سورية

فريق أممي أمني تعرض لإطلاق نار.. وثبات روسي في مواجهة لجان مسيسة … «الأمان» يؤخر دخول محققي «الكيميائي» إلى دوما

| وكالات

لم يدخل محققو لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر استخدام السلاح الكيميائي أمس إلى مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية بعد تعرض بعثة استطلاع من اللجنة إلى إطلاق نار عند دخولها إلى المدينة.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين وجهت في العاشر من الشهر الجاري دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق من بعثة تقصي الحقائق لزيارة دوما والتحقيق في الادعاءات المتعلقة بحادثة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية فيها.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ التزامات سورية بموجب اتفاق حظر الأسلحة الكيميائية فيصل المقداد الاثنين أنه وبعد وصول الوفد إلى دمشق تم عقد عدة اجتماعات مع الوفد الأممي لمناقشة التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحيادية.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية والمغتربين أمس قوله: «دخلت بعد ظهر أمس (الثلاثاء) بعثة استطلاع تابعة للجنة تقصي الحقائق بشأن استخدام الكيميائي المزعوم في دوما وذلك بناء على طلب اللجنة لتقييم الوضع الأمني وذلك كإجراء معمول به تمهيداً لدخول اللجنة إلى دوما»، على حين نقلت وكالة «رويترز» عن مندوب بريطانيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بيتر ويلسون، قوله: من غير الواضح متى ستتمكن بعثة تقصي الحقائق من دخول دوما بسلام.
وأضاف ويلسون للصحفيين: إن مدير عام المنظمة أحمد أوزومجو قال: إن سفر فريق المفتشين تأجل بعد أن اضطر الفريق الأمني التابع للأمم المتحدة، الذي كان يقوم بمهمة استطلاعية قبل وصول المفتشين، للانسحاب من دوما في أعقاب تعرضه لإطلاق نار.
وفي وقت سابق نقلت «رويترز» أيضاً عن مصدر دبلوماسي لم تسمه أن أوزومجو قال: إن حشداً كبيراً تجمع عندما وصل فريق الأمم المتحدة الأمني إلى المدينة (دوما) يوم الثلاثاء، وعندما توجه الفريق لفحص موقع، تعرض لإطلاق نار وقصف خفيف وانسحب، ، لافتاً إلى أن تفاصيل إطلاق النار لم تتضح لكن المفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أجلوا زيارتهم التي كانت مقررة يوم الأربعاء. وأضاف المصدر: إن بعثة تقصي الحقائق لن تتمكن من الانطلاق حتى يعطيها الفريق الأمني الضوء الأخضر.
وفي وقت لاحق أمس، نقلت «رويترز» عن مدير ما يسمى «الخوذ البيضاء» المرتبطة بـ«جبهة النصرة» الإرهابية رائد الصالح قوله: «زودنا لجنة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية بكل المعلومات الموجودة عندنا فيما يتعلق بالهجوم الكيماوي»، بما يشمل مكان دفن الضحايا، وفق الوكالة.
ولم يعثر مندوب قناة «ون أميركا نيوز نتوورك» الأميركية بيرسون شارب خلال تفقده موقع الهجوم الكيميائي المزعوم، على آثار أي هجوم كيميائي.
وأكد شارب أول من أمس أن السكان المحليين الذين التقاهم لم يسمعوا ولم يروا شيئاً عن هذا الحادث، ناقلاً عن الطبيب الذي تواجد في مستشفى المدينة في يوم الهجوم الكيميائي المزعوم أن مجموعة المجهولين اقتحمت المستشفى في السابع من نيسان، معلنة عن هجوم كيميائي. وأقبل هؤلاء على صب الماء على أشخاص أحضروهم إلى المستشفى، مصورين كل شيء بواسطة آلة التصوير الفيديو، ثم غادروا المستشفى.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري شدد خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أول من أمس على أن الحكومة السورية سهلت كل الإجراءات اللازمة لوصول بعثة تقصي الحقائق إلى سورية.
واجتمع المجلس للمرة السادسة خلال تسعة أيام بشأن سورية وسط مواجهة بين روسيا والقوى الغربية حول هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما دفع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى شن عدوان على سورية فجر السبت.
وبعدما انتهى التحقيق في تشرين الثاني الماضي، عندما رفضت روسيا ثلاث محاولات من المجلس لتجديد تفويض التحقيق المشترك بسبب ما قدمه من تقارير وصفتها بـ«المعيبة» و«تفتقر للموضوعية»، عادت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لتوزيع مشروع قرار يوم السبت بزعم إجراء تحقيق مستقل جديد لتحديد المسؤول عن الهجمات بغاز سام في سورية.
وأجريت محادثات أولية حول النص يوم الاثنين، لكن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قطع الطريق على المحاولة الثلاثية خلال جلسة الثلاثاء، وقال: إن «فكرة إنشاء آلية لتحديد المسؤولية عن استخدام أسلحة كيميائية لم تعد ذات جدوى في وقت قررت فيه واشنطن وحلفاؤها بالفعل من هو الجاني ويتصرفون فعلياً كجلادين عينوا أنفسهم بأنفسهم».
في المقابل انتقدت نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كيلي كوري أمام المجلس طلب روسيا تقديم إفادة أمام المجلس بشأن مدينة الرقة ومخيم الركبان للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق واعتبرها «لتحويل الأنظار» عن «الكيميائي».
سبق ذلك اتصال الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان هاتفياً يوم الثلاثاء، وقال روحاني حسبما نقلت «رويترز» عن وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء: «حينما لا يثبت شيء ولا يعلن مفتشو الأسلحة الكيميائية رسمياً نتائج بحثهم فإنه يجب عدم السماح لأي بلد بالقيام بعمل عسكري».
في الأثناء أكدت مصادر أهلية أمس قيام الجيش السوري بتفجير نفق في القابون قرب الطريق الدولي دمشق حمص كان الإرهابيون قد أعدوه مسبقاً أثناء وجودهم داخل الغوطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن