قضايا وآراء

ذكرى الانتصار.. وخطر التقسيم

ميسون يوسف : 

كالعادة كانت المقاومة موفقة في قرارها الاحتفال بذكرى انتصارها في حرب تموز 2006، باختيار وادي الحجير مكانا للاحتفال مع ما يحمل هذا الوادي من معان وما يرمز إليه تاريخيا وحاضرا على صعيد المقاومة ومواجهة الأخطار التي تحدق بالأمة والوطن.
ففي الماضي كان في وادي الحجير المؤتمر الشعبي العام الذي صرخ رافضا المشروع الغربي للتقسيم وتفتيت الأمة وشرذمتها، وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يستطع أن يوقف المشروع فإنه سجل موقفا للتاريخ بأن الشعب يرفض التقسيم، وفي الحاضر كانت معركة وادي الحجير التي حسمت حرب تموز لمصلحة المقاومة وكانت فيها مقبرة الدبابات الإسرائيلية التي اصطحبت معها مقبرة ملاصقة دفنت فيها أحلام إسرائيل بنصر سريع أو حتى رمزي.
لقد أكدت المقاومة في وادي الحجير في العام 2006 كما أكد المقاومون في كل معاركهم على مساحة الجنوب أن الحرية تستحق أن تُخاض الحروب من أجلها، وأن يستشهد الأبطال في سبيلها وأن النصر سيكون بالتالي حليفاً لكل من آمن بالقضية، بتلك الحرية، التي سُطرت البطولات كرمى لها، فصنعت المعنى الحقيقي لأرض لا تهوى سوى الكرامة.
لقد أكدت المقاومة في وادي الحجير أن الإنسان إذا أراد الحق وعمل له، وإذا أراد النصر وسعى إليه، فإن اللـه معه ينصره كما وعده وكان وعد اللـه حقا، وإنه دائماً الوعد الصادق الذي جعله المقاومون في العام 2006 شعارا وعنوانا لحربهم الدفاعية التي مرغت أنف إسرائيل بوحول الجنوب وفرضت عليها هزيمة غيرت مسار الأحداث ورسمت في المنطقة مشهدا جديداً لا يشبه ما قبله من صور.
لقد أكدت حرب تموز في لبنان أن المعادلة التي اجترحت فيها والقائمة على الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة دفاع مجد ونصر موثوق، معادلة باتت إسرائيل معها عاجزة عن فعل ما تريد أو تنفيذ ما تقرر.
واستكمالا للمشهد لا بد من التذكير بأن لبنان لم يكن وحيدا في مواجهة العدو المتغطرس، فقد كانت إلى جانبه المكونات الأخرى من محور المقاومة التي عملت وفقاً لظروف المواجهة وكانت شريكاً فاعلاً في الانتصار، ولهذا لا يفتأ سيد المقاومة مراراً وتكراراً عن شكر سورية وإيران لأنهما مع المقاومة شركاء في الانتصار، ومع المقاومة شركاء في متابعة الطريق ومواجهة الأخطار التي يشكلها المشروع الصهيوأميركي على المنطقة وشعوبها والأخطار التي عادت لتطل بوجه بشع يتمثل بطرح تقسيم المقسم وتفتيت المفتت.
ولكن كما كانت المقاومة في الماضي حاضرة للمواجهة وتنتصر فإن المقاومة ومحورها حاضرون اليوم، كما كان حضورهم الفاعل على أرض سورية منذ خمس سنوات لمواجهة العدوان وإسقاط مشاريعهم، وإنهم حاضرون لرد العدوان وحاضرون لإسقاط مشروع التقسيم الجديد وسيسقطونه وسيدوسون كل متآمر خائن لبلده وأمته، ولهم في ذكرى انتصار المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي في حرب تموز عبرة تقول: إن صوت الحق هو المنتصر وما النصر إلا صبر ساعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن