ثقافة وفن

معرض الربيع يتفتح بالمواهب في خان أسعد باشا … وزير الثقافة لـ«الوطن»: مواهب جريئة وواعدة وتطلق الفنان للأفكار الخلاقة

| سوسن صيداوي- «ت: طارق السعدوني»

بين الحداثة والقدم هناك صلة وصل، الشباب ينساق دائما ويسير وفق نبض الحياة مسرعا كي يستحوذ ويكتسب كل ما يدور حوله من جديد. وهم أنفسهم القادرون من خلال استيعابهم المدرك للسرعة، إذ يمتلكون القدرة على التواصل وفك الحدود للوصول إلى نواة العالم، فالشباب هم جسر عبور إلى المستقبل. وبالطبع لابدّ أن نقول إن هؤلاء الشباب ماداموا مدعّمين بخبرة أساتذتهم أصحاب الخبرة الأقدم وبخبرة المخضرمين، فلن يُخشى عليهم من الحداثة أو العصرنة. ولأنهم مؤسسون لمرحلة هم عابرون فيها، تمّ برعاية وحضور وزير الثقافة محمد الأحمد افتتاح معرض الربيع السنوي 2018 في خان أسعد باشا بدمشق، الذي أقيم بالتعاون مع مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ومع اتحاد الفنانين التشكيليين، بمشاركة واحد وثمانين فناناً تنوعت أعمالهم بين: التصوير والغرافيك والنحت والخزف والأعمال التركيبية متعددة بين81 لوحة على الشكل التالي: 38 تصوير و27 غرافيك و11 نحت و1 خزف و2 أعمال تركيبية. وللمزيد حول أهمية المعرض وضرورة حركة الشباب الثقافية والعديد من النقاط إليكم التفاصيل..

الخطوات جريئة

تميز المعرض هذا العام بانضمام فنانين شباب جدد، الأمر الذي أضفى عليه صفة التنوع والتجدد بمستوى جيد للأعمال، ينبئ بوجود جيل جديد يتمتع برؤى فنية مختلفة، ولاسيما من ناحية المنحوتات، هذا ما أشار إليه وزير الثقافة محمد الأحمد خلال الافتتاح متابعا «يحمل الفكر الشاب دائما جرأة من نوع مختلف، لأن الفنان الشاب لا يكون مقيدا بهّم معنوي أو أخلاقي أو معرفي، فهو قادر على أن يطلق العنان لمخيلته بغية البحث عن عوالم لا يرتادها عادة المحترف في مجالات أخرى كما في السينما والمسرح، فدائما خطوة المحترف فيها حسابات ليست موجودة في ذهنية الشباب، ولكن حقيقة هذه الخطوات الجريئة التي شاهدتها في المعرض وتعرفت عليها من خلاله، تشي بالكثير من المواهب الواعدة في القادم من الأيام».
وعن الأعمال التي يضمها المعرض تحدث الوزير «هناك لوحات مشغولة بعناية فائقة، وكأن من قدمها رجل اختبرها وأمضى سنوات طويلة في هذا المعترك. نحن دائما نقول إن سورية غنية بمواهبها وشبابها وفنونها وهذا هو سر استهداف سورية، التي تنام فوق سنوات من الحضارة والتاريخ المجيد والإرث الذي يحاولون النيل منه، لأن هذا الإرث نحن نمتلكه وهم لا يمتلكونه، وبالختام أبارك للشباب على هذه اللوحات والمنحوتات وهذا المستوى من الغرافيك المتميز لهذا العام».

المشاركون من فئة عمرية
بدوره أشار مدير الفنون الجميلة الفنان التشكيلي عماد كسحوت إلى أن معرض الربيع السنوي مخصص للفنانين الشباب ممن هم دون سن الخامسة والثلاثين، متابعا «تم اختيار الشباب من هذه الفئة العمرية، بغية تشجيعهم وتحفيزهم وإتاحة المجال أمامهم لإثبات إمكانياتهم، حيث تم تخصيص ثلاث جوائز لكل اختصاص ستوزع في وقت لاحق، كما أحب أن أضيف إن وزارة الثقافة ومن خلال هذه المعارض، تدعم الشباب بكل الإمكانات لإظهار مواهبهم، وذلك لرفد الحركة الفنية التشكيلية السورية».

معرض للشباب
على حين تحدث رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين إحسان العر قائلاً: «نحن نراهن دوماً على جيل الشباب سواء على صعيد الفن التشكيلي أم في مجالات المجتمع كلها، وبالنسبة للفن التشكيلي نحن كاتحاد الفنانين التشكيليين وبالتعاون وبالتشارك مع وزارة الثقافة، نشاهد تجارب جيل الشباب التي تكون دائما واعدة. وأضيف إن الفكرة الأساسية والمهمة في المعرض، هي موضوع الجوائز، التي تم تقديمها بهدف التشجيع، حيث لدينا ثلاث جوائز على نطاق النحت، وثلاث للتصوير، وثلاث للحفر». وعن أهمية ودور الشباب وخاصة في الفن التشكيلي أضاف «بالطبع تجربة الشباب وعلاقتهم بالحداثة نلمسها عندهم أكثر مما نلمسها لدى الجيل القديم، وذلك بسبب اتصالاتهم وتواصلهم عبر الإنترنت على نوافذ الفن الحديث في العالم أكثر من الفن القديم، وهذا لا يعني أننا نستغني عن خبرة الجيل القديم، وفي النتيجة يأتي كل من معرض الخريف ومعرض الربيع كي يقوما بعملية تكاملية بين فن الشباب والفنانين المخضرمين».

تقدم في الغرافيك
من جانبه بيّن د. طلال معلا أن الجهود المبذولة من الشباب ليست بسيئة فهناك تقدم بالغرافيك وتراجع بالتصوير مع عدم ملامسة الواقع، قائلاً: «معرض الربيع هو للشباب، حيث يحتوي الخبرات الشبابية الراغبة بالمشاركة في المشهد التشكيلي السوري، والمعرض يعكس جانباً من حقيقة الوضع التشكيلي- ليس كلّه إنما جزء منه- وألاحظ من مشاهدتي أن هناك تراجعا في التصوير وتقدما في فن الغرافيك والنحت، ومن متابعتي لاحظت أن الموضوعات بعيدة عن ملامسة الواقع، وكأن هناك انفصالاً ما بين الشباب وحياتهم اليومية المحيطة بهم. وأحب أن أركز على نقطة أن الأمر الأساسي في مثل هذه المعارض أننا مستمرون في دعم الشباب سواء في وزارة الثقافة أم المنظمات الحكومية أو أنشطة المجتمع، فالشباب بحاجة دائمة لدعم وأيضا هناك ضرورة للاتصال مع تجاربهم باستمرار، ولابد من أن تطوّر الوزارة آليات التعامل وأن تنتقل من حالة المعارض التي تُجمع فيها الأعمال الفنية إلى معارض تعتمد على ورش متخصصة بأعمال الشباب ويشرف على هذه الورش فنانون مقتدرون وعلى صلة بفنون العالم وما يطرأ عليها من تطورات».

من المشاركة
تحدثت المشاركة أسما الحناوي عن مشاركتها وهي طالبة ماجستير في كلية الفنون الجميلة، وهذه هي مشاركتها الخامسة في معرض الربيع، قائلة: «أنا سعيدة جدا لأنني مشاركة في هذا المعرض، الذي يتيح لنا الفرصة بأن نعرض أعمالنا للجمهور، هذا من جهة ومن جهة أخرى هذا المعرض يمثل الانطلاقة الأولى لأغلب الفنانين الشباب، وبالنسبة للعمل الذي شاركت به، رسمت في لوحتي وجهاً من دون ملامح أو من دون هوية، يصلح لأن يكون وجهاً لأي إنسان، فالوجه أفضل وأصدق تعبير عن المشاعر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن