سورية

شرعنت «الدفاع الذاتي» في الرقة واعتقلت المحتجين عليه فيها وفي منبج والحسكة … إدارات «الأكراد» تهتز في شمالي شرقي البلاد بسبب «التجنيد»

| الوطن

بعد تصاعد موجة الاحتجاجات على محاولات «قوات سورية الديمقراطية -قسد» ذات الغالبية الكردية، شنت الأخيرة حملة اعتقالات واسعة في الرقة ومنبج والحسكة ودير الزور طالت المحتجين، وحاولت في الوقت ذاته شرعنة «التجنيد الإجباري» بدفع ما يسمى «المجالس المحلية» العاملة تحت سلطتها إلى إقراره.
أمس الأول انتفض الأهالي في مناطق سيطرة « قسد» احتجاجاً على حملات الاعتقال التي قام بها مسلحو «قسد» في الرقة ومنبج والحسكة بهدف سوق الشباب إلى التجنيد الإجباري.
وشهدت أسواق منبج في ريف حلب، الأحد، إضراباً إلا أن «قسد» أطلقت النار على المحال التجارية التي استجابت للإضراب، إضافة إلى حملة اعتقالات طالت العديد من المشاركين فيه، بعد دعوات وجهت السبت لتنفيذ الإضراب بهدف الوقوف في وجه الممارسات القمعية التي تمارسها «قسد»، ومنع الاعتقالات التعسفية وحملات التجنيد الإجباري، والحواجز الطيارة والضرائب.
ورأى مراقبون أن «قسد» تحاول تجنيد أكبر قدر ممكن من العرب في صفوفها قبيل أي مواجهة مع ميليشيات الشمال المدعومة من تركيا.
وصباح أمس بدأت «قسد» حملة اعتقالات واسعة في أحياء منبج المدينة والقرى المحيطة بها في الريف.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن الناشط علي الحسين من أبناء منبج قوله: إن حملة الاعتقالات بدأت منذ خمسة أيام، عن طريق حواجز طيارة لـ«قسد» في وسط المدينة، وصولًا إلى الريف، مشيراً إلى «عدداً كبيراً من الشباب اعتقلوا في الأيام الماضية».
وأضاف الناشط: إن أهالي المدينة يحاولون تجنب الحواجز المنشورة، إلا أن «قسد» كثفت عمليات الاعتقال المستمرة حتى اليوم.
وكانت ما تسمى «الإدارة الذاتية» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي نشرت، في 24 من نيسان الماضي، بياناً دعت فيه جميع المكلفين المقيدين في مدينة منبج وريفها والمقيمين فيها منذ 2012 إلى الالتحاق بالخدمة الإلزامية، وحددت مهلة لتنفيذ الأمر حتى مطلع أيار الحالي.
وتشهد منطقة منبج الخاضعة لسيطرة «قسد» منذ آب 2016، توتراً بين أهالي المنطقة وعناصر الأخيرة بين الفينة والأخرى.
وفي الرقة اعتقلت قوات «الأسايش» التابعة لما يسمى «الإدارة الذاتية»، مساء الأحد عشرات الشبان من منطقة الكرامة وأطرافها في ريف الرقة الشرقي بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري.
كما اعتقلت 27 شاباً من بلدة الكرامة و20 شاباً آخرين من قريتي حمرة بلاسم وحمرة بويتية في ريف الرقة الشرقي للسبب ذاته.
الجدير بالذكر أن ما يسمى «لجنة الدفاع الذاتي» لمدينة الطبقة، كانت قد عممت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومراكز الأمن التابعة لـ«قسد»، على جميع شبان مدينة الطبقة ممن مواليدهم بين 1990 و2000 بمراجعة مركز «واجب الدفاع الذاتي»، بتاريخ 16 أيار الحالي، محذرة من أن «كل تأخير عن الموعد المذكور يعتبر تخلفاً». وبعد احتجاجات أمس الأول على إجراءاتها عادت «قسد» لتعتقل 47 شاباً من قرى «الكرامة، حمرة بلاسم وحمرة بويتية» بريف الرقة الشرقي، و4 آخرين في مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، لسوقهم إلى «التجنيد الإجباري» وفق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تكتف «قسد» بالاعتقالات بل دفعت ما يسمى «المجالس المحلية» إلى شرعنة «التجنيد الإجباري» بإقرار قانونه.
وذكرت وكالة أنباء «هاوار» الكردية أن المجلسين «التشريعي التنفيذي» و«الرئاسة المشتركة» للجنة «الدفاع الذاتي» في «مجلس الرقة المدني» عقداً اجتماعاً أمس للتصديق على «النظام الداخلي لواجب الدفاع الذاتي» في مدينة الرقة، بحضور شيوخ وجهاء عشائر في المنطقة.
وخلال الاجتماع، شدد الرئيس المشترك لـ«المجلس التشريعي» خالد بركل على ضرورة وأهمية ما سماه «واجب الدفاع الذاتي» في المنطقة، والمسؤوليات التي تقع على عاتق شباب الرقة في حماية أمن مدينتهم، بعد دحر مرتزقة داعش من الرقة.
بعدها قرأ عضو «لجنة الدفاع الذاتي» علي قادر النظام الداخلي أمام الحضور، ليفتح بعدها باب الأسئلة والنقاشات أمام الحضور، حيث تطرقت الأسئلة إلى كيفية الالتحاق بـ«واجب الدفاع الذاتي»، وهل هناك إعفاءات منه؟
وبحسب الوكالة الكردية فإنه وبعد نقاشات مستفيضة بين الحضور، صدق أغلبية الحضور على النظام الداخلي، عبر التصويت المباشر.
ومن المقرر أن يصدق على قانون الدفاع الذاتي في اجتماع آخر خلال هذا الشهر، ليدخل حيز التنفيذ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن