سورية

بعد طعنة أميركا الثانية في منبج … القوى الكردية تواصل الاستدارة.. مسلم: قد نتحالف مع دمشق

| الوطن- وكالات

ما إن أعلنت أنقرة عن التوصل إلى «خريطة طريق» مع الولايات المتحدة الأميركية حول مدينة منبج، حتى تعزز لدى قوى كردية على رأسها «حزب الاتحاد الديمقراطي-با يا دا» عدم التعويل على الأميركيين، وجددت التأكيد على استعدادها للحوار مع دمشق.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»، أبدى الرئيس السابق لـ«با يا دا» صالح مسلم استعداده التام وغير المشروط للتحالف مع الرئيس بشار الأسد، وتقديم سلسلة من التنازلات، بما في ذلك التخلي عن ما يحلو للكرد تسميته «روج أفا» وهو الاسم الذي أطلقه مع حزبه على مناطق واسعة من شمال وشمال شرق سورية. وتعليقاً على التفاهمات الأميركية التركية الأخيرة حول منبج، قال مسلم: «كنا نأمل أن تكون الأمور مختلفة، ولكن حدث ما حدث، وبالنهاية نحن لا نتحكم بالقرار الأميركي، الأميركيون يقررون حسب مصالحهم، وبالمثل نحن أيضاً لنا تحالفاتنا التي تحددها مصالحنا، لسنا عبيداً أو خدماً لأحد، لنا سياساتنا، وإذا توافقت مصالحنا مع الأميركيين فسنسير معهم، وإذا توافقت مع الروس فسنسير معهم، وإذا توافقت مع النظام فسنسير معه».
وحول إذا ما كانوا قد هرولوا لقبول التفاوض مع دمشق بعد قيام الرئيس الأسد بالتلويح في وجههم بعصا القوة المسلحة، ردّ مسلم: «الأمر لم يكن كذلك، وإنما أبوابنا كانت دوماً مفتوحة للجميع، ووجدنا تغيراً في حديث (الرئيس) الأسد مؤخراً، فقبل شهرين كان يصفنا بالإرهابيين، والآن يتحدث عن التفاوض، وهذا تقدم، ومثلما يفكر الجميع بمصالحه، فسنفكر نحن أيضاً».
وتابع: «الحوار سيكون دون شروط مسبقة، ونحن لم نرد أن نكون بعيدين عن سورية، نريد سورية ديمقراطية لكل أبنائها، والمسميات غير مهمة. وأي شيء يمنحنا وكل المكونات الأخرى كامل الحقوق الديمقراطية فسنسعى له».
ونوه مسلم بزيارة وفد من «معارضة الداخل» إلى القامشلي قبل أيام، معقباً بالقول: «أعضاء الوفد معروفون عندنا منذ زمن. لقد جاؤوا واجتمعوا بكل المكونات، بالعرب والأكراد، وبالأحزاب المعارضة وغير المعارضة».
ويوم الجمعة الماضي أنجز وفد «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة زيارته إلى مدينة القامشلي التي استغرقت عشرة أيام، وعقد مؤتمراً صحفياً في القامشلي، اعتبر فيه الأمين العام للجبهة محمود مرعي أن مضمون وهدف الزيارة هي رسالة محبة وسلام بين السوريين جميعاً على مختلف مشاربهم ومكوناتهم، ومنهم من يعيش على أرض الجزيرة السورية، مبيناً: أن اللقاءات ضمت جميع الأطراف الدينية والسياسية والثقافية والإعلامية، وجهاء العشائر ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، إلى جانب الشخصيات المؤثرة في المجتمع.
وفي تصريح لـ«الوطن» نشر الخميس الماضي أكدت الناطقة باسم «الجبهة» ميس كريدي، أن «أجواء أكثر من إيجابية» سادت خلال الزيارة، مشيرة إلى أن اللقاء الذي جرى الثلاثاء الماضي مع الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سورية الديمقراطي» و«الهيئة الرئاسية» إلهام أحمد، خلص إلى الإعلان عن موافقة «سورية الديمقراطية» على «إرسال وفد للحوار مع دمشق دون شروط مسبقة».
وإدراكاً بأن منبج لم تكن الطعنة الأولى الأميركية للكرد، أضاف مسلم: «سبق أن حدثت مؤامرة على عفرين وتم السماح بتسليمها للأتراك مقابل رحيل فصائل مسلحة عن الغوطة الشرقية وسط صمت المجتمع الدولي عن المجازر التي ارتكبت هناك… والآن هناك اتفاق أميركي تركي حول منبج، ولكن في منبج مجلسان مدني وعسكري يقرران أمرها ونثق في قدرتهما على الدفاع عنها».
وعن احتمال أن تشكل الخطوات الأميركية الأخيرة تجاه حزبه وميليشياته دافعاً لفض التحالف مع واشنطن، رأى مسلم أن العلاقة مع الولايات المتحدة تحكمها المصلحة المشتركة المتمثلة في التخلص من تنظيم داعش، واصفاً هذه العلاقة بأنها ليست أبدية وأن من الوارد أن تتغير.
وأوضح: «أميركا تتنازل عن مناطق قمنا بتحريرها بدماء قواتنا مقابل مصالح تنتزعها من تركيا، ربما مقابل مناطق أخرى في سورية أو خارجها، وفي هذا ظلم كبير لنا، كما حدث في عفرين، ولكن مقاومتنا مستمرة هناك، ونؤكد أن كل شيء وارد، وتحالفاتنا قد لا تتوقف عند دولة بعينها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن