رياضة

ظاهرة تغيير المدربين في الدوري سلبية أكثر منها إيجابية … 3 مدربين نجوا والتبديل شمل 32 مدرباً و11 نادياً

دمشق- ساري قوطرش

مازالت ظاهرة تبديل المدربين في الدوري السوري علامة فارقة، الإدارات تنتهج التبديل دوماً حتى لا تتحمل تبعات النتائج السلبية أولاً وهو الأهم، والتبديل لأسباب عدة أهمها سوء النتائج كما قلنا ومنها اضطراب الإدارات واختلافها ومنها تغيير القائمين على العمل في النادي، فكل إدارة جديدة لها أشخاصها ومدربوها.
وفي الموسم الحالي كان خالد حوايني مدرب نادي الطليعة آخر المقالين أو المستقيلين من تدريب أنديتنا الذي شهد تغيير أكثر من 30 مدرباً رغم أن الدوري لم ينته بعد. فمن بين المدربين الذين بدؤوا الدوري نجح ثلاثة مدربين منهم بالصمود حتى الآن وهم: أنور عبد القادر مدرب نادي الشرطة وهشام شربيني مدرب نادي المجد وأنس السباعي مدرب نادي المحافظة، والمفارقة أن الأندية الثلاثة لا تنافس على اللقب، بل على العكس ففريق المحافظة غارق الآن في مناطق الهبوط والمجد أيضاً قريبٌ منها.

كبار الدوري

أندية الجيش والاتحاد والوحدة التي تتنافس على اللقب سارعت إلى تغيير مدربيها بسرعة عندما تراجعت النتائج فأقيل محمد خلف مدرب الجيش بعد الخسارة الآسيوية المدوية أمام العهد وتم تعيين حسين عفش مدرباً للفريق، الذي يحقق المطلوب بعد تعيينه فأكثر من التعادلات وآخرها مع الحرفيين ليحل وصيفاً بعد أن كان متصدراً، فريق الاتحاد قام بدوره بتغيير ثلاثة مدربين فتم التحضير للدوري مع أنس صاري الذي أقيل بعد الخسارة مع الوحدة بكأس الجمهورية كما تمت إقالة مهند البوشي بعد مباراة الكرامة التي انتهت في حلب بالتعادل السلبي ليستقر الفريق على ماهر البحري (الذي درب النواعير في وقت سابق هذا الموسم) وحقق نتائج طيبة هذا الموسم، أنس صاري بدوره وبعد إقالته من تدريب الاتحاد انتقل لتدريب فريق الحرفيين بعد بداية الدوري بثلاث جولات ليخلف بذلك مصطفى حمصي الذي بدأ الدوري مع الفريق، بداية الصاري كانت ممتازة مع الحرفيين حيث وصل للمركز الرابع في الدوري وكان على بعد أربع نقاط من الصدارة قبل أن يبدأ التخبط الإداري الذي أوصل الفريق إلى الصراع على البقاء، فريق الوحدة بدوره أقال مدربه أحمد الشعار بعد الخسارة الأخيرة في حلب أمام الاتحاد بهدفين نظيفين، التي سبقتها خسارتان من الوثبة وأخرى آسيوية مع الفيصلي بالنتيجة نفسها 2/1، الكثيرون حملوا الإدارة مسؤولية الخسارات الأخيرة للإدارة التي فرطت بأهم نجوم الفريق كما أنها أضعفت دكة بدلاء الفريق ليبقى معانياً من دون حلول كثيرة مع ضغط المباريات، المدرب الجديد القادم لفريق الوحدة رأفت محمد الذي سبق أن درب الوحدة مرتين في آخر أربعة مواسم لم يشل الزير من البير فخسر مع الطليعة صفر/1 وخسر آخر مبارياته ببطولة الاتحاد الآسيوي أمام ظفار العماني بهدفين.

تغييرات سريعة

أندية وسط الترتيب غيرت المدربين بشكل متسارع فعلى سبيل المثال بدأ تشرين الدوري مع محمد اليوسف الذي حقق الانطلاقة الأفضل بتاريخ الدوري بالفريق لكنه سرعان ما أقيل بعد تخبطات إدارية رغم دعم الجمهور الكبير للمدرب والفريق ليتم تعيين مساعده ماهر حاج قاسم قبل أن يتم التعاقد مع أنس مخلوف الذي فشل في المهمة وأقيل سريعاً لتعود الإدارة إلى ماهر حاج قاسم كأفضل خيار حالي الذي حظي بدعم الجمهور بعد الفوز بالديربي على الجار الحطيني وصعد الفريق إلى المركز الرابع في الدوري، وتبدو أمور الفريق مستقرة بعض الشيء في هذه الأيام، الجار الحطيني لم يكن أفضل حالاً فلم تنتظر الإدارة إلا أربع جولات قبل إقالة زياد شعبو من تدريب الفريق لتعوضه بالمدرب فراس معسعس فلم يلقَ الأخير دعماً من الجمهور لأنه ليس من أبناء نادي حطين على حسب تعبيرهم ليتم الاستعانة بالمدرب بشار سرور الذي يقود الفريق في الوقت الحالي، أما بعبع الشمال نادي الجهاد فتبدو مسألة هبوطه هي مسألة وقت ورغم سوء الإمكانيات وقلة التحضير كان المدربون هم شماعة الفشل الذي يعاني منه الفريق فتناوب أربعة مدربين على تدريب الفريق وهم زياد الطعان وحسن جاجان وجومرد موسى وأحمد الصالح لكن شيئاً لم يتغير رغم جميع التبديلات.. كما طال التغيير فريق النواعير فبدأ بمحمود أرحيم ومن ثم مصعب محمد فماهر بحري وأخيراً محمد العطار مدرب الفريق في الوقت الحالي، وكذلك الجار الطلعاوي الذي استبدل بمدربه محمد جودت خالد حوايني الذي استقال بعد الخسارة من الجيش، وتمت الاستعانة بالمدرب مصعب محمد ليتابع الدوري.
وأخيراً حال أندية حمص كان أفضل من غيرها حيث وجدت ضالتها مع تغيير مدربيها فالأزرق الكرماوي تحسنت نتائجه قليلاً بالنظر للأرقام عندما تم تبديل مصطفى رجب بحسان عباس، كما تبدلت الأمور بفريق الوثبة عندما تم تبديل حسان إبراهيم بالمدرب ضرار رداوي.
من خلال السياق نجد أن 32 مدرباً تناوبوا على تدريب أنديتنا الـ14 والدوري لم ينتهِ بعد كما نكتشف أن إدارات أنديتنا تفتقد ثقافة الاحتراف التي تؤدي بهذه الأندية إلى الخراب وعدم الاستقرار رغم أنها تتحمل مسؤولية كبيرة عن تراجع المستوى والأدلة كثيرة أبرزها فريق الحرفيين الذي تراجع مستواه بعد التخبطات الإدارية الكبيرة والخلافات التي طالت الإدارة، والعديد من الأندية قصرت بالمال على فرقها وأوضح مثال للعيان فريق الجهاد، أما فريق الوحدة فقد دفع ضريبة الاستغناء عن أبرز لاعبيه أثناء الموسم من دون تعويض ما أثر في مسيرة الفريق هذا الموسم، لذلك يبرز التساؤل التالي: من سيحاسب هذه الأندية على ضحالة ثقافتها الكروية؟ وأين هي من عالم الاحتراف؟
والسؤال الأخير: هل حقق التغيير الهدف المنشود، أم إنه كان لذر الرماد في العيون؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن