الأولى

بعد غياب 8 سنوات «المسحراتي» يظهر في حلب

| حلب- خالد زنكلو

عاد المسحراتي إلى حلب ليمارس طقوسه المحببة، ولو بخجل، بعد غياب استمر 8 سنوات افتقدت فيه المدينة أحد أهم الشخصيات المرتبطة بشهر الصوم.
ولعب غياب الأمن في حلب منذ دخول المسلحين إليها مطلع رمضان 2012، الدور الأهم في تخلي المسحراتية عن «مهنتهم» التي تدر دخلا لا بأس به لهم في موسم رمضان قبل أن يشجعهم الاستقرار إثر اندحار الإرهاب عن مدينتهم إلى حمل «طبلتهم» وارتياد الأحياء المفضلة لإيقاظ النائمين وحضهم على «فضائل» تنال طعام السحور.
«منعتنا القذائف والقنص والرصاص المتفجر الذي يطلقه المسلحون ويطول كل الأحياء الغربية من المدينة من القيام بتقليد المسحراتي العريق في حلب إلا أننا عدنا لعملنا، الذي لاقى استحسان الأهالي من جديد باستثناء بعض خطوط التماس مثل السوق المحلي في شارع النيل وحي الزهراء التي لا تزال غير آمنة بسبب القذائف»، بحسب قول أبي وائل المسحراتي لـ«الوطن» والذي آثر اختيار بعض شوارع أحياء الحمدانية لمزاولة عمله.
أما المسحراتي أبو علي، الذي استأثر ببعض شوارع حي الفرقان، فيخشى من عدم دفع «مستحقاته» بسبب ممارسته الطقوس المألوفة لمهنته من قرع الطبلة وترديد شعارات معينة مثل: «يا نايم وحّد الدايم» و«قوموا على السحور وصلوا ع الرسول» لأن الكثير من السكان ليسوا بحاجة إلى إيقاظهم «بعدما تغير نمط حياتهم واعتادوا على مواصلة السهر حتى موعد السحور ولاسيما مع توافر الكهرباء، التي تدفعهم لمتابعة المسلسلات الرمضانية، معظم ساعات الليل»، ولفت إلى أن الأهالي، ومع اقتراب النصف الثاني من الشهر الفضيل، يقضون وقتهم حتى السحور في التسوق لشراء حاجيات العيد، وهو ما يعيق الحصول على «البخشيش».
ويؤثر مسحراتية حلب، الذين يفضلون ارتياد الأحياء الراقية الثرية، اصطحاب أطفالهم معهم خلال جولة السحر لاستدرار عطف السكان إلا أن محمود «الأعزب» اختار «الدربكة»، آلته الإيقاعية الشعبية المفضلة، لمزاولة عمله وفي حي صلاح الدين الشعبي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن