الأولى

مدينة الباب تغلي ضد الاحتلال التركي.. وأنقرة لميليشياتها: أمر «النصرة» لي … أنباء عن اتفاق «موسمي» حول هدنة جنوب شرق إدلب

| حلب – خالد زنكلو

تظاهر المئات من أبناء مدينة الباب ضد الاحتلال التركي للمدينة وطالبوا بخروجه مع الميليشيات المسلحة الموالية له منها، على خلفية التجاوزات العسكرية الكثيرة والمتواصلة وآخرها مداهمة مشفيين واعتقال كوادر طبية فيهما.
وبينت مصادر محلية في الباب لـ«الوطن»، أن السكان المحليين نفذوا إضراباً مفتوحاً أمس شل حركة المدينة وأشعلوا الإطارات في الشوارع مطالبين بإخراج المظاهر المسلحة جميعاً منها والكف عن الاعتداءات العسكرية بحق الأهالي والتي نشرت الفوضى والرعب في صفوفهم بسبب عمليات السطو المتكررة ومصادرة ممتلكاتهم وشيوع الخطف بدافع الفدية وظاهرة المفخخات والعبوات الناسفة التي لا تتوقف عن حصد أرواحهم.
وكان إرهابيون من ميليشيا «فرقة الحمزة» اقتحموا مشفيي الحكمة والسلام في المدينة واعتقلوا كوادر طبية فيهما ونشروا الرعب بعد أن تكررت الممارسات المشينة بحق هؤلاء وبتهم ملفقة تركت الباب مفتوحاً أمام التجاوزات المستمرة من دون مساءلة، الأمر الذي اضطر قيادة الميليشيا إلى توقيف أحد إرهابييها بدعوى محاكمته وفصل مجموعته منها.
وتشهد مدينة الباب حالاً من الصراع الدائم، الذي خلف قتلى كثراً بين الميليشيات الموالية لأنقرة، في ظل تدهور الوضع الأمني فيها على حين لا يبذل العسكر الأتراك المتمركزون في قاعدة الشيخ عقيل العسكرية المطلة على المدينة أي جهد لبسط الأمن في المدينة أو لوقف اقتتال الميليشيات والتجاوزات بحق الأهالي.
إلى ذلك سحبت أنقرة البساط من تحت اللاعبين الإقليميين الذين يتولون توجيه دفة «جبهة النصرة»، من خلال الحرب التي شنتها عليها منذ 20 شباط الفائت، عبر ميليشياتها في إدلب قبل أن تترك مجالاً للصلح معها لتصبح وكيلها الوحيد المتفرد بتحديد مستقبلها، وظهر ذلك جلياً من الرسائل التي وجهتها أنقرة أخيراً لقادة ميليشياتها، وتتلخص بقولها لهم: أمر «النصرة» لي فقط.
مصادر معارضة نقلت عن قادة ميليشيات في ما يسمى «الجيش الحر» في إدلب لـ«الوطن» قولهم إنهم تلقفوا أوامر أنقرة باهتمام على أمل أن تفضي إلى حل النصرة» بعدما تلقوا وعوداً كثيرة بذلك من دون أن تترجم على الأرض سوى مزيداً من الصراع والتناحر معها لكنهم أبلغوا العسكر الأتراك هذه المرة أنه لا يمكن التغاضي أكثر عن تجاوزاتها أو تجاهل رفض الرأي العام المحلي التعايش معها.
وأوضحت المصادر أن قادة الميليشيات مقتنعون بأن أنقرة مصرة على المناورة في مد عمر «النصرة» أطول مما تتطلبه تفاهمات «أستانا» مع روسيا وإيران بشأنها، بوصفها منظمة إرهابية مستثناة من «خفض التصعيد»، وهي تسعى لاستثمارها عسكرياً وسياسياً للمقايضة في ملفات إدلب وتل رفعت ومنبج إلا أنها قلّمت أظافرها عبر المعارك مع الميليشيات من دون أن تضعف عودها في مناطق سيطرتها وأرجأت معارك الحسم معها لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية التركية المبكرة في 26 الشهر المقبل.
يأتي ذلك مع أنباء عن توصل تركيا وروسيا أمس، إلى ما وصف أنه «هدنة موسمية قابلة للتجديد» تشمل قرى وبلدات جنوب شرق إدلب، ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن عضو في ما يسمى «اللجنة المدنية» التي تشكلت قبل خمسة أيام من أهالي ووجهاء في منطقة مورك بريف حماة الشمالي أنهم شكلوا وفداً ونقلوا معاناة الأهالي ومطالبهم إلى ضابط تركي في نقطة المراقبة بمدينة مورك والذي أبلغهم بموافقة الجانب الروسي، وزعم أن الأهالي طلبوا الهدنة ليتمكنوا من جني محاصيلهم الزراعية قبل أن يوضح أن مدة الهدنة شهر واحد قابلة للتجديد، وتشمل بلدات وقرى التمانعة والسكيك وترعي وأم جلال والخوين والزرزور وأم الخلاخيل والفرجة والمشيرفة وتل خزنة واللويبدة وسحال والتينة وأبو شرحة وتل دم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن