سورية

سميث سخر من تقديرات أوباما للقضاء على داعش…بروفيسور أميركي: واشنطن تعد نفسها لبقاء النظام في سورية والحل سيكون «قريباً»

رأى البروفيسور الأميركي في القانون الدولي فرانكلين لامب، أن هناك «تغييراً رئيسياً» في الموقف الغربي حيال سورية، لافتاً إلى أن البيت الأبيض حالياً يعد نفسه لبقاء النظام، ومعتبراً أن «الحل قد يكون نهاية العام الجاري»، في حين سخر الصحفي في موقع «فرونت لاين» الأميركي مارتن سميث من حديث الرئيس باراك أوباما عن الحاجة إلى ثلاث سنوات للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، معتبراً أن أوباما «لا يعلم وهذا أفضل تخمين له».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال لامب رداً على سؤال: إذا ما كان تصريح وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند حول عدم سعي الغرب إلى إسقاط النظام في سورية يؤشر إلى «تحول»، قال: «هناك تغيير رئيسي في الموقف الغربي حيال سورية… من الأيام الأولى للأزمة، قال أوباما إن النظام في دمشق سيسقط خلال أيام وليس أسابيع، وهذا كان في أواخر آذار وبداية نيسان من عام 2011. والآن نرى ما يحصل».
ولفت لامب إلى أن البيت الأبيض «يعد نفسه لبقاء النظام لعدد من الأسباب، ليس فقط بسبب داعش، فجزء منها (الأسباب) هو خطأ في حسابات الغرب». وأضاف: «لم ندرك في الغرب أن الحكومة (السورية) لديها هذا الدعم الشعبي، واعتقد أننا فكرنا أن بإمكاننا تكرار ما قمنا به في ليبيا في سورية مجدداً، كما أننا لم نحسب قوة حلفاء دمشق. (الرئيس) بشار الأسد محظوظ لأن لديه شعباً ماهراً وأصدقاء جيدين جداً».
وأعرب لامب عن اعتقاده «أننا والجميع بحاجة إلى تسوية، والغرب أجرى بعض الحسابات الخاطئة حيال سورية». وأضاف: «أعتقد أن الباب أصبح مفتوحاً أمام اتفاق بشأن سورية بعد الاتفاق النووي الإيراني، وصمود سورية في مواجهة الحملة ضدها، سواء الحكومة أم الشعب.. وحقيقة أنا أركز على دور الشعب. كيف استطاع الشعب التعامل مع هذه الحملة..!».
ورأى البروفيسور الأميركي، أن الحل في سورية سيكون «قريباً، وليس كما يعتقد معظم الناس أن الأزمة ستستمر أكثر من عشر سنوات، لأن الأمور فاضت عن الحد». وأضاف: «أعتقد أن الحل قد يكون نهاية العام الجاري»، وتابع: «فبعد الاتفاق النووي ومقاومة الحكومة والشعب السوري الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» قال سميث: «لقد وجدت دمشق هادئة، ولكن في الولايات المتحدة لدينا رؤية محدودة عما يجري في سورية، فالقليل من الصحفيين كانت لديهم الفرصة ليأتوا، ويقضوا بعض الوقت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة (السورية)».
ولفت الصحفي في موقع «فرونت لاين» الأميركي إلى أن «معظم الصور عن سورية تأتي من الطرف الآخر وتظهر أناساً يعانون والعديد من المباني المدمرة، وهجمات بالطيران الحربي وبالمروحيات، ولاجئين منتشرين في كل من لبنان وتركيا والأردن، وهذه هي الصور التي تظهر لدى المواطنين في الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنه موجود في دمشق «لأرى الصورة من سورية الأخرى» (المغيبة عن الإعلام الأميركي).
ورأى سميث، أن الحرب في سورية «ستنتهي، لكن لا نعرف كيف ومتى، وداعش قد يواصل سيطرته على جزء من البلاد في الشمال لسنوات».
وسخر سميث من حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الحاجة إلى ثلاث سنوات للقضاء على تنظيم داعش، وقال: «هو لا يعلم.. هذا أفضل تخمين له».
وأعرب سميث عن اعتقاده أن داعش «يأتي من أفكار معينة، كانت موجودة قبل الحادي عشر من أيلول عام 2001، أقصد الفكر السلفي. وحتى يعدل هذا الفكر بطريقة ما، أو يقرر أن يلقي سلاحه سيكون لدينا هذه المشكلة لمواجهته».
وأضاف: «بإمكانك قتل البغدادي وكل قادة التنظيم، لكن الجوهر في هذا التنظيم هو إيديولوجيته، وإذا لم يتم القضاء عليها، فلن نستطيع التخلص من داعش..». وتابع: «بالإمكان القضاء على داعش والقاعدة، لكن الإيديولوجية ستظهر مع تنظيم آخر». وأوضح سميث أنه «هناك الكثير من الأمل فيما يتعلق بتأثير الاتفاق النووي الإيراني على سورية، لكن هناك الكثير من الانتقادات، وسيكون هناك جدل لسنوات، فيما إذا كانت الصفقة قد أنتجت نتائج جيدة أو سيئة، السعوديون مستاؤون، وكذلك الجمهوريون في الولايات المتحدة وفي إسرائيل أيضاً مستاؤون». وأعرب سميث عن اعتقاده أن «الأشهر المقبلة ستشهد مفاوضات خلفية حيث سيستدعي الرئيس أوباما عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ من أجل تأمين أصوات تسمح بتمرير الاتفاق النووي وتمنع الجمهوريين من توفير أكثر من 60 صوتاً في المجلس (من أصل 100) للتغلب على فيتو الرئيس»، مشيراً إلى أن «هذا الأسلوب معروف في الولايات المتحدة باسم (Healing and Dealing) واعتقد أن الرئيس لديه فرصة لتمرير الاتفاق».
وأشار سميث إلى الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش، لكنه تساءل: إذا كان بالإمكان الحصول على تعاون دول الخليج وتركيا لتقوية هذا التحالف.
وبشأن فرص نجاح مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل تحالف دولي إقليمي يضم كل دول المنطقة بما في ذلك سورية «السعودية والأردن وتركيا»، اعتبر سميث أن «المسألة معقدة جداً، فهناك الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، وهناك أيضاً قضايا خلافية أخرى على الطاولة بين الولايات المتحدة وروسيا كالأزمة الأوكرانية، والتي تتوضع في وسط كل هذا». وأضاف: «لذلك هناك الكثير من المصالح التي يجب أن تسوى فيما بينهما قبل التوصل إلى اتفاق».
وأشار سميث إلى أنه في الوقت الراهن، «معظم جهود أميركا ضد داعش لا تزال متركزة على العراق حيث استثمرت الولايات المتحدة الكثير من الدماء والأموال، أما في سورية فمن الصعب على واشنطن أن تجد شركاء موثوقين (لتساعدهم في قتال داعش).. وهذا مشكلة».
وبشأن إذا ما كان يمكن للائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن أن يتعاون مع الجيش العربي السوري ضد داعش، أجاب سميث قائلاً: من الصعب حصول ذلك.. لأن الرئيس (أوباما) أعلن موقفاً و(وزير الخارجية جون) كيري كرره. وبالتالي لن يكون هناك تعاون، بين سورية والولايات المتحدة، على الأقل بشكل معلن، حتى يرحل (الرئيس بشار) الأسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن