الأخبار البارزةثقافة وفن

مقارنتي بتيم حسن ويوسف الخال غير عادلة…أيمن عبد السلام لـ«الوطن»: لست قادراً على تقييم مسيرة فنية ما زلت أتلمس بداياتها

 وائل العدس : 

للعام الثاني على التوالي، يثبت أيمن عبد السلام كفاءته كأحد أهم المواهب الشابة في سورية والوطن العربي، هكذا وضع قدماً في طريق النجومية.
اكتفى بعمل واحد خلال رمضان، وارتأى تفضيل النوع على الكم، فقدّم شخصية لافتة في المسلسل العربي «تشيللو» إلى جانب عدد كبير من النجوم.
برز في دراسته وتفوق على زملاء دفعته في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت انطلاقته سريعة بمشاركته بستة أعمال دفعة واحدة في أول عام له أمام الكاميرا، وحصل حينها على لقب أفضل وجه جديد على مستوى الوطن العربي من جريدتي (دار الخليج) و(بيروت اليوم).
«الوطن» التقت عبد السلام وكان لها الحوار التالي:

ظهرت خلال شهر رمضان بمسلسل «تشيللو»، برأيك هل نجحت بخطف الأنظار من تيم حسن ويوسف الخال؟
هدفي ليس المنافسة مع الممثلين في المسلسل الواحد، فقد تعلمت أن أسعى لأكون الأكثر تعاوناً في أي مسلسل أشارك به، ومسألة التميز تأتي بصورة لاحقة إن قُدّر لهذا الممثل أو لزميله أن تكون له، فالأهم من التنافس هو التعاون وفيما بعد يحدد الجمهور المتلقي هذه المسألة وهي توفيق من الله، ولكن أن تقارني بنجوم قطعوا مسافة ووقتاً ليس بالقليل في الدراما عموماً، فلا أعتقد أن الأمر عادل مطلقاً، فخطف الأضواء لا أراه دقيقاً هنا، ولربما التعبير الأسلم هو تميز في أداء شخصيّة «بلال» في المسلسل فقط، فكان لي حضوري الخاص الذي اعتمد على الاجتهاد في تقديم الشخصيّة بصورة مناسبة والتعاون مع الممثلين في الأداء جميعاً.

بعد خمس سنوات من التخرج، هل تعتقد أنك نلت الفرصة المستحقة في «تشيللو»، وهل لبى طموحك، وماذا بعد ذلك؟
أعتقد أنها فرصة مميزة لي لأنها قدمتني بالشكل الصحيح، وهذا ما كنت أرجوه من لحظة التخرج، أي أن تكون هناك فرصة حقيقية تسلط الضوء على أدواتي كممثل وعلى حبي لهذه المهنة كما أريد، وفي الحقيقة تعدّ هي الفرصة الثانية بعد شخصيّة «رضوان» في مسلسل «ضبوا الشناتي» للمخرج الليث حجو والكاتب ممدوح حمادة، ولكن هذه السنة كانت مساحتي أكبر والشخصية فيها فاعلة أكثر فهو عنصر رابط بين النجوم الثلاثة الرئيسيين إضافة لخطه الخاص، وأشكر المخرج سامر البرقاوي لأنه قدمني بهذه الصورة فهو ينظر للأمور بصورة دقيقة ويمنح كل شخصية الاهتمام الكافي.
اعتاد الجمهور عليك بالكاركتر الكوميدي بأكثر من عمل، كيف كسرت القاعدة بدور جاد؟
صحيح لبسني الكاركتر الكوميدي كثيراً حتى أيام دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن كان لدي هاجس التحدي لأداء أي شخصية خارج هذا الإطار الكوميدي، فأنا لا أريد التأطير فقط بهذا المجال، لذلك كنت أتدرب على شخصيات تاريخية وأبذل كثيراً من وقتي وجهدي للمسرح وشخصياته الأصعب، فالتنوع والغنى في تقديم أي كاركتر هو هدفي. فمنذ سنوات وأنا أحارب هذه الفكرة، وأعتقد أنني نجحت.

كيف نجحت ببث الروح في شخصية «بلال»؟
أولاً بعد قراءة النص جيداً سعيت لدراسة شخصية المحامي النفسية والداخلية ونظرة الناس له وكيف يتعاملون معه، وثانياً بحثت عن هذه الشخصية في الواقع والمجتمع الحالي، ومزجت كل الصفات التي وصلت إليها مع شخصيّة «بلال» الإنسان العادي الذي يحيا حياته الطبيعية بغض النظر عن المهنة التي تخصّه، وهكذا درست إيقاع «بلال» بين حياته الخاصة والعلاقة مع أبطال المسلسل فكان أن وصلت لمجموعة من الصفات المتضادة والمتقاربة وهذا الأمر صعب جداً لكنه جعلني أشعر بالتحدي، وحفزني أكثر فأنا على رغبة بأن أقدم شخصية أستمتع في تأديتها وهكذا كانت حكايتي مع بلال.
ألا تعتبر أن الاعتذار عن ثمانية أعمال كرمى عيون «تشيللو» نوع من المخاطرة وربما الجنون، وهل نادم على ذلك؟
لا أعتقد أن ذلك مخاطرة أبداً، فرغبتي في تقديم شيء مختلف هو ما قادني لتكريس كامل وقتي للالتزام بتشيللو قرابة خمسة أشهر وهي تضحية فعلاً بأن تبقى على عمل خلال موسم كامل لكنني أرجأت الموضوع لنوعية ما سأقدمه وما سأقبل به، وهذه هي القاعدة التي اتخذتها منذ تصوير دوري في «ضبوا الشناتي» والتجربة مع الليث حجو وجمال ما يقدمه من إبداع، بالتالي انتهت فترة التجربة لدي والتي شرّعتها لنفسي في السنوات الخمس الأولى أما اليوم فأصبح بالإمكان الاختيار وفقط.

كيف تصف لنا ندين نجيم وتيم حسن ويوسف الخال بكلمات مختصرة من خلال التعامل المباشر معهم؟
ندين نجيم من أطيب الناس الذين قابلتهم، وهي طموحة في العمل وتسعى لتطوير قدراتها دائماً وهي نشيطة جداً ومحبّة ودائماً مع الناس وللناس، أما تيم حسن فقد فاجأني بمساحة الحب التي يقدمها للناس وطريقة استيعابه لهم وكرمه في التعامل إضافة للجدية في كل مشهد يقوم به حتى ينجز العلامة الأعلى، ويوسف الخال صاحب الحضور الجميل والواثق من نفسه، وكان دائماً على علاقة لطيفة معي ومع الجميع ولديه مقدرة على لفت الانتباه أينما كان.
جوبه العمل بالكثير من الانتقادات بأنه مقتبس من رواية عالمية، كيف تنظر لتلك الأعمال بشكل عام؟
كل عمل ناجح يجب أن يكون لديه مساحة من النقد والرفض، وهذا طبيعي ودليل على التفوق، والاقتباس نوع من أنواع الدراما العالمية وعموماً المساحة الإبداعية مفتوحة أمام الجميع للعمل وهنا تولد المنافسة وتولد الأعمال الجديدة فلمَ لا يكون في السوق عدة أصناف وليختر المتلقي ما يعجبه منها.

هل تعتقد أنك محظوظ؟ وأنك تسير بخطوات متسارعة نحو النجومية؟ وهل ذلك نعمة أم نقمة؟
لربما أنا محظوظ ولربما لست كذلك فأنا غير قادر بعد على تقييم مسيرة فنية ما زلت أتلمس بداياتها، وهي فعلاً متسارعة الخطوات لكن ذلك يشبهني من الداخل، فأنا لست على رغبة في الهدوء وعيش الروتين وفي كل ساعة أذهب بمشروع جديد وفكرة مختلفة، وهنا قد تكثر الإخفاقات وقد تزداد النجاحات والموضوع بالعموم نعمة ونقمة.

هل وفقت الدراما السورية هذا العام، وما الأعمال التي أعجبتك؟ ومَن مِن النجوم لفت نظرك؟
وفقت في ناحية وأخفقت في ناحية، فهي مازالت على محبة الجمهور لها وإن زاد العتب عليها في تقديم أشياء لا داعي لها والجميع تحدث بذلك وكثيراً.
ولم أتابع أعمالاً ولم يتسن لي الوقت فقط تابعت «تشيللو» و«غداً نلتقي» و«بقعة ضوء» وأعجبني هذا الجزء كثيراً.
وإضافة لتيم حسن هناك غسان مسعود وحلا رجب ونادين تحسين بك وعلا باشا ودانا مارديني وأسماء كثيرة.

بعيداً عن الدراما، كيف نجحت بتخفيض وزنك وما الذي دعاك لذلك؟
أحببت تقديم نفسي في عمل عربي وللجمهور العربي من خلال شكل جديد وبالتالي عملت على موضوع الوزن الذي كان يقلقني في بعض الأدوار التي قدمتها في الدراما السورية، وعموماً الموضوع محفز وإيجابي وأعتقد أنني سأتابع بطريقة تفاجئ الناس في الموسم القادم.

ما صحة خبر نقل إقامتك إلى بيروت؟
بيروت ودمشق مدينتان متقاربتان في المسافة وفي كثير من الأشياء ومهما تكن الفروقات فلن تلغي هذا التقارب ففي زمن قصير من الممكن أن أكون هنا أو هناك.

كيف يتأقلم أيمن مع الأزمة بمختلف نواحيها؟
بالرضا وبالقبول وبالتسامي عن كل الحوادث المؤسفة وبمحبة المستقبل والأمل على وجود وقت مهم لأجيالنا القادمة وقوة إرادة الجميع في الحياة والسلام، وعيش هذه المبادئ بصدق حقيقي وثقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن