة في حوار مطول مع الدكتور طالب عمران عن أشياء جديدة ومهمة في حياته لم يسلط عليها الضوء من قبل وغالبا ما يقال إن الحوارات الإذاعية هي الأقدر على كشف طبيعة الضيوف وتاريخهم منها في الحوارات التلفزيونية!

سري!
مذيعة تتهم زميلاً لها بسوء النية في تعامله معها، وقيل إن التهمة أخذت معنى التحرش، بينما عرف الزميل بالعفة في هذه المسائل!

باليد
• إلى المذيعتين نور إبراهيم وسلمى عودة:
إن متابعة الحوار رغم سقوط القذيفة الصاروخية في مكان قريب من الاستوديو تدل على رباطة جأش ومهنية تتطلب احترامنا لكما!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن