سورية

ذوو العقيد حسان الشيخ لـ«الوطن»: كلنا ثقة بأن حق فقيدنا لن يضيع

اللاذقية – عبير سمير محمود : 

لم يعد خافياً على أحد قصة مقتل العقيد حسان الشيخ بعد انقضاء يومين على إجازته بين أهله في قرية بسنادا باللاذقية فلم يكن أحد يتوقع أن تنتهي حياة العقيد على يد ابن بلده كما تقول والدته أم كمال بعد أن كانت تدعو ربها ليحميه من غدر الإرهابيين في المحافظات الأخرى التي يضربها الإرهاب.
ولمعرفة تفاصيل الحادثة التقت «الوطن» – بعد تقديمها العزاء لعائلة الشهيد – بناصر وهو أخو الشهيد الذي كان برفقته لحظة وقوع الحادث ليحكي لـ«الوطن» ما جرى قائلاً: كنت معه برفقة ولديه «تيم وتالة» حيث كنا مساء الخميس نحو السابعة والنصف مساء على طريق الشاطئ بعد مفرق أفاميا بـ20 متراً «والطريق مزدحم جداً وإذ بسيارة تويوتا تسمى (فرخ الهمر) أطلقت (زمور) بطريقة مرعبة لأن أخي لم يستطع إفساح المجال لها بالمرور فالطريق مزدحم بالسيارات.
وأضاف: السيارة تجاوزتنا بطريقة جنونية ووقفت أمامنا بشكل مفاجئ لكي نصطدم بها من الخلف ولكن أخي توقف على الفور فلم يتحقق ما يريده صاحب السيارة قبل أن نعرف بأنه سليمان الأسد، واعتقدنا أن الأمر قد انتهى هنا ليعود بعد نحو 50 متراً ليوقف سيارته أمامنا بشكل مائل ويضطرنا للتوقف وهنا ترجل أخي من السيارة واتجه ليكلم السائق ويعرفه بنفسه بأنه ضابط عقيد في الجيش العربي السوري لكن سليمان انهال بالشتائم على أخي وعلى الجيش بكلمات نابية وبنفس الوقت سحب كلاشنكوف روسية وهو جالس ورمى أخي بين 5 إلى 6 طلقات من الرصاص وهرب فوراً، ما أدى إلى أن يفارق أخي فوراً الحياة وهو على الأرض وكرد فعل رحت أضرب قدمي بالسيارة حتى كسرت».
وتابع: «لقد ادعيت باسمي ناصر محمود الشيخ كادعاء شخصي ضد سليمان الأسد لدى الشرطة العسكرية والمحكمة العسكرية، وأقول من خلال «الوطن»: «إذا دم أخي بيخلصنا من هالشرذمات والمظاهر المسلحة اللي بتقتل الناس عالطرقات رح كون سعيد».
وأضاف: «الناس الذين نزلوا أول من أمس إلى الشارع – خلال اعتصام أهالي اللاذقية للمطالبة بمحاكمة القاتل سليمان – ليؤكدوا بأن الفقيد هو فقيد الوطن كله مطالبين بمحاكمة القاتل سليمان الأسد هم أكبر دليل على أن المواطنين كلهم بحاجة للشعور بالأمان فلا أحد يريد أن تتكرر هذه الحوادث خاصة مع ضباط يدافعون عن البلد التي لا بد سترتاح من شرور هكذا أفراد لا يعبرون إلا عن أنفسهم والوطن وجيشه أكبر منهم جميعاً».
من جانبها أكدت زوجة الفقيد المهندسة ميساء غانم في تصريح لـ«الوطن»، بأنها «تلقت وعداً من السيد الرئيس بشار الأسد بمحاسبة الفاعل أياً كان»، مضيفة: «وصلتنا وعود من السيد الرئيس بشار الأسد من خلال الوفود الرسمية التي تعزينا يومياً ولدي ثقة بالسيد الرئيس فطالما الموضوع صار باهتمامه شخصياً فحقنا لن يضيع».
كما التقت «الوطن» بابنة الشهيد أليسار وهي طالبة بكالوريا لتقول لـ«الوطن»: إنه «حين ذهب والدي مع إخوتي وعمي إلى البحر كنت مع أصدقائي حيث كان اليوم الأخير في امتحان الدورة التكميلية وقررنا التنزه وعند المساء بدأ أهلي وبعض المقربين بالاتصال بي لأعود إلى المنزل فوراً دون أن يقول لي أحد لماذا؟.. لأعود برفقة أصدقائي الذين علموا بأن والدي قتل».
وأضافت بأنهم «لم يستطيعوا إخباري مباشرة وحين وصولي للمنزل لم أصدق والناس تقول إن أبي مات!.. اعتقدتهم يقولون إن والدك مات من الخوف عليك وأنت خارج المنزل!!.. فلم أستوعب أنه مات أي فارق الحياة!.. لأصاب بحالة جنونية ولم أعرف ما حدث وقتها. علماً أن والدي لم يكن قد مضى على إجازته سوى يومين وكان سعيداً بنجاحي وتفوقي بالبكالوريا بمجموع 228.5 علامة ولكنه نصحني بالتكميلية لأحقق حلمي بدخول كلية الطب وهذا ما أتمنى تحقيقه وبالنسبة للمجرم الذي أنهى حياة والدي أقول له بأن اللـه شايف كل شي وعندي ثقة بأن حق والدي لن يضيع ودمه لن يذهب هدراً».
كما قدّم محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم واجب العزاء لعائلة الفقيد وكمتحدث باسم الرئيس، قال لوالدة العقيد حسان وزوجته إن «حق فقيدهم لن يضيع طالما العرش الإلهي موجود والسيد الرئيس موجود»، واعداً والدته بأنه «سيعود إليها ليخبرها بأن مطلبها بمحاكمة القاتل قد تحقق، لتقاطعه «أم كمال» والدة الفقيد وتقول له حرفياً «قول للسيد الرئيس بتقلك أم كمال إنه ابنها الشهيد فداك وفدا الوطن يا رئيسنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن