عربي ودولي

العالم يدفع للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.. وترامب يسعى للتخريب

في وقت تجهد مختلف الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني، باستثناء الولايات المتحدة، للحفاظ على هذا الاتفاق والدعوة لتنفيذ بنوده بدقة وموضوعية، لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى بكل الوسائل إلى هدم الاتفاق والتنصل من الالتزام بتنفيذه، أو على أقل تقدير «تعديله» وفق الرؤية الأميركية، والتي لا تتناسب والتزامات كافة الدول الموقعة على الاتفاق.
وفي هذا السياق اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون على «مواصلة تنفيذ بنود الاتفاق النووي حول إيران».
وأفاد المركز الصحفي للكرملين، بأن بوتين وماكرون أعلنا ضرورة «مواصلة تنفيذ خطة العمل الشامل المشترك حول البرنامج النووي الإيراني، والتي تعد عاملا هاما لضمان الأمن الدولي». بدوره، دعا الرئيس الفرنسي، واشنطن إلى البقاء ضمن الاتفاق النووي مع إيران. وقال إن بلاده لا تملك خطة بديلة وإن الولايات المتحدة يجب أن تظل ضمن الاتفاق ما لم يكن هناك خيار أفضل. كما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا والصين، ستتصديان لمحاولة إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا تأييد موسكو وبكين لهذا الاتفاق وضرورة الحفاظ عليه.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني، وانغ يي، في بكين: «نحن أمضينا ساعات في بحث الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة، بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وأكدنا على أنه من الضروري الحفاظ على الاتفاقات، التي وردت في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231». وأكد وزير الخارجية الروسي أن موقفي موسكو وبكين «ضد أي محاولة لإعادة النظر في هذه الاتفاقات»، معتبرا أن «هذه المحاولات ستؤدي إلى نتائج عكسية، بعد جهود دولية دامت سنوات طويلة، وسنتصدى لها».
وفي سياق متصل صرح الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن روسيا تساند باستمرار الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أن لا بديل عنه. وكان ترامب قد أمهل حلفاءه الأوروبيين حتى يوم 12 أيار القادم «لإصلاح» الاتفاق النووي الموقع مع طهران في 2015، يتم بموجبه رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي. بدوره قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم الانسحاب منه.
وكتب ظريف على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس: «الرئيس ماكرون محق بخصوص عدم وجود خطة «ب»، إما كل شيء أو لا شيء. على الزعماء الأوروبيين تشجيع ترامب ليس فقط على البقاء ضمن الاتفاق ولكن على البدء في تنفيذ جانبه من الاتفاق بنية صادقة وهو الأهم».
إلى ذلك دعت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني إلى الالتزام به وعدم التخلي عنه. ونقلت وكالة رويترز عن ناكاميتسو قولها في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة عن حظر الانتشار النووي في جنيف أمس «نأمل أن يظل جميع المشاركين في هذا الاتفاق ملتزمين بتنفيذه والإبقاء عليه على المدى الطويل». كما قال مبعوث الاتحاد الأوروبي لشؤون نزع الأسلحة ياتسيك بيليتسا إن الاتفاق عزز النظام الدولي لمنع الانتشار النووي وأسهم في الأمن الإقليمي والدولي وضمن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي».
وقال كورنيل فيروتا، وهو مسؤول كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الاتفاق حسن بشكل كبير القدرة على مراقبة البرنامج النووي لإيران.
لكن المبعوث الأمريكي لشؤون منع الانتشار النووي كريستوفر فورد قال إن إيران شكلت تحديا حقيقيا جدا وبعيد المدى لنظام منع الانتشار النووي.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن