شؤون محلية

تحرير الفكر

| محمد ركان مصطفى

احتضنت سورية أبناءها من المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة على امتداد البلاد، وسارعت المؤسسات الحكومية لإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمية، وتأهيل المراكز الحكومية، على حين واظب بعض المسؤولين استعراض خطوات الدعم الحكومي المقدم للمهجرين من مراكز إيواء مؤقت ومواد غذائية واستهلاكية.. إلخ.
بدورها، اتجهت وزارة التربية نحو تعويض الفاقد التعليمي من خلال برامج تعليمية مكثفة تتيح للطلاب إدراك أقرانهم ممن سبقوهم في التحصيل العلمي، على حين اقتصرت بعض الجهود الحكومية في مجال التدخل الاجتماعي على ورقة عمل لخطة تنمية بشرية للغوطة الشرقية، تهدف إلى تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين لتمكينهم من معاودة نشاطهم الاجتماعي بشكل اعتيادي في جميع القطاعات ومعالجة الآثار الضارة على التنمية البشرية وتراجع سبل العيش.
المرجح بعد قضاء سنوات في ظل ظلامية الفكر الإرهابي التكفيري أن يتأثر أهالي هذه المناطق به بقصد أو دونه، ناهيك عن عشرات الآلاف من الأطفال الذين ولدوا وترعرعوا في ظل هذا الفكر، ما يرجح إمكانية وجود أحد يتبنى هذه الأفكار والآراء لدرجة إمكانية قيامه بسلوكيات من شأنها أن تعرض حياته وحياة الآخرين للخطر.
كل هذا يضع الحكومة أمام أولوية تأهيل البشر قبل تأهيل الحجر، ويجب عليها إعادة تأهيل الأهالي المحررين من الإرهاب التكفيري اجتماعياً ونفسياً، وتحريرهم من أسر أي أفكار قد تأثر على سلوكهم، والبدء بشكل فوري بتوجيه فرق الإرشاد النفسي الاختصاصية للبدء بالعلاج النفسي الناتج عن السلوكات غير السوية التي عاشوها على مدى أعوام، وتقديم الدعم النفسي اللازم لتسهيل عودتهم والانخراط في المجتمع بما يضمن الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي، واقتراح الحلول والبرامج العلاجية اللازمة في حال تم تشخيص حالات تحتاج إلى معالجة اختصاصية لحمايتهم وحماية المحيطين بهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن