سورية

«بروكسل» ودي ميستورا طالبا بالعودة إلى «جنيف».. و«السبع» اشترطت «انتقالاً سياسياً» للمشاركة في الإعمار … الغرب يصر على عدم الاستماع إلى دمشق وموسكو حول الحل السياسي

| الوطن– وكالات

في تجاهل لمواقف دمشق وموسكو حول حل الأزمة السورية، دعا الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا للعودة إلى محادثات «جنيف»، على حين اشترطت مجموعة السبع الكبرى «انتقالاً سياسياً» للمساهمة في إعادة الإعمار.
موقف دمشق من حل الأزمة بلوره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، في 18 الجاري، بتشديده على أن «موضوع الدستور السوري هو موضوع سيادي ولا يمكن أن نسمح للخارج أن يتلاعب به، ولذلك حتى اليوم لم تشكل اللجنة الدستورية ولن تشكل إلا بإرادة الدولة السورية»، متسائلاً عن مستقبل محادثات جنيف بعد العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي على سورية في 14 الجاري.
كما أن «الوطن» سبق أن نقلت في 22 الجاري عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو أن روسيا أكدت لدي ميستورا عندما زارها يوم الجمعة الماضي أن مسار سوتشي يبقى هو الأفضل الآن لمقاربة أي حل سياسي مرتقب في سورية. ورجح المصدر حينها، أن يعقد مؤتمر حوار وطني ثان باسم «سوتشي ٢» يضع الأسس للجنة مناقشة الدستورية وفقاً لما صوت عليه مختلف مكونات الشعب السوري على أن يتوج كل ذلك في جنيف في وقت لاحق وبعد موافقة الدولة السورية. كل المواقف السابقة تجاهلها مؤتمر ما يسمى «دعم مستقبل سورية والمنطقة» الذي انطلق أمس في بروكسل.
ووفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، قالت المفوضة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: إن «سورية ليست لعبة سياسية​​​.. وعلى السوريين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم».
وأضافت موغيريني في مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية: إن «الحل السياسي والمفاوضات هما الطريق الوحيد للخروج من الأزمة في سورية»، مشيرة إلى ضرورة استئناف محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثامن، في إشارة إلى محادثات جنيف. من جهته قال دي ميستورا: «نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، لم تؤد المكاسب العسكرية والتقدم على الأرض والتصعيد العسكري لحل سياسي ولم تجلب أي تغيير، بل ما حدث هو العكس تماماً»، دون توجيه أي انتقاد للعدوان الثلاثي على سورية.
ويعقد المؤتمر للعام الثالث على التوالي بمشاركة 80 وفداً من الدول والمنظمات العالمية، على أن ينتهي اليوم، وسبق أن أقيم في العاصمة البريطانية لندن عام 2016 وفي بروكسل العام الماضي. وبحسب وكالة «رويترز»، يختتم المؤتمر اليوم، على حين كشف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك أن الأمم المتحدة تسعى إلى جمع 3.5 مليارات دولار لتقديم المساعدات للسوريين، من خلال هذا المؤتمر الذي تغيب عنه الدولة السورية. ومن مدينة تورونتو الكندية، واصل الغرب مساعيه لاستثمار العدوان الثلاثي، فبعدما أكدوا دعمهم لهذا العدوان اشترط وزراء خارجية مجموعة السبع الكبرى «تنفيذ انتقال سياسي موثوق به» للمساعدة في إعادة إعمار سورية.
وفي البيان الختامي لاجتماعهم في تورونتو أشار الوزراء أمس إلى أنه «في ضوء هذا الوضع الإنساني المروع واستمرار العنف في سورية، ندعو إلى التنفيذ الفوري والكامل لوقف إطلاق النار، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2401»، علماً أن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في أواخر شباط الماضي حددت مدته بشهر واحد فقط.
وسبق لممثل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، يعقوب كيرن، أن أعلن أمس في مؤتمر بروكسل أن إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في سورية ستتطلب من 200-300 مليار دولار على الأقل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن