استبعاد ترك لافروف منصبه بالخارجية الروسية في الحكومة الجديدة

مع اقتراب استقالة الحكومة الروسية، سرت شائعات حول ترك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منصبه قريباً، لكن خبراء اتفقوا على استبعاد تبديله بآخر في الوضع الدولي الحالي، ما لم يبد رغبة شخصية مغايرة.
ومع أن الأغلبية في روسيا تجمع على أن استبدال لافروف أمر غير وارد بعد تنصيب الرئيس فلاديمير بوتين وتشكيل حكومة جديدة هذا الشهر، يبدي علماء السياسة اهتماماً خاصاً بشخصية وزير الخارجية لافروف التي طبعت عودة روسيا إلى الساحة الدولية بطابعها، ويقولون أنه لا يفترض بالخبراء إضاعة وقتهم في مناقشة بدلاء محتملين له.
ومع ذلك يمكن أن يرأس وزارة الخارجية شخص لديه خبرة ممثل دائم في الأمم المتحدة أو دبلوماسي مخضرم بالعلاقات مع الولايات المتحدة. ولا يعتبر هذا الترشيح مستبعداً أو «غير متوقع» نهائياً، كما يعتقد أحد السياسيين الذين أجرت وكالة «نوفوستي» مقابلات معهم.
وسيتم تنصيب الرئيس الروسي يوم غد الاثنين في 7 من الجاري، فتستقيل الحكومة على الفور ليصار إلى تكليف رئيس وزراء وتشكيل حكومة جديدة في المستقبل القريب.
ووفقاً لخبراء، فإن الوزير لافروف البالغ من العمر 68 عاماً، «متعب» بعد «كفاحه» على رأس وزارة الخارجية طوال الأعوام الـ14 الماضية، وهو «يطلب الاستقالة». ولم يستبعد دبلوماسي سابق طلب عدم الكشف عن هويته أن يكون لافروف قد تعب من جدول أعماله المكثف.
وأضافت الدبلوماسية السابقة «هيلاري كلينتون، على سبيل المثال، عندما كانت وزيرة للخارجية: إنه عمل لا يحتمل بالنسبة للمرأة، وعلى الرغم من أنه رياضي بطبيعته، إلا أنه صعب للغاية».
الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، اعتبرت في آذار الماضي الشائعات حول احتمال استقالة الوزير بأنها «وهمية» ومجرد تكهنات. وقالت: إن الشائعات التي تتحدث عن أن «لافروف تحدث لعدة سنوات عن رغبته في ترك منصبه، لكنه بقي بناء على طلب من بوتين لوضع اللمسات الأخيرة على السياسات الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية»، تشبه «بعض المعلومات الشيطانية الخاطئة».
وقال لافروف نفسه، في معهد العلاقات الخارجية يوم 1 أيلول الماضي، إنه «مرتاح جداً ويستمتع بالعمل مع الرئيس بوتين». ثم شدد الوزير على أنه يرى «سلسلة كاملة من المهام التي يجب حلها على جبهة السياسة الخارجية». واعتبر أن أهم شيء في حياته هو قيام وزارة الخارجية بنشاط في هذا الاتجاه.
وقال ألكسي أرباتوف، رئيس مركز الأمن الدولي التابع لمعهد القومي لبحوث الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في أكاديمية بريماكوف للعلوم: «عادة، عندما تغيّر الدول والحكومات سياستها الخارجية، تقوم بتغيير وزراء الخارجية، ولكن لا أرى أبداً ما يدل على أن هذه السياسة الخارجية سوف تتغير بعد تنصيب بوتين قريباً».
وشدد رئيس مركز التحليل السياسي بافل دانيلين على أن لافروف يتمتع باحترام دائم من الرئيس ومن كل المسؤولين، وأن الاستبدال ممكن فقط إذا أراد الوزير نفسه ترك هذا المنصب.
ويعتقد رئيس قسم العلوم السياسية العامة في المدرسة العليا للاقتصاد، ليونيد بولياكوف أن لافروف لديه كل الأسباب لتوقع استمراره في شغل هذا المنصب في الحكومة الجديدة.
من جهة أخرى قتل مسلح وأصيب ثلاثة من عناصر الأجهزة الأمنية في اشتباك بمدينة نيجني نوفغورود شرق العاصمة الروسية موسكو.
وتجري التحقيقات لتحديد هوية المهاجم وكشف ملابسات الهجوم.
وكان جهاز الأمن الفدرالي الروسي أعلن أمس الأول اعتقال خمسة أشخاص يرتبطون بتنظيم داعش الإرهابي وكانوا يخططون لتنفيذ اعتداءات في عدد من الأقاليم الروسية.
وكالات