أرشيف مغلوط
المحرر الرياضي :
كثيراً ما تحدثنا عن الأرشيف وأهميته ووجوب كل منا المساهمة في جمعه، ولكن أن يصل بنا الأمر إلى الأخذ بما هو خاطئ والبناء عليه قرابة ثلاثة عقود ونيف، لعمري هو أمر مؤلم!
يحز في النفس أننا نأخذ الأرشيف ممن هم أكثر خبرة وعمراً في حضرة صاحبة الجلالة ظناً منا أنهم قدموا تضحيات في سبيل جمعه لا أخذه جاهزاً ممن سبقوهم، لكن أن يصل الأمر عند البعض في تدوين بطولات لغير مستحقيها ومنع بطولات عن أندية بذلت الغالي والنفيس في سبيل بلوغ ذلك، لعمري هو أمر أكثر إيلاماً!
نعلم أن اتحاد كرة القدم غير معني بالأرشيف ولم يخطر بباله وضع لوحة شرف بأسماء من تعاقب على هرم القبة الكروية في سورية، ولكن خلو أرشيفه من أسماء أبطال الدوري والكأس فهذه حكاية أخرى ينفرد بها عن اتحادات الكرة في العالم، وأن يدعي شخص ما بأنه ملك الأرشفة وما يقوله هو الصواب بعينه وما دون ذلك لا يعترف به فتلك حكاية منبعها الأنا والغرور.
أرشفة مباريات المنتخب مع هوية مسجلي الأهداف وأسماء المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب كان هاجسنا يوماً ما، أملاً بوضع الأمور في نصابها وإيماناً بأن ذلك واجب وطني فكان النتاج المتواضع موسوعة كرة القدم السورية في 65 عاماً ومازلنا ماضين وصدرنا رحب لأي معلومة تفيدنا في قادم المواعيد.
أمس كنا على موعد مع نهائي كأس الجمهورية وكان لـ«الوطن» دور في إعادة الحق إلى نادي الشرطة الذي سلب منه في كل المراجع الأرشيفية المحلية لقب في الستينيات، والغريب أن القائمين على نادي الشرطة لم يطالبوا بحقهم يوماً ما، والأمر ذاته عند القائمين على كرة الجيش، إذ إن كل المراجع تنسب لهم ثمانية ألقاب والصحيح تسعة ألقاب تجعله قياسياً مع الاتحاد، واللقب الضائع في غياهب دفاتر النسيان تحقق عام 1964 على حساب حلب الأهلي بهدفين, وللمهتمين نبيّن أن لقب عام 1962 ينسب لفريق رميلان على حساب الشرطة بهدفين في حين الفائز هو السوري (اليرموك حالياً) على حساب دمشق الأهلي (المجد حالياً) بثلاثة أهداف لهدفين.
المتبحر في الأرشيف يجد أن لقب الشرطة 1968 تحقق على حساب حلب الأهلي بهدفين لهدف ذهاباً وإياباً وليس في مباراة واحدة، ونقل إلينا أن رميلان بطل الكأس 1969 على حساب الشرطة بهدفين من دون الإشارة إلى أنها مباراة إياب بعد التعادل في القامشلي بهدف لمثله.
بالتأكيد الكلام عن الأرشيف لا ينضب وواجب على الجميع المساهمة في تصويبه، ولذلك نجد اهتماماً مسؤولاً بتشكيل لجنة للأرشفة في الاتحاد الرياضي العام على أمل أن يكون نتاجها زاداً لمكتبتنا الرياضية.