سورية

واشنطن تقرّ: تطبيق «اتفاق منبج» سيكون معقداً وطويلاً

| وكالات

أقرت الولايات المتحدة الأميركية، بأن اتفاق «خريطة الطريق» التي وضعتها واشنطن وأنقرة حول مدينة منبج في شمال سورية، سيكون تطبيقه «معقداً وطويلاً»، إذ لا يزال ينبغي مناقشة الكثير من التفاصيل، مؤكدة أن الاتفاق يتعلق بإطار سياسي أوسع ينبغي التفاوض حول تفاصيله. في الأثناء، ذكرت ميليشيات مسلحة تابعة لأنقرة أن «تركيا لن تستلم» (إدارة) منبج، وإنما سيكون دورها «الإشراف مع الولايات المتحدة» على تنفيذ الاتفاق، على حين أكدت واشنطن أنه ينطبق على منبج فقط.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، بحسب وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء، أن «خريطة الطريق» التي وضعتها الولايات المتحدة وتركيا حول منبج السورية من أجل تفادي حدوث صدام مسلح في المدينة، سيكون تطبيقها «معقداً وطويلاً»، إذ لا يزال ينبغي مناقشة كثير من التفاصيل.
وقال المسؤول الأميركي للصحفيين: إن الهدف من الاتفاق هو «الإيفاء بالالتزام الأميركي بنقل وحدات حماية الشعب الكردية إلى شرق نهر الفرات»، لكن المسألة تتعلق «بإطار سياسي أوسع ينبغي التفاوض حول تفاصيله»، مشيراً إلى أن تطبيقه سيتم «على مراحل تبعاً للتطورات الميدانية».
وسيطرت القوات الكردية على منبج بعد إخراج تنظيم داعش منها في 2016 وينتشر فيها عسكريون أميركيون وفرنسيون بطريقة غير شرعية. وأكد المسؤول الأميركي للصحفيين أنه سيتم «تشكيل دوريات مشتركة» لكنه «نفى وجود جدول زمني محدد». وقال: «نحن مصممون على العمل بأقصى سرعة ممكنة»، ولكن التواريخ التي أشارت إليها وسائل الإعلام «لا تعبر عن شيء ملموس».
وأضاف: «لن يكون الأمر سهلاً، التطبيق سيكون معقداً (ولكن) الجميع سيستفيدون منه لأنه سيؤمن استقرار منبج على المدى الطويل».
من جانبها، ذكرت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» في منشور لها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «اتفاق مدينة منبج السورية يعتبر اتفاقاً باطلاً بكل المقاييس باعتباره تم بين دولتين تفتقدان للشرعية بتواجدهما على الأراضي السورية وقامتا بإبرام الاتفاق دون التنسيق مع الحكومة السورية في دمشق».
وفي السياق، ذكر سعد الدين أبو الحزم، قائد أركان ميليشيا «الفرقة الأولى»، فيما يسمى «الجيش الوطني» الذي شكلته تركيا من ميليشيات الشمال، وفق مواقع إلكترونية معارضة، أن «تركيا لن تستلم» منطقة منبج شرق حلب شمالي سورية، وإنما «سيكون دورها الإشراف مع الولايات المتحدة على تنفيذ اتفاق خريطة طريق منبج».
وأضاف: إن دور «الجيش الحر» ضمن الاتفاق المعلن «جرى إغفاله»، مشيراً أن الاتفاق يقضي بوضع المدينة تحت إدارة أهلها، ملمحاً لوجود مسلحين من «الحر» هم من أبناء منطقة منبج أصلاً.
وأعلنت «وحدات الحماية» الكردية الثلاثاء، سحب مستشاريها العسكريين من مدينة منبج، بعد يوم من الإعلان عن اتفاق أميركي تركي عدواني حول المدينة.
في الإطار ذاته، وفي مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، أمس، وفق مواقع إلكترونية معارضة، أعلن أن «بلاده ستطهر مناطق شرق الفرات في الأيام المقبلة، لكنها تفضل اللجوء إلى تسوية سياسية لتحقيق ذلك».
وأضاف: «إن لم تنته التهديدات الإرهابية في المناطق الحدودية فلتركيا حق الدفاع عن أمنها القومي»، بحسب تعبيره.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء: إن «خريطة الطريق التي توصلت لها مع أميركا في منبج سيتم تطبيقها مستقبلاً في مدينتي الرقة وعين العرب».
وبحسب بوزداغ، فإن «هناك جدولاً زمنياً واضحاً حيال خريطة طريق منبج، وسينفذ خلال 90 يوماً».
وفيما يبدو أنه رد على كلام تشاويش أوغلو، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أدريان جالاواي، بحسب «الأناضول»: إن خريطة الطريق التي وضعتها الولايات المتحدة وتركيا حول منبج تنطبق على هذه المدينة وحسب وليس على مناطق أخرى في سورية.
في الأثناء، رحّب أمين عام حلف شمال الأطلسي «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، باتفاق تركيا والولايات المتحدة في منبج، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ستولتنبرغ، أمس، في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب وكالة «الأناضول التركية».
إلى ذلك، اعتبر رئيس «الائتلاف» المعارض، عبد الرحمن مصطفى، أن انسحاب «وحدات الحماية» من منبج وفق الاتفاق الأميركي التركي، سيساهم بإعادة اللاجئين، وفق مواقع الكترونية معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن