عربي ودولي

حزب الشعب الجمهوري: لن نشارك في ائتلاف حكومي إلا بعد تغيير السياسة الخارجية … مقتل جندي تركي .. والجيش يشن سلسلة غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني .. وأردوغان يؤكد مواصلة الهجوم

شن الطيران التركي ليلة الثلاثاء سلسلة غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا، رداً على هجمات نسبت إلى الحزب في عدد من مدن تركيا التي تشهد تصاعداً للعنف منذ ثلاثة أسابيع، بحسب الجيش التركي، في وقت أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل حملتها العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني «حتى لا يبقى إرهابي واحد»، بينما أعلن حزب الشعب الجمهوري عدم مشاركته في ائتلاف حكومي إلا بعد تغيير السياسة الخارجية لتركيا. وقال أردوغان في كلمة متلفزة في أنقرة «سنواصل قتالنا حتى إلقاء السلاح وحتى لا يبقى إرهابي واحد داخل حدودنا»، مضيفاً إن الحملة العسكرية الجوية المستمرة منذ أسبوعين ألحقت بحزب العمال الكردستاني «خسائر فادحة».
وأعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان أنه «تم ضرب 17 هدفاً بدقة في محافظة هكاري» جنوب شرق البلاد على الحدود مع العراق.
وشهدت تركيا أول أمس سلسلة من الهجمات العنيفة. وقتل خمسة شرطيين وجندي في هجومين منفصلين نسبا إلى حزب العمال الكردستاني في الأناضول جنوب شرق البلاد، في حين تبنت مجموعة يسارية متطرفة هي «حزب التحرير الشعبي الثوري» هجوماً على القنصلية الأميركية في اسطنبول. وفتحت القنصلية الأميركية أبوابها مجدداً أمس وسط إجراءات أمنية مشددة. إلى ذلك قتل جندي تركي في هجوم مسلح بمحافظة شرناك جنوب شرق تركيا. وذكرت وكالة جيهان التركية «أن عناصر من حزب العمال الكردستاني هاجموا الليلة (قبل) الماضية مخفرا قرب جبال غابار في بلدة كوتشلو كوناك بمحافظة شرناك وتبادلوا إطلاق النار مع عناصره ما أسفر عن مقتل أحدهم».
وكانت الولايات المتحدة نشرت مقاتلات من طراز «إف-16» في قاعدة أنجرليك جنوب تركيا للمشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش.
هذا وألقت الشرطة التركية القبض على 16 مشتبهاً في انتمائهم لحزب العمال الكردستاني بعد يوم حافل بهجمات استهدفت الشرطة والجيش التركيين. وشارك نحو 500 شرطي تركي، أمس، من فرق مكافحة الإرهاب في حملة المداهمات التي جرت بصورة متزامنة في بلدتي مانامان، وتوربالي في الولاية الواقعة في أزمير غربي تركيا.
وصادرت فرق الأمن، خلال العملية التي شاركت فيها مروحيات تابعة للشرطة، بنادق صيد، ومسدسات، والعديد من الوثائق العائدة للتنظيم.
على صعيد آخر شهدت مدينة سيلوبي الحدودية مع سورية والعراق، مقتل 4 من رجال الشرطة وإصابة خامس بجراح بانفجار لغم بعربتهم المدرعة.
وكانت السلطات التركية أعلنت مقتل مسلحين اثنين ورجل شرطة تركي في اشتباكات تلت هجوما بسيارة مفخخة على مركز للشرطة في منطقة سلطان بيلي في الجهة الآسيوية من إسطنبول أسفر عن إصابة 10 أشخاص. وبدأ حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه «كيان إرهابي» عملياته المسلحة في 1984 للضغط من أجل مزيد من الحقوق للأكراد، وسقط في الصراع أكثر من 40 ألف قتيل.
وفي الوقت الذي تشهد تركيا استئناف القتال بين الجيش والأكراد، تلوح في الأفق أزمة سياسية منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من حزيران وحرمت حزب العدالة والتنمية من الأغلبية المطلقة في البرلمان، مما قضى على خطط الرئيس رجب طيب أردوغان بتعزيز صلاحياته وتحويل النظام إلى حكم رئاسي. والتقى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو مع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو في أنقرة أول أمس بعد أسابيع من المشاورات أجراها ممثلو الحزبين.
وقال وزير الثقافة والسياحة عمر تشليك الذي أجرى المفاوضات باسم حزب العدالة والتنمية إن «الرئيسين سيلتقيان من جديد الخميس أو الجمعة حسب برامج عملهما». وأضاف: «هل سيكون هناك ائتلاف أم لا؟ سيعطى رد واضح على السؤال بعد الاجتماع». وأعلن الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري التركي كورسال تكين أن الحزب «لن يشارك مع حزب العدالة والتنمية في أي ائتلاف حكومي إلا بعد الاتفاق على تغيير السياسة الخارجية بالكامل».
وقال تكين: «دون الاتفاق على أسس ومبادئ السياسة الخارجية الجديدة لن نتفق مع العدالة والتنمية في موضوع الحكومة» مشدداً على ضرورة ضمان استقلالية القضاء وإبعاده من تسلط الحكومة ورفض سياسات الحكومة السابقة «لأسلمة التعليم». وحمل تكين حزب العدالة والتنمية المسؤولية عن كل المشاكل التي تواجه تركيا في السياسة الخارجية، مستنكراً التدخل التركي السافر في سورية وليبيا ومصر والعراق وباقي دول المنطقة.
وأضاف تكين: إن «سياسات أنقرة الخارجية لم تعد سياسة دولة بل هي سياسة فردية» متسائلاً: «من يستطيع أن يوضح لنا أسباب الموقف التركي ضد القيادة السورية، والتحالف مع أكثر الدول والأنظمة ديكتاتورية ورجعية وتخلفاً كالسعودية ودول الخليج لتدمير سورية».
وشدد تكين على ضرورة التخلي عن «المواقف الدينية والمذهبية في السياسة الخارجية» ووقف كل أنواع التعاون والدعم للتنظيمات الإرهابية ومن ثم إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي مع سورية ومصر وليبيا والعراق وإيران وباقي دول المنطقة.
ودعا إلى إجراء استطلاع للرأي للتأكد من رأي الشعب التركي فيما يتعلق بسياسات الحكومة معربا عن أمله في أن يتم الاتفاق على تشكيل الحكومة خلال اجتماع أحمد داود أوغلو وكمال كليجدار أوغلو الخميس أو الجمعة المقبلين باعتبار أن ذلك مطلوب بشكل عاجل لضمان المصالح الوطنية والقومية لتركيا.
(أ ف ب– رويترز– سانا– روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن