رياضة

الأخلاق أولاً وأخيراً

| محمود قرقورا

عشنا يومي الخميس والجمعة الفائتين أحداث مباراتين جماهيريتين القاسم المشترك فيهما أهلي حلب كما يحلو لمحبيه مناداته، الأولى بين الاتحاد والجيش في نهائي كأس سلة الرجال، والثانية بين الاتحاد والوحدة برسم قمة مباريات المرحلة الحادية والعشرين من الدوري السوري الممتاز بكرة القدم.
للافت في لقاءي السلة والقدم الشحن غير المبرر لجمهور نادي الاتحاد الذي توعد الوحدة منذ مباراة كأس السلة قبل 24 ساعة، وتأجج ذلك بغليان مرفوض على المدرجات الحمراء رغم التقدم المبكر والقبض على نقاط المباراة والارتقاء المستحق للصدارة، وحري بنا التوقع بأنه لو لم يكن الاتحاد فائزاً لكانت الأجواء ملبدة وأكثر تشنجاً، فتأسفنا على لوحات كرنفالية جميلة رسمها جمهور الاتحاد وشابها الخروج عن النص.
يقول جورج ويا رئيس ليبيريا الحالي وهو الإفريقي الوحيد الفائز بالكرة الذهبية: كرة القدم لم تعد مجرد لعبة بل هي أسلوب حياة، فهل هذه هي الحياة التي نتمناها على مدرجاتنا؟
ويقال إن كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعاً، فهل تنطبق هذه الجملة على قلة جماهيرية كهذه؟
عندما يقول فيرغسون عظيم مدربي اليونايتد التاريخيين: كرة القدم هي الجحيم والنعيم معاً، ويقصد أنها تنقلك بين لحظة وأخرى من خاسر حزين إلى فائز سعيد وفق أبجدية اللعبة التي تتغير من لحظة لأخرى كما حدث معه في نهائي الشامبيونزليغ 1999، ولكن بنوعية من هذه الجماهير الرعناء تنقلنا الكرة من النعيم إلى الجحيم!
ما قام به فاكهة الملاعب انسحب على لاعب الجيش عبد الوهاب الحموي بنهائي كأس السلة عندما صفع لاعب الاتحاد وائل جليلاتي بحركة أقل ما يقال عنها إنها بعيدة كل البعد عن أدبيات الرياضة وأخلاقياتها.
نعلم مسببات واستفزاز جليلاتي المعفى عنه من اتحاد اللعبة، لكن الأعذار مرفوضة جملة وتفصيلاً للحموي، والمرفوض أكثر التحية الخاصة والمميزة من لاعبي وجماهير الجيش للاعب المطرود تقديراً لأدائه الرائع والبطاقة الحمراء التي جعلت فريقه يفتقد جهوده بأحلك الظروف.
فكم كنا نتمنى لو منع المعنيون صعود الحموي للوحة شرف التتويج كي يكون درساً رادعاً لغيره من منطلق أن الأخلاق الرياضية خط أحمر ولا مكان لأي خارج عن أدب الملاعب، وهنا يستحضرني ما حصل مع زين الدين زيدان الذي أهدى فرنسا كأس العالم 1998 بنطحتين خالدتين، ثم هبطت أسهمه وتعرض لسيل جارف من الانتقاد إثر نطحة جعلته خارج المستطيل الأخضر، ولا نعتقد أن جليلاتي تمادى مع الحموي أكثر مما تلفظ ماتيرازي بألفاظ قبيحة بحق زيزو يوم التاسع من تموز 2006.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن