رياضة

الحكام والتحكيم بنظر نائب رئيس لجنة الحكام … كوسا : تحكيمنا جيد ومتطور وهذه هي الأسباب

ناصر النجار :

بعد استعراضنا في حلقتين سابقتين بعض العثرات والعقبات التي تعترض مسيرة التحكيم السوري بعنوان: «التحكيم على بساط البحث» أفسحنا المجال لنائب رئيس لجنة الحكام الحكم الدولي محمد كوسا ليتحدث ما يشاء عن التحكيم من دون حذف أو تعديل.
ونتجنب الآن التعقيب على ما ورد في هذا الاستعراض، لأننا سنخصص ذلك في وقت قادم، لكن أستغرب مجمل ما جاء في هذا العرض وكأنه «بيان انتخابي» وكأننا نعيش في عالم غير الذي تعيشه لجنة الحكام.
النقطة الأهم التي لم يتطرق إليها الكوسا، هي هموم التحكيم التي تحدثنا عنها، فمن يجيبنا عن هذه الهموم؟ أم إنه تقصّد التغافل عنها؟ ومنها على سبيل المثال: التعويضات المالية الشحيحة فعلاً، فمن يطالب للحكام برفع هذه التعويضات لتتماشى مع الحد الأدنى من المعيشة، أو مع أجور المواصلات فقط؟
وكما أكدنا سابقاً فإن باب هذا البحث سيبقى مفتوحاً للنقاش، ومن أراد أن يدخله من كوادر تحكيمنا فأهلاً وسهلاً ونرحب بأي مساهمة تفيد وتطور العملية التحكيمية، وإلى التفاصيل:

توصيف
يوصف الكوسا ما وصل إليه التحكيم بقوله:
دعونا نعترف بأن التحكيم السوري في السنوات الأخيرة تراجع عربياً وآسيوياً ودولياً وحتى محلياً لأسباب عديدة ومختلفة، أيضاً يجب أن نعترف أن صورة التحكيم السوري قد اهتزت محلياً وباتت الثقة في حكامنا شبه معدومة.
وأصبح من الصعوبة إقناع الأندية «معظم الأندية» بإنسانية ونزاهة الأخطاء التحكيمية «إن حصلت» وبات الحكم في خانة الشك دائماً!
انعدمت الثقة بين الحكام والأندية وكوادرها.. وانعدمت الثقة بين الحكام والإعلام الرياضي والجمهور- ودخل التحكيم في مرحلة الفوضى والتسيب رغم بعض المحاولات الجادة لإعادة التحكيم إلى السكة الصحيحة.
تعاقبت عدة لجان على إدارة العملية التحكيمية في السنوات الأخيرة منها من تراخى ومنها كان همه الأساسي البحث عن مصالحه الشخصية، وهناك أعضاء لجان حكام وبعض الحكام ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الوصول إلى حالة الفوضى والتراجع التي وصلنا إليها وكل ما عانيناه ونعانيه في هذه الأيام أسبابه كثيرة ومتشعبة من ضمنها السياسات الخاطئة لأصحاب القرار التحكيمي.

خطوات وأفكار
كلفنا العمل في لجنة الحكام الرئيسية الحالية ومنحنا الصلاحيات الكاملة بإدارة العملية التحكيمية ووضعنا الخطط وسعينا بكل إمكانياتنا لتطبيقها رغم كل المعوقات والصعوبات ولضرورة وأهمية المرحلة ولكي نخرج من حالة الفوضى والحرج بدأنا العمل الجاد والعاجل وكان همنا الأساسي هو:
1 – نجاح المسابقات المحلية بأقل الأخطاء التحكيمية وأنهينا كل مسابقاتنا في الموسمين الماضيين ولم نشهد حالات اعتراض على التحكيم إلا نادراً.
2 – إعادة الثقة بين حكامنا وبين الأندية وكوادرها والإعلام وجمهور كرة القدم.. وقد حصل هذا الأمر أيضاً وأعدنا الثقة المفقودة بنا كلجنة حكام وحكام وذلك بالمتابعة الميدانية اليومية والصدق في التعامل والشفافية في الطروحات.. وأكدنا وقوفنا على مسافة واحدة من جميع الأندية.
3 – العمل على عودة التحكيم السوري إلى الساحة الآسيوية والدولية وأستطيع أن أؤكد أن حكامنا قد بدؤوا بالعودة إلى الساحة الآسيوية فالأخ مسعود طفيلية من حكام النخبة ازداد حضوره بشكل لافت.. أما حكمانا المساعدان زكريا قناة وعلي أحمد فعادا إلى الساحة الآسيوية من خلال أهم المباريات التي كلفا المشاركة بتحكيمها.
شباب ومواهب
4 – في المواسم السابقة كانت المشاهدة الآسيوية المقررة للحكم فراس الطويل تقام خارج سورية تذرعاً بالأزمة وطبعاً هذا الأمر كان مضراً لحكمنا مادياً ومعنوياً وفنياً إلا أن إصرارنا هذا العام أن تكون المشاهدة في سورية لحكمينا فراس الطويل وحنا خطاب مع موافقة الاتحاد الآسيوي.
ومن خلال المتابعة أعتقد أن حكمينا تجاوزا الاختبار بنجاح ونحن بانتظار النتائج والقرار من الاتحاد الآسيوي وأنا متفائل.
5 – من خلال دراستنا لواقع التحكيم وجدنا أن القاعدة أصبحت غير ملبية والمواهب التحكيمية الحقيقية تكاد تكون معدومة.. ففعلنا دور لجان الحكام الفرعية في المحافظات وطلبنا منهم تنسيب أكبر عدد من الحكام الجدد والعمل على تأهيلهم وصقلهم وفق برامج وخطط وأساليب معتمدة دولياً وبالفعل تم تنسيب أكثر من 200 حكم في السنتين الأخيرتين معظمهم من كليات التربية الرياضية.
والجميع يعمل على اختيار الموهوبين منهم وفق معايير حقيقية ونحن الآن نبحث عن أساليب ووسائل لعدم ابتعادهم عن التحكيم.
6 – أما بالنسبة للحكام الشباب… وحكام الساحة في الموسمين الماضيين فمنحنا فرصاً كثيرة للحكام الشباب منهم حنا حطاب ومحمد قرام ووسام ربيع ومحمد جركس.. إضافة إلى الحكمين الأكبر عمراً عبد الله عرياني وعبد الغني أحمد.. وبشكل عام كان النجاح حليفهم..
أما بالنسبة للحكام المساعدين فمنحنا فرصاً عديدة لحكام شباب، إضافة إلى عدد كبير من حكام الدرجة الأولى الذين سبقوهم، وفي الموسم القادم سنرى حتماً وجوهاً شابة في الساحة.
7 – نأتي إلى اللائحة الدولية: الجميع يعرف أسلوب الترشيحات في السنوات الماضية البعيدة أو القريبة وكيفية اختيار الحكام على اللائحة ولم يكن هناك أي معايير أو اختبارات.. نعم وبكل تأكيد أحياناً العلاقات الشخصية والمحسوبيات وأمور أخرى كان لها دور في ترشيح الحكم على اللائحة الدولية «أنا أقول أحياناً» وأحياناً يتم تغييب معظم أعضاء لجنة الحكام عن عملية الترشيح.

معايير
أما معايير الترشيح على اللائحة الدولية فهي على الشكل التالي:
1 – 50 علامة للأداء خلال الموسم.
2 – 10 علامات للاختبار التحريري (إنكليزي).
3 – 10 علامات للاختبار التحريري (عربي).
4 – 5 علامات للاختبار الإنكليزي (محادثة) بوجود مختص من خارج الوسط الرياضي.
5 – 10 علامات اختبار فيديو.
6 – 15 علامة لرأي لجنة الحكام.
وطبقت هذه المعايير بدقة متناهية لذلك لم نر أي اعتراض من أي حكم.

دورات الصقل
نعم افتقدنا دورات الصقل لظروف خارجة عن إرادتنا، لكننا عوّضنا عنها بأشياء قد توازي أهميتها وفائدتها دورات الصقل.
فنظام الدوري الحالي هو نظام التجمع.. فكنا نلتقي مع الحكام يومياً ندرس ونتدارس ونشرح مواد قانون اللعبة والتعديلات انطلاقاً من حالات تحكيمية جرت معنا.
أما الأمر الآخر وهو الأهم- فأقمنا ندوات تحليل الحالات والقرارات التحكيمية- كنا في السابق نجتمع بين مرحلة الذهاب والإياب أو كل شهر نحضر ندوة تحليلية عامة نناقش فيها بعض حالات المرحلة كاملة.
أما الآن ورغم ضعف التقنيات لدينا فإننا ندعو حكام المباريات وعددهم 16 حكماً بحضور مقيمي الحكام إلى الاجتماع نعرض وندرس ونقيم كل الحالات المهمة والجدلية الصحيحة والخاطئة.
في النهاية اجتهدنا ولم نقصر.. كل خبرتنا التحكيمية التي اكتسبناها من أساتذتنا الذين سبقونا كالعميد فاروق بوظو وجمال الشريف أو من خلال الملاعب والميادين محلياً أو خارجياً وضعناها في تصرف حكامنا.

أخيراً
– لم يعد للفساد التحكيمي وجود.
– سأبقى وسأستمر بمحاربة الفساد والفاسدين سواء كنت بلجنة الحكام أو خارجها.
– نحن في لجنة الحكام وأنا شخصياً اخترت العمل بصمت ولكني في يوم قريب سأتحدث عن أمور كثيرة وبصراحة متناهية.
– بكل تأكيد نحن لسنا مثاليين ولسنا معصومين عن الخطأ نعم نحن نخطئ بالتقييم والتقدير والاختبار في بعض الأحيان.
– علاقتنا مع جميع الحكام علاقات ملؤها الاحترام والمودة وليس أمراً آخر.
– حرصنا كل الحرص على إبعاد حكامنا عن الضغوط (إن وجدت) واخترنا الأساليب التي تريحهم وتتعبنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن