سورية

التنظيم يفشل في ضبط الأمن.. وتحالفات للوافدين بحثاً عن موطئ قدم … الجيش يصد «النصرة» في ريف إدلب الشرقي وعودة الأهالي تتواصل

| الوطن – وكالات

تصدى الجيش العربي السوري لهجوم مباغت شنه تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في ريف إدلب، على حين واصل الأهالي العودة عبر معبر تل السلطان في أبو الظهور إلى المناطق التي حررها الجيش.
ووسط أنباء عن اتفاق قريب لهدنة في شمال غرب سورية، كانت التنظيمات الإرهابية التي خرجت إلى الشمال تبحث عن موطئ قدم لها هناك بالتحالف مع تنظيمات في المنطقة، على حين استمرت محاولات «النصرة» الحثيثة لضبط الأمن في مناطق سيطرتها في إدلب من دون جدوى.
وحسبما أقرت مصادر إعلامية معارضة، فقد اندلعت اشتباكات بعد منتصف ليلة– الثلاثاء، بين «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» وميليشيا «الحزب الإسلامي التركستاني» و«حراس الدين» من جانب، ووحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة من جانب آخر، خلال عملية تسلل للإرهابيين على نقاط التماس مع الجيش في تلة المسيطف جنوب تل السلطان الواقعة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث دارت اشتباكات ترافقت مع استهدافات متبادلة، ما أسفر عن قتلى وجرحى بين طرفي القتال.
من جانبه كشف رئيس مركز المصالحة الروسي في حلب عن أن عدد المواطنين السوريين العائدين إلى بلداتهم وقراهم من خلال المعبر الإنساني في تل السلطان في بلدة أبو الظهور بلغ في اليوم الثالث لافتتاح المعبر أمس 2160 مواطناً، اصطحبوا معهم 317 سيارة من أنواع وأحجام مختلفة، وفق وكالة «سبوتنيك» التي نقلت عن الجنرال الروسي شكره للقيادة السياسية والعسكرية بمحافظة حلب لما تقدمه من مساعدة للمواطنين ومن تأمين لعمل المعبر.
وافتتح المعبر مطلع الشهر الجاري، بعد اتفاق تركي روسي ليتم عبره دخول المدنيين الذين فروا من المنطقة التي كانت تقع لسنوات تحت سيطرة المجموعات الإرهابية قبل أن يتمكن الجيش السوري من تحريرها منذ أشهر.
في مقابل ذلك أكد مدير المكتب السياسي لـميليشيا «لواء المعتصم» التابع لـ«الجيش الحر»، وعضو وفد الإرهابيين إلى اجتماعات «أستانا» مصطفى سيجري أن المنطقة الشمالية (إدلب وريف حماة وريف حلب) ستشهد وقف إطلاق نار خلال وقت قريب، رافضاً الإدلاء بالمزيد من المعلومات، لأنه «من الصعب حالياً الخوض في التفاصيل»، بحسب ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عنه.
من جهتها واصلت «النصرة» البحث عن ضبط الأوضاع في مناطق سيطرتها، ونقلت مواقع معارضة، عن مدير العلاقات الإعلامية في «هيئة تحرير الشام» قوله: إن المكتب الأمني في «تحرير الشام» كشف مخطط خلايا التنظيم، وشن عملية أمنية داهم من خلالها عشرات الأوكار والتجمعات، كان آخرها بريف سلقين في ريف إدلب الشمالي، وأدت إلى مقتل وأسر العشرات من قيادات التنظيم.
في المقابل أكدت مواقع معارضة أن عمليات القتل ضد مجهولين استمرت في المحافظة، وكان آخرها الإثنين إذ قتل مجهولون مقاتلين من الميليشيات رميًا بالرصاص على الطريق الواصل بين مدينة إدلب ومزارع بروما.
وفي إدلب أيضاً أكدت مصادر إعلامية معارضة اندلاع اشتباكات بعد منتصف ليلة– الثلاثاء في مدينة معرة النعمان الواقعة بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، بين عناصر من ميليشيا «لواء المهام» وبين ميليشيا «لواء أنصار الحق» التابعين للميليشيات العاملة في المدينة، دون معلومات عن أسباب الاشتباكات.
وبحسب المصادر الإعلامية المعارضة فإن 128 شخصاً على الأقل، هم 35 مدنياً بينهم 6 أطفال ومواطنتان، قتلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة مؤخراً.
في الأثناء أعلنت ميليشيا «لواء شهداء الإسلام» الذي كان ينشط في مدينة داريا بريف دمشق قبل الخروج نحو إدلب، في بيانٍ له: «الانضمام إلى صفوف (ميليشيا) «فيلق الشام»»، حيث رحب الأخير بهذه الخطوة، معتبرًا أنها «ضرورة لما تقتضيه الساحة «الثورية» من رصّ الصفوف وجمع الكلمة».
في غضون ذلك انتقد فريق «منسقي الاستجابة في الشمال السوري» عزوف بعض المنظمات والهيئات الإنسانية عن تقديم الدعم اللازم للخارجين من مختلف مناطق سورية إلى الشمال، مؤكداً في بيان أن «الأعداد ضخمة، ولم يتم تقديم المساعدات الإنسانية والأساسية لهم بمقدار 10 بالمئة من الاحتياج الفعلي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن