سورية

صحفيون من 20 دولة يدعون إلى نبذ كل تعصب عن الإعلام وإفساح المجال للثقافات بالتعبير عن نفسها … روسيا تعرض القرم أنموذجاً لشراكة الحضارات

| يالطا – أنس وهيب الكردي

بمشاركة صحفيين وباحثين من أكثر من عشرين دولة انعقد في مدنية يالطا الروسية المنتدى الرابع للصحفيين من العالم الإسلامي، بهدف التباحث حول سبل إرساء شراكة بين الحضارات ودور الإعلام في تعزيزها والترويج البناء لها.
افتتح المنتدى، الذي نظمته «مجموعة الرؤية الإستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي»، بكلمة رئيس جمهورية القرم سيرغي فاليرييفيتش، ألقاها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الدولة ريما أطلاسوفنا، شدد فيها على التطور الكبير الذي شهدته المنطقة بعد انضمامها إلى روسيا عام 2014، مفنداً المزاعم في الإعلام الغربي عن وجود تململ بين السكان.
ولفت إلى الانتهاء من بناء مطار جديد في عاصمة القرم سيمفروبل خلال زمن قياسي لا يتعدى السنتين، وقرب الانتهاء من بناء الجسر العملاق الواصل ما بين روسيا وشبه الجزيرة الذي من المقرر أن يفتتح بعد نحو العام. وحذر من تصعيد التوتر في العالم في إشارة إلى القلق الذي عاشه العالم من حرب نووية إبان الضربة الثلاثية على سورية. وشدد على أن روسيا والعالم الإسلامي قطبان جديدان هامان في الحضارة العالمية.
وأكد مسؤولون من الجمهورية، التي تعتبرها أوكرانيا جزءاً من أراضيها رافضة نتائج انتخابات تقرير المصير التي شهدتها قبل نحو 4 سنوات، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم بناء الجامع الكبير في شبه الجزيرة الذي من المقرر أن يفتتح في شهر نيسان من العام 2019 المقبل، لافتين إلى جهود الحكومة الروسية في إنعاش الحضارة التتارية في القرم، وإسدالها الحماية على الآثار الإسلامية داخل شبه الجزيرة.
بدوره، أوضح منسق المجموعة فينيامين بوبوف لـ«الوطن»، أن ربيع العام 2018 الجاري شهد مرحلة دراماتيكية لأن العالم اقترب من حافة حرب نووية معيداً إلى الأذهان أزمة الصواريخ الكوبية. وإذ خص العالم العربي بدعوة إلى تطوير التعاون مع روسيا، أشار إلى استعداد موسكو للوقوف مع الدول العربية من دون شروط. واتفق المتحدثون الروس وبينهم سفير المهام الخاصة لدى وزارة الخارجية الروسية شافالوف كونستانتين، على تشبيه القرم بلولؤة البحر الأسود مشيدين بالتسامح الذي تشهده الجمهورية.
ودعا المشاركون الذين أتوا من روسيا، مصر، لبنان، أوزبكستان، الكويت، السعودية، سورية، أندونيسيا، بنغلاديش، تركيا، ألبانيا، وغيرها، إلى تحويل الإعلام إلى صلة وصل بين الحضارات، عبر تكريس أجواء إيجابية واستبعاد كل فكر تعصبي، وإفساح وسائل الإعلام المجال أمام كل شعب ليعبر عن ثقافته كما يرغب.
واعتبروا أن الشراكة ما بين الحضارات ضرورة بقاء في مواجهة المرحلة الحالية التي تشهد تراجع هيمنة الغرب على المنظومة الدولية والذي قد يرد باستنزاف خصومه عبر التوترات وصراع الحضارات. وأدان عدد من المتحدثين افتعال الغرب كيماوي دوما وتلفيقه أنباء كاذبة بهذا الخصوص كما أدانوا الضربة الثلاثية على سورية. وجرى خلال المنتدى منح الباحث سهيل فرح جائزة يفغيني بريماكوف الدولية عن مساهمته في كتابة كتاب حضارة روسيا. كما استعرض المنظمون النسخة العربية للموقع الإلكتروني للمجموعة مؤكدين أنه يسعى للربط بين الحضارة الروسية والحضارة العربية المشرقية، وأنه يتبنى رسالة تنويرية تثقيفية روسية نحو العالم العربي الضعيف حضاريا نتيجة اختطافه من قبل ديكتاتورية العنف الداخلي التكفيري أو ديكتاتورية السيطرة الخارجية.
وتأسست المجموعة عام 2006 التي قادها في حينه الرئيس الروسي، ثم تولى رئاستها بريماكوف تلاها رئيس جمهورية تتارستان منيوف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن