شؤون محلية

نفاقاً للحكومة

محمود الصالح : 

يعتقد البعض أننا يجب أن نشكر يومياً للحكومة حتى نكون مواطنين صالحين ومشاركين في تحمل عبء الأزمة. ولا يجوز أن نشتكي أو نعترض أو نكفر بالفساد أو نشير إلى معاناة ما.
والسبب أن الحكومة تقوم بواجبها على أكمل وجه ولا تأتي بالباطل ممن بين يديها أو تغض الطرف عنه بين أيدي الآخرين وإذا كنا لا نرى من الكأس إلا نصفها الفارغ، كما يتهمنا البعض وكأن الصحيح أن تكون الكأس فارغة والاستثناء أن يكون نصفها ممتلئاً وإذا كنا نعتقد أن مبرر وجود أي مسؤول هو ما يقدمه من عمل وإنجاز وخدمة وهذا هو الشيء الطبيعي والذي لا يستحق عليه حمداً ولا شكوراً الاستثناء أن يخطئ بقصد أو يتهاون في أداء واجبه وهو ما نتحدث عنه دائماً.. صحيح أن البعض من أعضاء الحكومة قدم جهداً استثنائياً وأعطى نتائج استثنائية ولكن الأكيد أن البعض الآخر لم يقدم شيئاً ومبرره في ذلك أننا نعيش الحصار والحرب والدمار وكأن الآخر الذي يعطي لا يعيش كل ذلك.. نحن نعتقد أن من يقم بواجبه بالشكل الطبيعي فهو أمر عادي لا يستحق الثناء ولا الذم ومن يقم بواجبه بشكل استثنائي فهو من يستحق المدح ومن لا يقم بواجبه يستحق النقد والذم.
نريد من الجميع أن يرتقوا إلى مستوى ما يقدمه أي جندي في هذه المعركة من دون أن ينتظر أي مقابل. ونريد أيضاً أن يعرف من ينافق لأخطاء البعض من المسؤولين أنهم لا ينالون احترامهم.
ولكن بكل تأكيد يضعون أنفسهم في خندق المدح الهدام الذي يدفع البعض إلى انتفاخ الذات ورؤية الموبقات على أنها إنجازات.
نريد لكل مسؤول أن يرى أي مدح يريد له نفاقاً وتزلفاً لتحقيق مصالح شخصية والنقد الموضوعي مدماكاً في بناء الوطن.
فالحكومة مطالبة اليوم وقبل أي وقت مضى ببذل الجهود وتكثيفها خدمة للمواطن والوطن والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التهاون بتنفيذ مهامه وواجباته، وسد كل منافذ الوجاهة والفساد وغيره…!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن