عربي ودولي

برلين تتودد وصحافتها: بوتين سيد حلبة السياسة الدولية

بعد زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لروسيا ولقائها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي حيث أجرى الطرفان محادثات يوم الجمعة الماضي، بدأت المواقف السياسية والإعلامية في ألمانيا تنحو نحو التقارب من موسكو وكيل المديح للسياسات الروسية ولشخص الرئيس بوتين.
حيث اعتبرت الرئيسة المشاركة لحزب اليسار في البرلمان الألماني «البوندستاغ» سارة فاغنكنت، أن التقارب مع روسيا من مصلحة أوروبا، لأنه يضمن الأمن ومصالح الشركات الغربية وتحقيق نزع السلاح.
ودعت السياسية الألمانية في مقابلة مع صحيفة «نوي أوسنابروكير تسايتونج» إلى إنهاء «الفترة الجليدية في العلاقات مع موسكو».
وقالت: «العقوبات تؤثر بشكل أساسي في الشركات الأوروبية والألمانية لذا من مصلحتنا إلغاؤها».
في الوقت نفسه، أشارت فاغنكنت إلى أن ألمانيا يجب أن تستمر في انتقاد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وقالت نائب زعيم اليسار «لكن إذا كان الانتقاد ينطلق من شفاه أولئك الذين يديرون الحروب الدولية التي تنتهك القانون الدولي، فإن هذا يبدو منافقا للغاية».
ولفتت السياسية الألمانية إلى أن الولايات المتحدة أنفقت خمسة مليارات دولار للإطاحة بالحكومة المنتخبة في أوكرانيا.
في هذه الأثناء دعت صحيفة «junge welt» الجيش الألماني «بوندسفير» إلى نسيان المواجهة مع روسيا والتخلي عن أي أفكار تحيي خطة «بارباروسا» التي وضعت عام 1941 للهجوم على الاتحاد السوفييتي.
ويقول صاحب المقالة إن القوات المسلحة لألمانيا الحديثة، المزودة بالدبابات والمعدات العسكرية الأخرى والغواصات، من المشكوك في أنها معدة من أجل القيام بـ«تدخل إنساني».
وتشدد المقالة على أن «حملة حلف الناتو ضد روسيا سيكون مآلها الفشل»، ويستحيل إحياء خطة «بارباروسا»، وذلك لأن مثل هذا الأمر ببساطة لن يحالفه النجاح، إذ فشلت محاولتان سابقتان لغزو روسيا جرتا عامي 1812 و1941، في إشارة إلى غزو جيوش نابليون لروسيا في القرن 19، والغزو النازي الألماني للاتحاد السوفييتي في القرن العشرين.
في سياق متصل وصفت صحيفة «ذي بيلد» الرئيس الروسي بوتين بأنه «سيد حلبة السياسة الدولية» في مقال حول استقباله المستشارة الألمانية ميركل مباشرة بعيد لقائه السيد الرئيس بشار الأسد.
ووفقاً للصحيفة الألمانية، فإن الزعيم الروسي «أظهر بوضوح لميركل، من السيد ليس فقط في المقر الرئاسي الصيفي، ولكن أيضاً على الساحة السياسية الدولية».
كما افتتح الزعيم الروسي جسرا يربط البر الرئيسي من روسيا مع شبه جزيرة القرم، الأمر الذي أدانته الحكومة الألمانية، حسبما لاحظ كاتب المقال في الصحيفة الألمانية.
وعلى الرغم من ذلك، قبل أربعة أسابيع من انطلاق مونديال كأس العالم الذي تستضيفه روسيا، فإن ميركل «تجلس في سوتشي الدافئة على كرسي مريح بضيافة بوتين».
ويلخص المؤلف قائلاً: «من غير المحتمل أن يكون زعيم الكرملين أكثر ارتياحاً وابتهاجاً من ذلك».

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن