رياضة

بلباو نجح باستغلال كل الأوضاع وقهر إنريكه…كابوس سان ماميس يقض مضجع البرشا

 خالد عرنوس : 

حلم السداسية الثانية وإعادة سيناريو 2009 داعب طويلاً مخيلة عشاق البلوغرانا فمنذ التتويج بلقب بطولة الدوري الإسباني رسم إنريكه ولاعبوه الخطوة الأولى نحو تكرار إنجاز سلفه وزميله السابق بيب غوارديولا وبدا الأمر في المتناول، ونجح لاعبو دريم تيم بالوصول إلى اللبنة الرابعة قبل أيام قليلة بالظفر بكأس السوبر الأوروبية، ووجه يومها الفريق المنافس (إشبيلية) إنذاراً شديد اللهجة لتدارك الأمور قبل أن تقع الفأس بالرأس، إلا أن المدرب الطموح لم يستفد من الدرس الذي وجهه الأندلسيون فتلقى صفعة مدوية من الباسكيين، فقد تلقى رباعية جديدة لكنها جاءت دون رد لتضع حلم اللبنة الخامسة في ثلاجة الانتظار بانتظار معجزة في فرن نيوكامب عندما تقام مباراة العودة يوم غد الإثنين بداية من الساعة 11 مساءً بتوقيت دمشق.

درس للذكرى
قبل مباراة السوبر المحلية تفاءل الكاتالونيون بلقاء اتلتيك بلباو وذلك لأن الليث الباسكي لعب دور الضحية في عام 2009 عندما خسر نهائي كأس الملك 1/4 أمام فريقهم ثم واجهه على كأس السوبر وكان اللقب الرابع يومها بعد فوز البرشا 2/1 في سان ماميس و3/صفر في نيوكامب، أي إن السيناريو المنتظر في الوقت الراهن، لكن لاعبي بلباو الذين درسوا أخطاء إنريكه ونجومه (أمام إشبيلية) جيداً استغلوا الوضع على النحو الأمثل وأنزلوا بضيفهم شر هزيمة.
فأشد المتفائلين بالزعيم الباسكي وأشد المتشائمين بالبرشا لم يكن ليتوقع النتيجة الثقيلة (4/صفر) بعد عرض مثالي من لاعبي المدرب فالفيردي وخاصة بالشوط الثاني وبدوا خلاله وكأنهم دريم تيم على عكس ميسي ورفاقه المتراخين فاكتفوا بهجمات غاب عنها التركيز.

أخطاء وعثرات
سيناريو الخسارة كان متوقعاً إلى حدّ ما ذلك أن إنريكه أراد إراحة معظم لاعبي خطوطه الخلفية وزج بالبلاء ولم ينجح هؤلاء الأخيرون بما أوكل إليهم فانتهى الشوط الأول بهدف سان خوسي (13)، وجاءت نقطة التحول الكبيرة مطلع الشوط الثاني عندما أصاب بيدرو العارضة وتصدى الحارس إيرازوس لكرة ميسي خلال أقل من 3 دقائق ليأتي الرد سريعاً برأسية أدوريز التي أعلنت الهدف الثاني (53)، وعزز اللاعب ذاته بالثالث سريعاً (62) مستغلاً مع رفاقه الارتباك وسط دفاعات البرشا والأخطاء الساذجة التي أكملها داني ألفيس الأكثر خبرة (وهفوات) بتدخله المتهور على أدوريز ضمن الصندوق ليحتسب الحكم خوسي لويس ركلة جزاء زادت من معاناة الكاتالونيين بهدف رابع وفرحة الباسكيين بالهاتريك الشخصي لأدوريز.
الرباعية التي تلقاها البرشا هي الثانية خلال أقل من أربعة أيام وهو مالم يحصل مع الفريق منذ ختام موسم 1997/1998 عندما تلقى 3 هزائم متتالية اهتزت شباكه فيها 12 مرة، أما أدوريز فقد كان صاحب الشرف الكبير بعد 12 عاماً على تسجيل سالفا باليستا آخر ثلاثية بمرمى البرشا الذي خسر يومها أمام ملقة 1/5.

هزيمة كارثية
الفوز الكبيــر لأتلتيــك بالطبــع لا يمـكن تحميله لأخطاء لاعبي البرشا الذين وصلوا إلى مرمى مضيفيهــم 8 مرات وسددوا 4 مرات بين الخشبات، فلابد من إعطاء لاعبي فالفيــردي حقهم بعد أدائهم الرائع هجوماً ودفاعاً فقد نجحوا في التحكم بمجريات المباراة كما يحلو لهم فعندما تقدموا بالثلاثة لم يتراخوا ولم يتراجعوا للدفاع وحتى عندما ارتفعت النتيجة إلى أربعة بقوا يلعبون بالأسلوب ذاته (خنق هجومات الضيوف في مهدها) فحاصروا المدافعين في منطقتهم ونجحوا بمهمتهم على الوجه الأكمل علماً أنهم وصلوا إلى مرمى شتيغن 9 مرات وسجلوا من الكرات الأربع التي جاءت بين القائمين والعارضة.
بالمقابل فإن علامات الاستفهام رافقت أداء البلوغرانا في هذه المباراة التي قد تكون سبباً في تبديلات كبيرة داخل الفريق على الرغم من سيطرته الاعتيادية على الكرة، فالرهان الذي أراده لويس أنريكه على بعض اللاعبين لم يكن ناجحاً وغابت الفاعلية عن الآخرين وغاب ميسي وسط الزحام وانتهى سواريز في أحضان المدافعين ولم يقو بيدرو على إكمال المباراة فاستبدل وعندما تم الزج براكيتش وإنييستا لم يتغير الوضع كثيراً وظهر تأثير غياب بوسكتس ونيمار وألبا، وأيضاً بيكيه على كل عيوبه فكان الدفاع صيداً سهلاً لفريق متحفز لصنع إنجاز ووضع كل جهده في سبيل الفوز بكأس السوبر المحلية للمرة الثانية بتاريخه وإعادة أندية الباسك إلى منصات التتويج بعد أكثر من ثلاثة عقود.
جرس إنذار

لن يتوقف أمر الرباعية الباسكية عند خسارة باتت محتملة (بل أقرب إلى الواقع) للسداسية ولكن الأهم أنها كانت بمثابة جرس إنذار نبّه إليه المراقبون أثناء استعدادت البرشا للموسم الجديد فقد ظهر بحاجة إلى إعادة نظر بخطه الخلفي الذي تلقى 8 أهداف في أربع مباريات ودية ومثلها على الصعيد الرسمي في مبارتين فقط وخاصة أن المتربصين كثر مع بداية الموسم الجديد الذي يحتاج فيه لويس إنريكه إلى كل لاعب مع استمرار حرمانه من اللاعبين الوافدين حتى نهاية العام الحالي.
إنريكـــه الــذي بدا عاجـــزاً عن تغــيير وضع فريقه أمام المد الباسكي في مباراة الجمعة مدعو إلى رد الاعتبار سريعاً عبر حلقتــين جديدتين أمام بلباو بالذات وإذا كـــانت مباراة غد (إياب السوبر) تعني لقباً وسيخوضها ميســي ورفاقه تحت ضغط كبير فهم مطالبــون بالـــرد على الرباعية بمثلهـــا على الأقل مبــدئيــاً فــإن مبـــاراة الأحــد القــادم على أرض سان ماميـس في افتتاح الليغـــا لن تقــل قيمــة فهي المفتـــاح لموســم طويــل يأمل فيه الكــاتالونيون الاحتفاظ بكل ألقابهم وإن بدا هذا الأمر في غاية الصعوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن