رياضة

أسرار القمة..

| مالك حمود

ثمة عبارات ألفناها منذ الطفولة في أدبيات رياضتنا وحفظناها عن ظهر قلب، بل إنها باتت من القواعد الأساسية في العمل الرياضي، والحفاظ على القمة أصعب بكثير من الوصول إليها.
هي عبارة متكررة ولكنها بحاجة لتكرار في الأذن والذهن والفكر والتفكير, فهل كل الرياضيين مدركون لأهمية وعمق هذه المقولة البسيطة؟!
تأملت وتمعنت وترنمت على أداء النجم العجوز والدائم الشباب إسماعيل أحمد في الدوري اللبناني لكرة السلة.
إسماعيل كان من أهم العلامات الفارقة في سلسلة المواجهات النهائية على بطولة الدوري اللبناني بكرة السلة بين الهومنتمن والرياضي.
إسماعيل كان المثال الحقيقي للاعب النجم، والمثل الأعلى للاعب العارف والقادر على الحفاظ على نجوميته رغم تقدمه الواسع بالسن.
إسماعيل أحمد عاصر العديد من نجوم السلة السورية، ولكن كل من عاصرهم من أبناء جيله اعتزلوا، وبقي إسماعيل يلعب نجماً، وأصبحوا متفرجين على إسماعيل وأدائه المقنع والممتع!
إسماعيل ابن الـ(42) عاماً مازال يركض في الملعب بقمة الحيوية والرشاقة، ويعطي بمنتهى الخبرة والحكنة، ويتعامل مع السلة بخلاصة المهارة والحرفنة.
إسماعيل باختصار نجم عرف كيف يحافظ على نجوميته، هو لم ينم على أمجاده وباقة الإنجازات والبطولات والألقاب التي حققها، لأن النجومية بالنسبة له كانت تعني له المسؤولية الكبرى لمضاعفة الجهد، والتعامل معها بجد واجتهاد.
إسماعيل يدرك أن حفاظ اللاعب المخضرم على مستواه ليس بالأمر السهل إطلاقا، وكلما قارب الثلاثين من عمره قلت فرص تألقه، واذا تخطى الثلاثين، زادت مصاعب المهمة، وكلما أغرق في السنين اتسعت مساحة الخطورة في إمكانية الحفاظ على الاسم والمزايا والموصافات، لكن إسماعيل نجح معها لأنه باختصار رياضي حقيقي، رياضي يعرف المعاني الدقيقة لسبل النجاح من تدريب وتعب وجد واجتهاد وكد وحرمان، ليقطف ثمر الاحترام والتقدير والإعجاب من الملايين. فهل أدرك بعض نجوم رياضتنا هذه المعادلة؟! وهل عرفوا السبيل إلى البقاء في القمة؟!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن