رياضة

سيدات الثورة بعد الأداء الجيد.. مركز الوصافة لا يليق بهن

| مهند الحسني

لم تتمكن سلة سيدات نادي الثورة من المحافظة على لقبها كبطل لكأس الجمهورية الموسم الفائت، ولم تتمكن أيضاً من ملامسة لقب بطولة الدوري، حيث أخفق في تحقيق حلمه بعد خسارته في اللقاء النهائي أمام فريق الوحدة قبل أيام قليلة، ورغم هذه النتائج التي لم تتناسب مع طموح القائمين على اللعبة بالنادي، فإن الفريق لم يكن سيئاً من ناحية الأداء فردياً وجماعياً، وقدم مستويات جيدة، وقوية نال خلالها احترام الجميع، ولا نغالي كثيراً إذا قلنا إن سلة الثورة تعيش أحلى أيامها منذ موسمين أو أكثر، بعد أن نجحت الإدارة في بناء فريق متكامل، وإن كان فريق الرجال بالنادي خارج تغطية هذا المستوى المتطور، غير أن سياسية النادي تقضي بضرورة بناء جيل سلوي واعد للمستقبل، لأن نادي الثورة يعد الوحيد من بين جميع الأندية الذي يعتمد على أبنائه بعيداً عن التعاقدات، وقد بدأت ثمار جهوده تثمر عن نتائج أكثر من إيجابية على صعيد فريق السيدات، وباقي فرق النادي، وخاصة أنه صب جل اهتمامه بفرق القواعد ضمن خطة مدروسة على أسس سليمة، ما يبشر بجيل سلوي واعد سيكون نتاج هذا النادي الصغير من حيث الإمكانات المادية، قد كسب النادي فريقاً يضم بين صفوفه لاعبات صغيرات العمر، وكبيرات بالمستوى والعطاء، فالفريق لعب بطريقة جماعية عالية الانسجام، والتناغم، والتوافق بين لاعباته، وأهم ما يميزه أن جميع لاعباته من بنات النادي باستثناء لاعبة واحدة (آية شما) من حطين.

فنياً
لعب الفريق بالدور النهائي أمام الوحدة مباراة تكتيكية عالية المستوى، لأن يضم مجموعة كبيرة من اللاعبات موزعات على جميع المراكز، ولديه مزيج يجمع بين خبرة اللاعبات الصاعدات، والناشئات، لعب الفريق هذا الموسم بشكل قوي، وبدا دفاعه متماسكاً، وهجومه منظماً، يعد من أكثر الفرق انسجاماً، ويتميز عن الفرق الأخرى باحتياطه القوي جداً، وتنوع دفاعاته، ورتمه الهجومي السريع، وصغر أعمار لاعباته، عموماً كان مستوى الفريق متوازناً في أغلب مراحل الدوري، ولكنه تأثر ببعض الإصابات لأبرز لاعباته (زينة يازجي وسيدرا سليمان)، ورغم ذلك قدم مستوى فنياً عالياً، وظهرت بعض لاعبات الصاعدات اللواتي برزن في هذا الموسم بأجمل أداء، أمثال اللاعبة نورا بشارة، وماري عبدالله، وسيدرا سليمان، وستيفاني الأطرش، ويتوقع لهذا الفريق التألق والتطور في السنوات المقبلة نظراً لصغر سن لاعباته، وامتلاكه عدداً كبيراً من المواهب والخامات، ومن المؤكد أن يحمل المستقبل القريب أشياء جميلة للاعبات هذا الفريق.

للذكرى
تصدر فريق الثورة مجموعة دمشق بالدور الأول للدوري العام للسيدات، ثم تابع عروضه القوية ليتصدر مجموعته القوية في الفاينال إيت، ومن ثم تصدر فرق الفاينال 6 من دون التعرض لأي خسارة، وتابع مشوار تألقه وسلسلة انتصاراته بالفوز بمباريات الدور نصف النهائي على نادي قاسيون في لقاءي لذهاب والإياب، ليتأهل إلى المباراة النهائية ويقابل الوحدة بمباراتين خسرهما بفارق نقطة واحدة للمباراة الأولى، وخمس نقاط للمباراة الثانية، وكان من أسباب الخسارة بعض الإصابات التي حلت باللاعبات، إضافة لتدعيم الوحدة صفوفه بالمرحلة الأخيرة باللاعبة المتألقة سنا جلبي، التي شكلت مع اليسيا مكاريان ثنائياً دفاعياً قوياً جداً أثر في نسب التسجيل المعتادة للاعبات الثورة، وخاصة من تحت السلة، ليحل نادي الثورة بالمركز الثاني بالدوري، ولينهي موسمه بشكل رائع بعد وصوله أيضا للمباراة النهائية لكأس الجمهورية التي خسرها أمام فريق سيدات نادي الساحل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن