الأولى

«المعارضة» تقر بأن حملها للسلاح «خطأ» وتتحدث عن «الحل السلمي» وتثني على الدور الروسي … موسكو: مناطق سيطرة الأميركيين في سورية «آمنة» للإرهابيين

| الوطن – وكالات

ساعات قليلة فصلت بين انتهاء اجتماع «أستانا» بنسخته التاسعة، وعقد جلسة جديدة لمجلس الأمن حول سورية، أرادت منها واشنطن أن تكون منبراً لها للهجوم على إيران، وأرادت منها موسكو تذكير أميركا بوجودها غير الشرعي في سورية، حيث تحولت مناطق سيطرتها إلى «مناطق مظلمة»، يشعر فيها المتطرفون والإرهابيون بالأمان.
القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر، جدد تمسك سورية بحقها في التصدي لأي عدوان على سيادتها واستقلالها بكل مسؤولية وحزم وأنها ستواصل مكافحة الإرهاب وستحرر كل شبر من أراضيها سواء من الإرهاب أو من دول معتدية.
وشدد منذر خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سورية أمس، على أن استمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي في نهجه العدواني الخطير، ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه له حكومة الولايات المتحدة الأميركية، والحصانة من المساءلة التي توفرها له في مجلس الأمن ما يمكن هذا الكيان من الاستمرار في ممارسة الإرهاب وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم.
وأعاد منذر التأكيد أن الحكومة السورية لن تألو جهداً لمساندة كل جهد صادق، يهدف إلى الوصول إلى حل سياسي يقرر فيه السوريون وحدهم مستقبلهم وخياراتهم بما يضمن سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.
النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، اعتبر بدوره أن الحضور الأميركي في سورية يثير تساؤلات، وتابع مخاطباً نظيرته الأميركية: «ما الأسس لحضور القوات الأميركية في سورية وما هدفها الحقيقي؟ وماذا حدث لعدة مئات من مسلحي «داعش» الذين تحتجزهم قوات التحالف؟ ولماذا لا تسلمهم الولايات المتحدة»؟
وأعرب عن مخاوفه من عودة تنظيم «داعش» إلى المناطق السورية شرقي الفرات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، والتي ستضطر القوات الأميركية للانسحاب منها عاجلاً أم آجلاً، مشيراً إلى أن المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة في سورية، تحولت إلى «مناطق مظلمة»، يشعر فيها المتطرفون والإرهابيون بأمان.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه المندوب الروسي أنه و«بفضل عملية أستانا تسنى حصول الزخم للعملية السياسية في إطار المفاوضات السورية السورية برعاية الأمم المتحدة»، وصف المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الجولة الخيرة لـ«أستانا» بـ«البناءة»، معرباً عن الأمل في أن يحقق الاجتماع المقبل في أستانا تقدماً في حل القضايا الآنية في سورية.
دي ميستورا أشار إلى أن الأمم المتحدة تقيم الخطوات المحتملة لإنعاش عملية التفاوض في جنيف، وحذر من أن أي تصعيد في إدلب أو درعا يهدد المجتمع الدولي ككل.
وأضاف: يجب احترام سيادة سورية ووحدتها واستقلالها، معتبراً أن الحوار الدولي مطلوب أكثر من أي وقت مضى.
في غضون ذلك قال رئيس وفد «المعارضة السورية المسلحة» إلى أستانا، أحمد طعمة في لقاء أجراه مع قناة «روسيا اليوم» إنه على الرغم من الظروف التي دفعت المعارضة السورية إلى حمل السلاح، لكنه يرى أن ذلك كان خطأ، وأضاف: إن الكثير من القيادات العسكرية السورية المعارضة تجنح إلى الحل السياسي، والتفاهم مع المجتمع الدولي، مؤكداً أن أغلبية الفصائل المسلحة تنأى بنفسها عن الجماعات المتشددة بما فيها جبهة النصرة.
وأشار رئيس وفد المعارضة المسلحة، إلى أنهم وصلوا إلى قناعة بأن روسيا تبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، وذلك بعد لقاء المعارضة مع الجانب الروسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن